مذكرات عمرو موسى : الإسرائيليون أساتذة في الدجل السياسي

profile
  • clock 28 فبراير 2024, 7:03:53 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

تعد مسارات الصراع العربي «الإسرائيلي» من القضايا التي كرّس لها الوزير  الأسبق عمرو موسى كل إمكاناته وقتما كان وزيرا للخارجية المصرية.

ويقول عمرو موسى في مذكراته التى دونها في كتابه الذي حمل اسم "كتابيه" ، في نهاية اليوم الثاني للمؤتمر الدولي السلام الذي انعقد بمدريد، طلب رئيس الوزراء «الإسرائيلي» إسحاق شامير اللقاء معي، واجتمعنا في مساء ذات يوم في غرفة مزدحمة من حجرات الفندق. تحدث شامير بأكثر المواقف تشدداً. 

قال إنه لن يتجاوز تنفيذ فكرة الحكم الذاتي للفلسطينيين، وإنه لا يمكن أن يتجاوز هذه المرحلة إلى المجهول، أو يوافق على إقامة دولة فلسطينية يمكن أن تهدد «إسرائيل»، وأوضح بأنه سيتفاوض ويتفاوض، ويبقي على التفاوض لمدة عشرة أعوام، ولن يسلم بشيء أو يعطي الفلسطينيين شيئاً!! استفزني كلام شامير، ورددت عليه بمنتهى القسوة. قلت له إنك تكرر على مسامعنا هذا الكلام غير المشجع، الذي لا يوحي أبداً بأننا في مؤتمر سلام؛ بل في مؤتمر صدام. إنك تستعين بمتشددين، ولو أني في مكانك ما استعنت لا بهذا ولا بهذا ولا بذاك، وأشرت إلى عدد من مساعديه واحداً واحداً، فأخذ رئيس الوزراء «الإسرائيلي» من حدتي في الحديث إليه، كما أخذ الوفد «الإسرائيلي» لإشارتي إلى أعضائه غير المؤمنين بالسلام، لكني تيقنت من حديث شامير الصريح، أنه لا توجد نية لدى قادة «إسرائيل» لحل الصراع، وأنهم سيماطلون ل«إدارة الصراع» وليس وضع نهاية له.

وقال موسى في مذكراته، إني مقتنع تماماً بأنه لم يكن ليصح أن أتحدث إلى شامير بغير هذه اللهجة الحادة، بعد أشهر قليلة من تعييني وزيراً للخارجية؛ لأنني قدرت أن من يعملون على التغاضي ولو جزئياً عن أعمال «إسرائيل» بدأوا يتزايدون في مصر والعالم العربي، وأن المصلحة العربية تقتضي أن يخرج من رحم العرب من يستطيع أن يقول لهؤلاء القادة «الإسرائيليين» «لا»، و«لا كبيرة جداً»، في مواجهة كذبهم وسوء نواياهم بالنسبة للفلسطينيين، وقد ظهر لدي طوال مسيرتي الدبلوماسية بأن هؤلاء القادة «الإسرائيليين» على اختلاف مشاربهم الحزبية والأيديولوجية «أساتذة في الدجل السياسي». 

 

التعليقات (0)