د.أسعد جودة يكتب: بلا مساحيق .. "دول الطوق على حافة الانفجار"

profile
د.أسعد جودة كاتب فلسطيني
  • clock 16 فبراير 2025, 5:49:10 م
  • eye 126
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

التحالف الشيطاني بين الحركة الصهيونية والمشروع الغربي الامبريالى الاستعمارى المسيحي الانجيلي   والتوافق على زرع هذه الغدة السرطانية المسماة اسرائيل فى الحوض العربي الاسلامي واستبدال هذا الاسم  باسم اقترحه  ثيدور هرتزل الأب الروحي للدولة اليهودية  كومن ولث اقتصادى شرق أوسطي بهدف تغير ملامح المنطقة وستغيب فيها ملامحمها وسماتها ولاحقا سيتم


الانقضاض والقضاء على  الدين والعقيدة  والتاريخ والأرض والانسان ونهب وامتصاص الثروات  وكانوا على يقين أن ذلك لن يحصل  الا من خلال  هزيمة و تمزيق الدولة العثمانية التى كانت  ترمز للخلافة الاسلامية والنظام السياسي الواحد، وصناعة دول قطرية ضعيفة هزيلة ذيلية تابعة وملحقة ،عمر هذا المشروع الذى خطط له ونفذ وعاد واقعا على الأرض قرابة القرن ويزيد . 


اليوم  هذه الدول أمام مشهد وفصل جديد  ألا وهو تقسيم المقسم و تجزاءة المجزأ  أو تمزيق الممزق ، من سمات هذه المرحلة تفجير صراعات داخلية وخارجية  فى معظم دول الطوق وأخرى   ليس فقط لأنها ترفض تهجير الفلسطينيين أو استقبالهم  فى الظاهر  ، بل أن الكيان وحلفاءه  يعتقدون  ويدعون  أنها أرضهم ؟! وتمتد الى داخل تلك البلدان .


لا تخطأوا التقدير الرئيس دونالد ترامب ليس تاجر شنطة  ولا رجل أعمال تقليدى  هو رئيس للولايات المتحدة الأمريكية  على رأس الحزب الجمهورى حزب  رئيس فى أمريكا   يؤمنون  بهذه الرؤية ويعملون  على تنفيذها  وقصة دمج  العهد القديم والجديد وأن الديانه اليهودية أم الأديان ويصرح علنا بالدين الابراهيمي ؟  وحكومة اليمين والمتدينين المتشددة  فى الكيان يعملون جنبا الى جنب فى  تهيأءة الأرضية لنزول المسيح ولن يحصل ذلك الا بهدم المسجد الأقصي وتشييد الهيكل الثالث  المزعوم، ونقاء الدولة العبرية من الأغيار عبر الترانسفير والتهجير القصرى أو الطوعي، ومكان واسم المعركة  هرمجدون بالقرب من القدس معركة يقتل فيها الملايين من الأغيار ، ترامب صرح فى الانتخابات" أن اسرائيل دولة صغيرة على الخارطة" .


من مقاومة مظفرة منبثقة من عمق ايماني ووعى استثنائي لهذا الصراع وخصوصيته ، هذا القطاع   المحاصر والمعذب  منذ سبعة عشر عام برا وبحرا وجوا  من قبل العدو الصهيوني  و الصغير مساحة ثلامئة وستون كيلو متر مربع   ١%من مساحة فلسطين التاريخية  يقطنه مليونان ومئتان ألف نسمة  أكثر مكان ازدحاما  فى العالم  صنع ملحمة  "طوفان الأقصي"  التي تعتبر ضربة القرن وبشارته ، هاجم وقاتل وأوجع وأذل  الكيان وحلفاءه وسجل صمودا وأداء اسطورى على مدار خمسة عشر شهر  متواصلة  وصمد وفاوض بعزة وشرف وكرامة ودفع فاتورة باهظة جدا جدا من دماء أبناءه وممتلكاته  حوالى مائة وستون ألف ما بين شهيد ومفقود لازال تحت الأنقاض ومصاب ،ودمرت البنية التحتية وارتكبت مجاز   ضده ولم تنكسر  ارادته ولم يهزم  ولم يستسلم بل نجح فى تهشيم كل الأسس والمرتكزات التى يقوم عليها مشروع كيانهم   الجهوزية والاستشعار المبكر،والردع الاستراتجي ،والمعارك تدار على أرض الخصوم ،والمعارك سريعة والنصر دوما محقق وأخيرا عقدة البقاء ان يرحلوا من أماكنهم ،   فتح أعين العالم بأسره  على همجية ودموية  ووحشية وغطرسة الكيان وحلفاءه فى ارتكابهم  مجازر ابادة جماعية وبيئية  لم تعهدها البشرية من قبل وتعطيل كل المؤسسات الدولية .


وفي ذات السياق  استشهد بتصريح    السيد عمرو موسى أمين الجامعة العربية سابقاً و وزير خارجية مصر في عهود كثيرة لتلفزيون روسيا اليوم ٨-٢-٢٠٢٥ . 


"وقال الدبلوماسي العربي الأسبق إن الأحداث شكلت انتصارا فلسطينيا وخسارة لإسرائيل على المستوى الاستراتيجي وظهر أن الفلسطيني يستطيع دخول الأراضي الإسرائيلية وأن تل أبيب لم تكن مستعدة لأي مفاجأة فلسطينية."


همسة لأصحاب مشروع  السلطة الفلسطينية  لا تصروا وتظلوا معلقين بالهواء  وتراهنوا على الشرعية الدولية  شرعية الغاب  ولا على السراب والوهم والوعود هم فقط يوظفوا هذا التواصل للحديث للعالم أنه يوجد عملية سلام مع الفلسطينيين قائمة ومستمرة لنزع فتيل  الحياء عن أى نظام يتردد فى التطبيع وسيتهم بأنه ملك أكثر من الملكيين ان بناء وحدة وشراكة وطنية حقيقية هو الضمانة الحقيقية لاستمرار الصراع وفرملة الانهيار المروع والهرولة أمام التطببع و لقادة العرب والمسلمين  الذين طبعوا والغير أن كلفة التضامن والتماسك والتعاضد  أقل بكثير من تفجير عواصمكم والتنكيل بكم والغاء أو تمزيق بلدانكم ،القادم مرعب خذوه على محمل الجد ،ان ما تملكونه من ثروات على مستوى البشر والمساحة ومن كنوز الأرض ومن رسالة سامية  لقادر أن يؤهلكم للعب دور محورى على مستوى  المشاركة والفاعلية فى قيادة العالم.


المولي تبارك وتعالي فى مطلع سورة الاسراء "فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا" (7)
وفى نهاية السورة يتحدث القرآن ..


"وَقُلْنَا مِنۢ بَعْدِهِۦ لِبَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ ٱسْكُنُواْ ٱلْأَرْضَ فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ ٱلْءَاخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا"


ليتحقق القدر المقدور .


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)