رامي أبو زبيدة يكتب: السلاح والمقاومة.. لماذا لن تستسلم؟.. تسليم السلاح الطلب المستحيل

profile
رامي أبو زبيدة كاتب وباحث بالشأن العسكري والامني
  • clock 20 أبريل 2025, 10:16:18 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
رامي أبو زبيدة يكتب: السلاح والمقاومة.. لماذا لن تستسلم؟.. تسليم السلاح الطلب المستحيل

على حماس أن تلقي السلاح'. طلب يبدو بسيطاً للبعض، لكنه في جوهره يلامس المستحيل. هل يُطلب من المحاصر أن يتخلى عن سترته الأخيرة في ليلة صقيع؟ .. هل يُطلب من الغريق أن يترك خشبة النجاة الوحيدة؟

 لماذا يعتبر طلب نزع سلاح المق|ومة الفلسطينية مستحيلاً؟"

الاحتلال هو السبب: قتل، تدمير، اعتقالات، جدار الفصل، نقاط التفتيش، هدم المنازل، اقتحامات، تدنيس المقدسات، مظاهر الحصار على غزة ..

اذا السلاح لم يظهر في فراغ. إنه نتيجة، وليس سبباً أصيلاً. إنه رد فعل على عقود من الاحتلال، من سلب الأرض، من فقدان السيادة، ومن غياب أي أفق حقيقي لدولة مستقلة قابلة للحياة.

كيف أتخلى عن حمايتي وحماية أرضي وبيتي وأنا أرى المستوطن يأخذ أرض جاري، والجندي يهدم بيت أخي؟ من سيحميني؟

في غياب الحماية الدولية الفاعلة، وفي ظل قوة عسكرية ساحقة تمارس الاحتلال، يُنظر للسلاح - مهما كان بسيطاً - على أنه الضمانة الوحيدة للبقاء، ورمز للكرامة المتبقية، وأداة لفرض صوت الرافضين للمحو والإلغاء. التخلي عنه في ظل هذه الظروف يعني الاستسلام الكامل، القبول بالوضع الراهن للأبد، وهو ما ترفضه طبيعة المقاومة.

#المعادلة 
السلاح للمقاو.مة = أداة دفاع + رمز للصمود + ورقة ضغط

التاريخ مليء بالشواهد. للشعوب التي قاومت الاحتلال ولم تتخل عن سلاحها كشرط مسبق للحرية أو حتى للتفاوض الجاد. السلاح كان ورقتها الأخيرة، ورمز إرادتها.

📝 #الجزائر
في الجزائر، واجهت جبهة التحرير الوطني واحدة من أعتى القوى الاستعمارية. قُدمت لها عروض وواجهت ضغوطاً هائلة لنزع سلاحها. لكنها تمسكت به كجزء لا يتجزأ من كفاحها المرير، الذي دفع ثمنه الشعب غالياً بالدماء والتضحيات، حتى نالت استقلالها. لم يُلق السلاح إلا بعد تحقق الهدف.

📝 #فيتنام
وفي فيتنام، قاومت حركة الفيت مينغ ثم الفيت كونغ ببسالة جيوشاً تفوقها قوة وناراً. لم يكن نزع السلاح خياراً مطروحاً على الطاولة من جانبهم وهم يقاتلون من أجل التحرير والوحدة. رغم القصف المدمر والخسائر الفادحة، استمرت المق|ومة المسلحة حتى انسحاب القوات الأجنبية وتحقيق النصر."

⭕ #الدرس_واضح: 
المق|ومة المسلحة، رغم كلفتها، تُعتبر لدى الشعوب المحتلة ضرورة وجودية وشرطاً لتحقيق تطلعاتها السياسية عندما تُسد كل الطرق الأخرى.

👈 ما هو الحل إذن؟
إذاً، المطالبة بنزع سلاح المق/ومة تحت الاحتلال ليست فقط غير واقعية، بل تتجاهل طبيعة الصراع وجذوره ودروس التاريخ. إنها كمن يطلب إطفاء النار بالبنزين.


الحل لا يكمن في مطالبة المظلوم بالتخلي عن أداته الوحيدة للدفاع عن النفس والضغط من أجل حقوقه، الحل يكمن في معالجة السبب الجذري: إنهاء الاحتلال، رفع الحصار، منح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في تقرير المصير والعيش بحرية وكرامة في دولته المستقلة.


عندما تُزال أسباب المق|ومة، وعندما يشعر الفلسطيني بالأمن والعدل والحرية، عندها فقط يمكن الحديث عن مستقبل خالٍ من السلاح. أما قبل ذلك، فالتاريخ يخبرنا، والإرادة الإنسانية تؤكد: المق|ومة باقية ما بقي الاحتلال.

التعليقات (0)