-
℃ 11 تركيا
-
21 أبريل 2025
رامي أبو زبيدة يفند أسباب رفض نتنياهو وقف الحرب على غزة| رؤية تحليلية
خشية من تهديد بقاء إسرائيل..
رامي أبو زبيدة يفند أسباب رفض نتنياهو وقف الحرب على غزة| رؤية تحليلية
-
20 أبريل 2025, 10:55:25 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
نتنياهو
ظهر أمس رئيس وزراء الإحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس السبت، بتصريحات استفزازية جديدة بمواصلة حرب الإبادة على قطاع غزة رغم تزايد المعارضة للحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة.
وفي فيديو مسجل، قال نتنياهو إن إسرائيل "ليس لديها خيار سوى مواصلة القتال من أجل وجودنا حتى النصر"، ودعا إلى "المثابرة والصمود للقضاء على حماس واستعادة الرهائن الـ 59 المتبقين".
وأشار نتنياهو إلى رفض حركة "حماس" الأخير لمقترح إسرائيل لوقف إطلاق النار كـ"سبب لمواصلة قصف غزة"، ودعا مقترح إسرائيل إلى نزع سلاح غزة ولم يتضمن إنهاءً نهائيًا للحرب، وكلاهما كانا خطين أحمرين لـ"حماس".
وقال نتنياهو: "إذا رضخنا لمطالب حماس الآن، فإن جميع الإنجازات الهائلة التي حققها جنودنا وشهداؤنا وجرحانا الأبطال، تلك الإنجازات ستضيع ببساطة".
لماذا يرفض نتنياهو المقترح الأخير من حماس؟
يرى رامى أبو زبيدة محلل الشؤون العسكرية أن بنيامين نتنياهو يجد إن الهدف الرئيسي هو "القضاء التام" على قدرات حماس العسكرية والحكومية في غزة. و أي صفقة تتضمن وقفًا دائمًا لإطلاق النار قبل تحقيق هذا الهدف (وفقًا لتقييمهم) تعتبر فشلاً أو استسلامًا.
وتصر حركة حماس، من جانبها، على وقف دائم للحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية كشرط أساسي، وهو ما يتعارض بشكل مباشر مع هدف "النصر الكامل" الذي يرفعه نتنياهو.
وتريد المقاومة وقفًا شاملاً ودائمًا للحرب، وانسحابًا إسرائيليًا كاملاً من غزة، وإعادة الإعمار، وإطلاق سراح أعداد كبيرة من الأسرى الفلسطينيين، بمن فيهم ذوو الأحكام العالية ومن تتهمهم إسرائيل بالمسؤولية عن هجمات دامية. يعتبر نتنياهو وحكومته هذه الشروط غير مقبولة وتشكل تهديدًا أمنيًا مستقبليًا
ويرى أبو زبيدة، أن الأمر الأهم هو يعتمد بقاء حكومة نتنياهو بشكل كبير على شركائه في الائتلاف من اليمين المتطرف (مثل حزبي "الصهيونية الدينية" بقيادة بتسلئيل سموتريتش و"عوتسما يهوديت" بقيادة إيتمار بن غفير). هؤلاء الشركاء يرفضون بشدة أي اتفاق لا يحقق "هزيمة ساحقة" لحماس، ويعارضون أي تنازلات كبيرة، ويهددون بالانسحاب من الحكومة وإسقاطها إذا تم قبول صفقة يعتبرونها "ضعيفة" أو تترك حماس في السلطة أو قادرة على إعادة تسليح نفسها. قبول شروط حماس الأساسية، خاصة وقف الحرب الدائم، هو أمر غير مقبول سياسيًا لهؤلاء الحلفاء.
والسبب الآخر في تحليل رامي أبو زبيدة، أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، ونتنياهو يتبنى هذا الموقف ترى، أن ترك حماس قادرة على حكم غزة أو إعادة بناء قوتها العسكرية سيشكل تهديدًا وجوديًا مستمرًا لإسرائيل، مما يجعل الحرب الحالية بلا جدوى على المدى الطويل.
أهداف نتنياهو من استمرار الحرب تتجاوز مجرد الرد على هجوم 7 أكتوبر، وهي مزيج معقد من الأهداف العسكرية والسياسية والاستراتيجية، مع تداخل كبير بينها:
الأهداف العسكرية والأمنية (المعلنة والمحتملة):
وهناك أهدافا عسكرية وأمنية يراها المحلل المتخصص في الشأن العسكرى، وهي تفكيك حماس: الهدف الأكثر إعلانًا هو تدمير البنية التحتية العسكرية لحماس (أنفاق، منصات صواريخ، مراكز قيادة) وتحييد قادتها وعناصرها المسلحة لمنع تكرار هجمات مماثلة.
إعادة الرهائن: بينما تسعى إسرائيل لإعادة الرهائن، يرى نتنياهو أن الضغط العسكري المستمر هو الوسيلة الأكثر فعالية لإجبار حماس على إطلاق سراحهم بشروط مقبولة لإسرائيل (أي ليس ضمن صفقة تنهي الحرب وتترك حماس قوية).
ضمان أمن طويل الأمد: منع أي تهديد مستقبلي من غزة، ربما عبر إنشاء مناطق عازلة، أو الحفاظ على حرية العمل العسكري الإسرائيلي داخل القطاع، أو تغيير الواقع الأمني بشكل جذري.
استعادة الردع: إظهار قوة إسرائيل العسكرية لردع أعدائها الآخرين في المنطقة (مثل إيران وحزب الله).
الأهداف السياسية (ذات أهمية قصوى لنتنياهو شخصيًا):
البقاء السياسي: هذا يعتبر المحرك الأقوى لنتنياهو وفقًا للعديد من المحللين. استمرار الحرب يؤجل المحاسبة السياسية والشعبية حول الإخفاقات الأمنية والاستخباراتية التي سمحت بوقوع هجوم 7 أكتوبر. نهاية الحرب قد تعني نهاية حكومته وبدء تحقيقات رسمية قد تنهي مسيرته السياسية، وربما تؤدي إلى انتخابات مبكرة تشير استطلاعات الرأي (تاريخيًا) إلى أنه قد يخسرها.
الحفاظ على الائتلاف الحكومي: كما ذكر سابقًا، استمرار الحرب والخطاب المتشدد يرضي شركاءه من اليمين المتطرف ويحافظ على تماسك حكومته، التي تعتبر الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل. أي تنازل كبير قد يؤدي لانهيارها.
إعادة تشكيل صورته: محاولة الظهور كقائد قوي وحازم في زمن الحرب، قادر على حماية أمن إسرائيل، لمواجهة الانتقادات الداخلية المتزايدة.
الأهداف الاستراتيجية (المستقبلية لغزة):
منع عودة حكم حماس: ضمان عدم سيطرة حماس على غزة في "اليوم التالي" للحرب.
التأثير على مستقبل حكم غزة: قد يسعى نتنياهو لفرض ترتيبات أمنية تضمن لإسرائيل السيطرة الأمنية الشاملة أو الجزئية على القطاع، أو دعم بديل حكم لحماس يكون مقبولاً لإسرائيل (مع رفض عودة السلطة الفلسطينية بشكلها الحالي دون تغييرات جذرية).
تغيير المعادلة الإقليمية: استخدام الحرب لإضعاف محور المقاومة الذي تدعمه إيران في المنطقة.
ويرى رامي أبو زبيدة، أن قرار نتنياهو برفض المقترحات الحالية واستمرار الحرب يبدو مدفوعًا بتقاطع معقد بين الأهداف الأمنية المعلنة، والحاجة الماسة لضمان بقائه السياسي الشخصي من خلال الحفاظ على ائتلافه اليميني المتطرف وتجنب المحاسبة الفورية، بالإضافة إلى رؤية استراتيجية تهدف إلى تغيير الواقع الأمني والسياسي في غزة بشكل دائم بما يخدم المصالح الإسرائيلية كما يراها هو وحلفاؤه. غالبًا ما يُنظر إلى اعتباراته السياسية الداخلية على أنها العامل الأكثر تأثيرًا في قراراته الحالية المتعلقة بالحرب وصفقات التبادل








