-
℃ 11 تركيا
-
15 أبريل 2025
سنا كجك تكتب: 5 سنوات على رحيلك.. "موجوعة يا إمي"
سنا كجك تكتب: 5 سنوات على رحيلك.. "موجوعة يا إمي"
-
15 أبريل 2025, 11:24:46 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
توضأت لأتجهز لصلاة الفجر يا "إمي" ...صلاتكِ المفضلة لديكِ من بين الصلوات الخمس... أتذكرين عندما كنتِ تجلسين إلى جانبي على حافة السرير كي استيقظ على صلاة الفجر؟ تقتربين بهدوء الملائكة وتهمسين: "هيا يا بنتي قومي نصلي هيدا زادنا للآخرة".
وأنا أقوم واقبل جبينكِ الطاهر ونتوضأ معا بإيمان...وعفة.. وطهارة وشوق للقاء ملك السموات والأرض... انظري من عليائكِ يا صابرة أنا اتخيلكِ الآن انكِ معي..نتلو صلاة الفجر ونمجد الخالق.
هو فجر ذكرى يوم وفاتكِ في مثل تاريخ هذا اليوم 15 ابريل من عام 2021 يوم فاضت روحكِ الطاهرة إلى خالقها صادف أنه الثالث من شهر رمضان المبارك بعد معاناة 9 أشهر مع مرض السرطان اللعين! الخبيث! المجرم! ذاك الحاقد على والدتي الملاك!!
"ـ خليني خبرك"ـ يا" إمي" في المشروع الخيري الداعم للأدوية المجانية الذي أشارك فيه....أولستِ انتِ من زرعتِ بداخلي ووجداني بذور الخير؟
ها هي أزهرت يا" إمي"..
مرضى السرطان هم نقطة ضعفي لأجل آلآمكِ أنتِ...أتدرين؟
أعانق أوجاعهم ...أكفف لهم معاناتهم...كل مريض أو مريضة أتخيله انتِ يا حبيبة روحي...أشعر أنهم يتألمون كما تألمتِ بصمت رهيب!!
يا لصمتكِ!! أعلم يا "إمي" أخفيتِ وجعكِ مرارا" كي لا أتوجع أنا لوجعكِ ِ... أحسست بذلك... وعشت كل تنهيدة ألم كنتِ تحتضنيها داخلكِ كي لا أذرف الدمع أنا في الليالي الحزينة.....الكئيبة...
"بعرف يا إمي"...
يقولون: أصعب العبارات والسطور التي تخطها أناملك تلك التي ترثي فيها عزيز أو حبيب لروحك وقلبك…
فكيف إن كانت الأم
المدرسة...المربية... القدوة ؟؟
من فجع بفقدان أمه سيشعر بعمق حزني وبجروح روحي…التي تتمايل بين السطور الشفافة والمجروحة من الوريد إلى الوريد بألم الفقدان...سطوري اليوم
" متشحة" بالسواد حدادا” على أمي…
الكلمات “تشهق”من ولادة البكاء..وحبر القلم “يؤلمه” ما يسطره..أوتدرون ما معنى أن يكتب القلم عن قطعة من روح صاحبه؟؟
إلى أجمل الأمهات
أطهر الأمهات
وأحن الأمهات…وأرق الأمهات
وأصدق الأمهات.. وأنقى الأمهات إلى "فاطمة" قلبي...
أمي الحبيبة..
5 سنوات... مضت على رحيلكِ "يا نبيلة..يا شريفة..يا مُجاهدة..يا مناضلة...لو كتبتِ للناس عن وطنيتكِ وحبكِ للوطن وتضحياتكِ في سبيله لدهشوا من عظمتكِ!!!
لو أخبرتهم عن شجاعتكِ في مواجهة العدو الصهيوني اثناء الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان لقالوا عنكِ انكِ "جميلة بوحيرد" لبنان!!!
",بس" قسما" برب العباد يا "إمي" سوف أسطر عنكِ اجمل وأروع الروايات وأعترف للبشر..للطيور...للجبال
...للوديان.. للبحار...للأنهار...للسماء الصافية الزرقاء عن شهامتك ِ واصالتكِ وبطولاتكِ مع المقاومة اللبنانية....
سأكتب يا "إمي" ذاك المجلد عنكِ...والله سأكتب...وسأنال أجمل الجوائز الأدبية كرمى لعيونكِ البنية...
5 سنوات.. يا" إمي" لم أراكِ..ولم احضنكِ..ولم أتنشق رائحة عطركِ الزكية…عطر التقوى..والنقاء..والصفاء..
ولم أفضفض لكِ عن قهر روحي إلا على سجادة الصلاة ..
5 سنوات.. يا غالية بساعاتها.. وثوانيها..ودقائقها…وأيامها..ولياليها..وصيفها.. وشتاؤها..وخريفها.. وربيعها.. وانا أتوجع.. لم ألمس وجهكِ الملائكي وأهديكِ باقة من القبلات على خديكِ…
5 سنوات...لم أتذوق الطعام من اليد الجميلة التي كنت أزينها وكانت تشبه يد الفتيات الصغيرات ...
ولم أشتم رائحة عبير طعامكِ لطالما وزعتِ منه كميات متساوية على جيرانكِ...كنتِ تحرصين دائما" على تطبيق وصايا الرسول الأكرم نبينا محمد "ص"-عن المعاملة الحسنة للجيران وتفقد احوالهم وأن لا ننام وجارنا يتضور من الجوع...
كنتِ تقدمين لهم الحلوى التي تجيدين اعدادها ولا أفخر محلات الحلويات.. نعم هكذا كانت أمي امرأة "معدلة" كما يُقال باللهجة الفلسطينية عن المرأة الكاملة في بيتها وأسرتها ...
5 سنوات يا "إمي"…تصوري لم أتلذذ بطعم خبزكِ الشهي الذي كنتِ تحضرينه في فرن المنزل المفضل لديكِ… أنا ما زلت احتفظ به هو أغلى من متاحف العالم كلها..فرنكِ "الكريم" الذي أطعمنا الحلويات والفطائر ولا ألذ..."ما عم بأكلها يا إمي.
أنتِ بتعرفي هيك؟؟"
يا عمري.. 5 سنوات من الحزن والألم والدمع والأرق..واليتم...
كيف لي ان أعتاد على غيابكِ؟؟
وعقلي الباطني لم يتقبل حتى الساعة أنكِ أصبحت ِتحت التراب؟ اعذريني "مش قادرة صدق" يا "إمي"...
في اليوم الثالث من شهر رمضان الفضيل 2021 اختاركِ الله لأنه يحبكِ..اختاركِ في شهر الرحمة يا" إمي" فهنيئا” لكِ يا من كنت ِمشروع شهادة...
عدوكِ طالب بكِ بالاسم!!!لذا أوجعته أنا بدوري ليكتب عني بالاسم !
فأنا ابنتكِ... نسخة عنكِ وافتخر...
يا... قلبي الموجوع.. أتخيل أنكِ ما زلتِ على سرير المستشفى تنتظرين قدومي اليكِ ..لتستأنسي بي وترتاحي من هم المرض السفاح!...
آه كم أكرهك!!كنت سأمزقك بأظافري لو تصورت على هيئة انسان!!!لقتلتك!!
رغم أوجاعكِ التي لا تحتمل يا "إمي" صبرتِ على حكم الله وقدره وكنتِ من
المؤمنات المتسلحات بالدعاء والصلاة حتى على فراش المرض كنتِ في قمة الخشوع والطاعة لله تعالى...
يا صابرة…يا ألمي …يا فقدي...يا دمعي الذي لم يجف... أزور ضريحكِ ..وأعتني بورودكِ...كنت تعشقين الازهار وكل شجرة من أشجار الطبيعة...أخاطب التراب الذي احتضنكِ للأبد.
اهمس له: ترفق بها.. إنها محبوبتي…الحنونة..الطيبة..الصادقة…الوفية..المعطاءة..صاحبة اليد البيضاء...من كفلت الأيتام..وأطعمت المساكين...وواست كل ألم دفين...
5 سنوات يا "إمي "وما زلت أنثر من زجاجة عطركِ على ملابسكِ ليفوح عبيرها فأشعر وكأنكِ معي تبتسمين ...يا قطعة من روحي…
احتفظ ببعض ملابسكِ الأنيقة ... لم يطاوعني قلبي أن أفارقها... "بكفي" فاجعة فراقكِ أنتِ...
أشتمها…أحضنها…
بدموعي... وأغفو احيانا” بين طياتها…مُوجع فراقكِ يا" إمي" ...بربي صعب!
أوا تعلمين ؟؟كنت احتفظ بخصلات من شعركِ الجميل عندما كنت اقصه لكِ وأسرحه ولم أخبركِ حينها…ولكأنني استشعرت الألم الرهيب الذي كان يتحضر لي..
لا أعلم لماذا اخفيت عنكِ انني احتفظ بخصلاته الرمادية التي تلمع كنور القمر الفضي...
شعرت انكِ ستفارقيني...قبل أن يهاجمكِ ذاك الوحش الكاسر الذي يدعى "السرطان"!!
كنت أتوسل لله عزوجل أن يسترد أمانة روحي قبل أمانتك انتِ يا عزيزة الروح ..
أنا اناجي الله يا "إمي" مع بزوغ كل فجر اتهيأ فيه للصلاة المطهرة..
يا ربي لماذا قهرتنا بفراق من نحبهم ؟؟
يا "إمي "...أنا يتيمة حتى الموت بدونكِ. ..ويفيض يتمي في عيد الأم ...عيدكِ يا أميرة الطهر والعفاف...وفي عيد الفطر..والأضحى المبارك...يعتصر اليتم .. روحي..وعقلي..وقلبي الصغير المجروح...
أما “نيسان”..آه منه وألف آه .. أبغض الشهور عندي!!
كم أنا حاقدةٌ عليك!!
كم أنا كارهة لك!يا نيسان "اللئيم"!
لونت كل ايامي بالسواد وكحلت عيوني بالبكاء!
سلبت قطعة من روحي لتحتضنها بين التراب…سلبتني الحياة وأنا على قيد الحياة!!
مهما حقدت عليك لن أفيك حقك بالحقد!!
..”يا إمي” هل تسمعيني؟؟
يا مناضلة...يا مُقاومة.. من مثلكِ بطيبة القلب والحنية؟؟
من مثلكِ بالشجاعة والعواطف يا سيدة الكرامة...؟سيدة النبل...
يا مهجة القلب والفؤاد..اشتقت لبسمتكِ..لرائحة قهوتكِ الصباحية…كنت ِ متعلقة فيها جدا" ...يا أمينة أسراري..وملهمتي..يا صاحبة الحق والحرية.
كنتِ ترددين دائما”: “يا الناس يكون عندها بنات متلك أو بلا ما يكون عندهم بنات ما في يوم زعلتيني بكلمة”.
"يا عيوني" كيف ممكن زعلك أنا..يا "تقبريني" بزعل الكون إلا أنتِ يا طيبة..طيبتكِ كبراءة الأطفال...
يا كل الفخر يا "إمي"..يا كل العز…أيا قوتي…وبلسم جراحي..
منكِ يا "حبيبة قلبي" تعلمت كل دروس الحياة..ونهلت من كتب نصائحكِ..
كنتِ الأم المثالية…المضحية…المتفانية…كنتِ الصديقة الحميمة…والأخت الودودة..كنتِ العالم بأجمعه بالنسبة لي.. يا ملكة الانسانية.. واميرة العاطفة…أتلمسين أنين قلبي؟؟
والله “يا إمي”كسرني فراقكِ..
“يا إمي”وجعني موتكِ كتير كتير”..
“يا إمي” الغصة بقلبي “شو بدي” أكتب وعبر..
عجز قلمي يا “إمي شو صعبة ” الحياة بدونكِ..
“اوعى الصبح وما شم ريحة قهوتكِ..شو صعبة ما اسمع دعواتكِ الي”…
افتقدتها من ساعة رحيلكِ..كانت السند والحصن لي...
“يا إمي..." شو موجوعة” على فراقكِ…"يا إمي" خذيني إلى جنتكِ...
يا "إمي"... بعرفك زعلانة لأجلي "كتير بس" سامحيني
“ما قادرة ” أكتب “أكتر”..
فاضت العبارات إلى السماء... لتناجي روحكِ.








