د أيمن منصور ندا : "بقرة حاحا النطَّاحة" في "مستشفى الخشت النوَّاحة"!!

profile
د.أيمن منصور ندأ رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة
  • clock 2 سبتمبر 2021, 11:56:17 ص
  • eye 833
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

يقولون لا اجتهاد مع النص؛ ولدينا في هذا المقال نصوص وأحكام "قطعية الثبوت قطعية الدلالة".. ولدينا أرقام مثبتة  ومؤكدة لا تكذب ولا تتجمل.. النصوص والأرقام تشير بصراحة ووضوح إلى عمليات نهب موسعة للمال العام في المستشفى الفرنساوي التابع لجامعة القاهرة، وأن أطراف هذه العمليات هم رئيس الجامعة الدكتور محمد عثمان الخشت وقيادات المستشفى الفرنساوي!! .. مستندات وأرقام نهديها للجهات الرقابية المختلفة، لعلها تنقذ هذا الصرح التعليمي العريق مما لحق به من عمليات تدمير ممنهجة في سنوات الخشت الميمونة (2017- 2021)!


 في مذكرة بتاريخ 3 يوليو 2021، تم عرضها على الأستاذ الدكتور رئيس الجامعة للموافقة والاعتماد (وهو ما تم بالفعل)، تضمنت المذكرة الموافقة على صرف المكافآت التالية للسادة الآتية أسماؤهم نظير جهودهم غير العادية خلال شهر يونيو 2021 (هذا بخلاف مرتباتهم وبدلاتهم المقررة قانوناً)!: الأستاذ الدكتور مصطفى الشاذلي 192567 جنيهاً (مائة وثلاثة وتسعون ألف جنيه تقريباً)، والدكتور عمرو الحديدي 82357 جنيهاً (ثلاثة وثمانون ألف جنيه تقريباً).. والأستاذ الدكتور منتصر حجازي 55042 جنيهاً (خمسة وخمسون ألف جنيه تقريباً).. والأستاذ الدكتور محمد سعيد إسماعيل حسن مبلغاً وقدره 46248 جنيهاً (ستة وأربعون ألف جنيه تقريباً)..  والأستاذ الدكتور وليد محمد مبلغاً وقدره 21900 جنيهاً (اثنان وعشرون ألف جنيه تقريباً).. ومبلغاً قدره 13478 جنيهاً (ثلاثة عشرة ألف جنيه تقريباً) لخمسة موظفين متفرقين.. (حاحا!).


المكافآت نفسها تقريباً، ووفقاً للمستندات التي بين أيدينا، تم صرفها للأسماء المذكورة ذاتها، خلال شهر يوليو 2021 ، وسيتم صرفها لهم خلال شهر أغسطس وغيره من الشهور!.. وبالسؤال والبحث والتقصي، تبين أنها مكافآت شهرية تُصرف للجهود غير الاعتيادية لهؤلاء الأساتذة.. ويتم إيداعها بحساباتهم في البنك الأهلي يومي 7 و 8 من بداية كل شهر ميلادي، وتستحق الصرف من يوم 9 من كل شهر!! هذا بخلاف المرتبات الرسمية التي يتم إيداعها مثل بقية موظفي الدولة في نهاية كل شهر ميلادي!! (حاحا!)


لسنا في حاجة للتعليق على هذه الأرقام.. ودلالاتها واضحة.. ولكن لنا أن نتخيل أن المكافاة الشهرية للجهود غير الاعتيادية لقيادات المستشفى الفرنساوي هي عشرة أضعاف المكافآت المقررة قانوناً لرئيس مجلس الوزراء.. وعشرون ضعف المكافآة المقررة لوزير التعليم العالي والبحث العلمي!! .. هذه المكافآت التي لا نظير لها ولا مثيل لحجمها في أكبر المستشفيات الاستثمارية في مصر، هي لقيادات المستشفى فقط .. فما بالكم بالمكافآت الشهرية للأستاذ الدكتور رئيس الجامعة رئيس مجلس إدارة هذه المستشفى، والمسئول عن توقيع واعتماد مكافآتها بشكل خاص؟! وما بالكم بمكافآة عميدة كلية الطب المسئولة عن المستشفى؟! حسن الظن يقودنا إلى أن مكافآتهما الشهرية ستكون مثل قيادات المستشفى.. والمنطق يشير إلى أنها ستكون ضعفها على الأقل..  (حاحا!).


 حجم المفارقة يكمن أيضاً في مقارنة مرتبات الأساتذة بمكافآتهم.. إن متوسط الراتب الشهري لأستاذ الجامعة العامل في الجامعات الحكومية هو عشرة آلاف جنيه على أقصى تقدير.. وأية مكافآة تصرف له تكون بالمقارنة بالراتب الأساسي (حوالي ألف جنيه أو يزيد قليلاً)، أو حتى بالراتب شاملاً كل البدلات (عشرة آلاف جنيه).. قد تكون المكافآة الشهرية 100 %، أو حتى 200% .. أما أن نجدها تتراوح بين 900% إلى 2000% من حجم الراتب الشامل، فهذه إحدى العبر، وإحدى منجزات الخشت الإدارية والمالية!!


هذه المكافآت الشهرية يتم صرفها في وقت تشهد فيه المستشفى انهياراً كبيراً على مستوياتها كافة.. أجهزة المستسفى "عطلانة" و"خربانة" .. وأساتذة المستشفى لا يحضرون، ويتم الاستعاضة عنهم بالنواب المقيمين في المستشفى.. والأدوية ومستلزمات العمليات والعلاج غير متوفرة.. ومدير المستشفى يتابع أحوالها من خلال التليفون، ومن الصعب الوصول إليه.. وديون المستشفى لدى الغير أصبحت معدومة تقريباً ولا يتم تحصيلها!.. وإيرادات المستشفى يتم تسويتها بحيث يدخل معظمها في "جيوب" بعض المسئولين والموظفين (هناك قضية بالفعل في هذا الخصوص)! وميزانية المستشفى الإجمالية هي ميزانية خسرانة وبالسلب (مصروفاتها أكبر من إيراداتها!).. ورغم هذا، يتم صرف مكافآت التميز والإجادة لقيادات المستشفى ولرئيس الجامعة المسئول عنها (حاحا!).


 والمضحك (وإن كان ضحكاً كالبكاء) أن إدارة المستشفى أصبحت تؤجر المستشفى "فاضية"!! أصيب الدكتور (س. ض) نائب رئيس الجامعة السابق،  بكسر في الحوض، استلزم إجراء عملية عاجلة له.. ذهب الدكتور (س. ض) إلى المستشفى، فأخبروه بعدم وجود أساتذة متخصصين في العظام في المستشفى، وأن أقصى ما يستطيعون تقديمه له هو السماح باستخدام غرفة العمليات، على أن يقوم هو بإحضار الطبيب المتخصص من خارج المستشفى، ويشتري أدوات العملية ومستلزماتها!! ذهب الدكتور(س.ض) إلى مستشفى آخر (بحق وحقيق)، وأجرى العملية بنجاح والحمد لله.. الأمر نفسه تكرر مع الأستاذ الدكتور (ف. ف) الأستاذ المرموق والوزير السابق.. ولقي المعاملة ذاتها، وخلص إلى النتيجة نفسها!! هذا بالنسبة لكبار القوم، فما بالكم بأمثالنا نحن الغلابة والمساكين (حاحا!).


في منشور للدكتور الخشت على صفحته على الفيسبوك ليلة أمس (1 سبتمبر)، لتسجيل مقابلته التاريخية مع كلب حراسة المدينة الجامعية، أشار الخشت إلى أنَّ الكلب "طيبٌ، وفيٌّ.. لكنه وحشٌ ضد اللصوص والخونة"!! .. وليتك "يا سيدي" أخذت عنه بعض هذه الصفات.. ليتك "يا سيدي" كنت عوناً للحق والأمانة لا عليها.. وكنت حامياً لأموالنا العامة لا مبعثراً لها وكأنها "التكية" التي ورثتها عن أجدادك.. ليتك "يا سيدي" كنت "أسداً" في مواجهة الفساد و"نعامة" علينا، بدلاً من أن تقوم بالعكس!..  "يا سيدي" وأكررها؛ فلنا عندك أشياءٌ وحاجاتٌ!!  (حاحا!).

التعليقات (0)