تكبير الخط تصغير الخط

القمة الثلاثية  تكتسب أهمية خاصة بسبب الأزمات المستمرة في غزة وسوريا، فضلاً عن التداعيات الأوسع نطاقًا التي لوحظت في منطقة البحر الأحمر، ولذلك فاستضافة مصر لقمة المنتدى الاقتصادي المصري اليوناني القبرصي، تفتح آفاقا جديدة من تعزيز الشراكات الإقليمية، بين الدول الثلاثة يسهم في مواجهة الهجرة غير الشرعية والإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة، لاسيما مع الاستعدادات الدولية لما سيكون بعد تنصيب ترامب في 20 يناير القادم وما يُهدد به اقتصاديات وتكتلات كُبرى، حيثُ جاءت في توقيت مناسب ومهم في ظل التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط والتحديات الإقليمية والدولية،  وتفتح القمة بحضور أكثر من 70 شركة يونانية وقبرصية و200 شركة مصرية، فرصة لعرض الفرص الاستثمارية المتاحة بمصر لهذه الشركات، وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.

 خاصة وأن مصر تتمتع بوجود مناطق اقتصادية ضخمة كالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس ومشروعات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر ومناخ ممتاز، إضافة إلى ما تتمتع به مصر من بنية تحتية وتشريعية قوية ومحفزة للاستثمارات الأجنبية، بل وإنها فرصة لزيادة حجم السياحة الوافدة من الدولتين، وهو نتاج ما قام به محافظ جنوب سيناء نوفمبر الماضي من زيارة لليونان وعقده اجتماعا موسعا مع الشركات السياحية البارزة بها من أجل الترويج لمقاصد جنوب سيناء السياحية.

بالإضافة إلى أن انعقاد المنتدى الاقتصادي المصري اليوناني القبرصي على هامش القمة في قطاعات اقتصادية مُتنوعة كالطاقة والصناعة والزراعة والثروة السمكية والبنية التحتية، مما فتح الباب أمام التعاون الثلاثي في مشروع الربط الكهربائي وهو مشروع شبكة الطاقة الخضراء" جريجي" ينقل الكهرباء من الطاقة المتجددة من مصر بحرياً، بل ويربط بين مصر وأوروبا ويمثل نقلة نوعية للانتقال للطاقة النظيفة التي تحتل مكانة بارزة على جدول الأعمال، حيث تؤكد اليونان على دورها الجيوسياسي، بما يعود على مصر بدخل قومي كبير كما سيحول مصر لمحور رئيسي لتبادل الطاقة بينها وبين العالم الأوروبي، حيث شهدت القمة توقيع مذكرات تعاون فى تطوير الموانئ وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والاستثمار.

بما يضمن استقرار شرق المتوسط، إضافة إلى أنه قد توقيع اتفاقية مع اليونان في شهر أكتوبر الماضي لتنفيذ عدد من المشروعات لتوريد وتسويق الغاز الطبيعي في دول شرق أوروبا، وتم تأسيس شركة مشتركة مقرها اليونان تهدف لتجارة ونقل وتوريد الغاز لدول شرق أوروبا واليونان، إضافة إلى إنشاء مصر منتدى غاز شرق المتوسط بين الدول الثلاث. مما سينعكس عنها زيادة في حجم التبادل التجاري المشترك وحجم الاستثمارات في عالم عاصف بالمنطقة من أزمات وحروب وتضخم اقتصادي عالمي.