- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
د.حسين علي غالب بابان يكتب: الهجرة والسياسات المختلفة
د.حسين علي غالب بابان يكتب: الهجرة والسياسات المختلفة
- 22 يناير 2024, 4:50:25 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
أرسل لي صديقي من الجزائر صورة لتجمع من الشباب قد يزيد عددهم عن مائتين أو أكثر، وكل توقعاتي المتواضعة أنه بوابة إحدى الجامعات أو إحدى جهات الدولة الحكومية، لكنه أخبرني أنه حشد يزداد يوم بعد يوم أمام السفارة الفرنسية طلبا للهجرة والسفر . وهؤلاء الشباب قد تقطعت بهم السبل ويريدون الهجرة بأسرع وقت ممكن.
وصديقي الذي أرسل لي الصورة إعلامي له اسمه المهم في عالم الكتابة والإبداع وكلما يكتب ينهال على فرنسا بالاتهامات وأنها سبب الدمار والخراب ،فأجداده من "الشهداء" الذين روت دمائهم أرض الوطن دفاعا عنها ، وفي داخله بركان يغلي وهو على وشك الإنفجار ، فأهله الذين دافعوا عن الوطن بات الآن شباب اليوم يريدون تركه وهم محطمين ولا يجدوا مستقبل لهم فيه.
أنا أيضا تعرضت لموقف مشابه لصديقي ، فمنذ اليوم الأول لدخولي "عاصمة الضباب" ، وأنا استقبل اتصالات من "القريب والبعيد" جميعهم يريدون شيئا واحدا مني، وهو أن أساعدهم للقدوم هنا.
وكنت أجيبهم بأن أزودهم بطريقة الاتصال بمحامي "محترف "مختص بقضايا الهجرة، فعبره يتم كل شيء بشكل واضح وسليم وقانوني مائة بالمائة لا غبار عليه، رغم أن بريطانيا مشاركة بحرب احتلال العراق والكل ساخط عليها وهي تعتبر الشريك الثاني بهذه الحرب .
قد يعتبرنا البعض أننا "منافقين" و"متلونين" حسب المصالح، وأنا أقول للجميع وبأعلى صوت نحن لسنا "منافقين" ولسنا "متلونين"، لكننا ناس عاديين ونريد العيش حياة طبيعية بكل تفاصيلها، لكن السياسات من مختلف الأطراف دائما ضد الشعوب خصوصا في "الشرق الأوسط" .
السياسية الغربية "تحديدا" سياسية" استعمارية " حتى يومنا هذا، وخطابهم لا يدعو بأي شكل من الأشكال "للسلام "، وسوف أقدم مثال واضح للقارئ ،أمريكا ما زال خطابها بأنها تريد أن "تضرب" الصين و"تحارب" كوريا الشمالية و"تحاصر" روسيا وتدعم "طفلها المدلل" في منطقتنا بـ"الغالي والنفيس".
أما "بريطانيا" فتحشر نفسها في كل شيء محاولة إعادة تمددها في كل مكان كما كانت في السابق لكن هذا ماضي وقد انتهى. أما فرنسا فتعلن نفسها وصية على القارة "الافريقية "وعلى شعوب هذه الدول أن تأخذ موافقتها في كل صغيرة وكبيرة.
نحن ضحايا" لا حول لنا ولا قوة "، ولهذا يلجأ بعضنا للسفر والهجرة ، حتى يغير من الواقع الذي يعيشه بطرق سلمية بسيطة وسهلة ، وجميعنا شاهد في الشهور الماضية كيف أن جالياتنا وقفت بقوة دعما وتأييدا "للقضية الفلسطينية " وباتوا ورقة ضغط لا يستهان بها لتغيير الرأي العام.