- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
د. علاء السيد يكتب: لن أعطي صوتي لإردوغان !
د. علاء السيد يكتب: لن أعطي صوتي لإردوغان !
- 19 أبريل 2023, 1:52:10 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لن أعطي صوتي لإردوغان !
... وبناء عليه فسأجد نفسي للأسف الشديد وكأنني واقف على نفس سجادة الصلاة التي داس عليها كمال كليشدار مع رفاقه ونشرها في كل مكان لتكون شاهدة على احتقارهم لكل ما يمت للدين ليوم الدين !.
نعم سأجد نفسي محسوباً على أولئك التائهين الحاقدين الحمقى الذين تحالفوا معا في تحالف المائدة السباعية على اختلاف أحزابهم وعقائدهم ومذاهبهم ومشاربهم وتوجهاتهم وأهدافهم الدينية والسياسية فقط من أجل إسقاط رجب طيب إردوغان وطمس وهدم إنجازاته !؛ تلك المائدة التي تجمعوا عليها فقط لاتفاقهم على أمر شخصي واحد وهو بغضهم لشخص إردوغان وحقدهم على نجاحاته المبهرة ؛ تلك المائدة التي تمخضت عن ترشيح كمال باي العلوي العلماني رئيس حزب الشعب الجمهوري.
وسأجد نفسي كأنني مؤيد لهذا الحزب العلماني الذي كان ولا يزال يحارب الإسلام بضراوة طوال نحو مائة سنة وهو الذي منع الآذان بالعربية ، وطارد المصلين والصالحين ، وأعان على إعدام المصلحين ، ومنع بنات المسلمين الأتراك المحجبات من التعليم ومن دخول مرافق الدولة بلباسهم الشرعي ، ونزع أعضاءه الحجاب من على رؤوس المسلمات في الشوارع ، وحاول طمس الهوية الإسلامية من المجتمع التركي ونزع عقيدته من صدورهم بكل الوسائل والحيل والقتل والتشريد والإرهاب والمطاردة والتنمر !.
لن أعطي صوتي لإردوغان !
ولا لحزب العدالة والتنمية ، وسيتم بذلك احتسابي ضمن مؤيدي كمال الذي يريد أن يحكم تركيا ليعيدها إلى دوامة الاقتراض والربا ويؤكد لمؤيديه أنه رتب فعلياً اقتراض 300 مليار دولار أمريكي من صندوق النقد الدولي وجهات التمويل الدولية فور وصوله للرئاسة لكنه لم يخبرنا ما هو المقابل !
... لكنني كخبير اقتصادي ومصرفي سابق أعلم تماما الشروط المعتادة لمثل هذه القروض وهي في الأساس إخضاع تركيا مرة أخرى لشروط (برنامج إصلاح اقتصادي) مشابه لما قام صندوق النكد الدولي بفرضه على الدول المفلسة والمتخلفة والتابعة لأكبر مساهمي الصندوق (الولايات المتحدة) تلك الدول التي تتحول بتلك القروض لدول غير مستقلة لا اقتصاديا ولا سياسيا والتي تم تدمير اقتصاداتها وعشرات الدول البائسة وإفقار شعوبها وانهيار عملاتها المحلية مثل الأرجنتين وباكستان ومصر وتونس ولبنان وغيرها.
ليحقق كمال كليشدار بذلك (لا قدر الله) أجندة أمريكا والغرب التي فشلوا من خلال دعمهم للانقلابات في تنفيذها وهي هدم كل ما بناه إردوغان ورجاله وحزبه من تفوق اقتصادي وبنية تحتية وفوقية مبهرة في أقل من 20 سنة !.
لن أعطي صوتي لإردوغان ...
... ولن أعطيه لرجاله ولا لحزب العدالة والتنمية الذين وعدوا بإعادة بناء نصف مساحة تركيا التي ضربها الزلزال خلال عام واحد وانقاذ نحو 20 مليون متضرر من الزلزال؛ رغم أن الشعب التركي اعتاد أن يرى بعينيه تحقق كل الوعود بل والأحلام التي كان هؤلاء يبشرونه بها منذ وصل إردوغان لرئاسة بلدية إسطنبول فحولها لأجمل وأنظف مدينة وأكثرها سحرا وجذبا واستقبالا للسياح في أوروبا ! ...
... وسأجد نفسي محسوباً ضمن المشاهدين المستمتعين برقص محرم إنجه الذي يتفاخر بأنه لا يصلي لكنه يصلي الجمعة كل يوم على حد قوله !، ومحسوباً ضمن مؤيدي أكرم إمام أوغلو الذي ترك شوارع إسطنبول في حالة شلل وذهب ليستمتع بوجبة سمك فاخرة والذي فشل في إدارة بلدية فتم ترشيحه نائباً لرئيس الجمهورية في حالة فوز كليشدار لا قدر الله !.
سأجد نفسي مساهما في وصول أولئك الفاشلون لحكم تركيا ليظل أكثر من 20 مليون مواطن تركي هدمت بيوت ومحال ومقار عمل كثير منهم في الزلزال مقيمين في الخيام وفي المنازل المؤقتة بعيدا عن مدنهم ومدارس أبنائهم ومقار عملهم وأسواقهم وأحبابهم إلى أن يموتوا بردا أو قهرا أو إهمالا وجوعا وفقرا لا قدر الله !.
لن أعطي صوتي لإردوغان ...
رجب طيب إردوغان الذي صنع رجاله الطائرات المسيرة وطوروا الأسلحة والذخائر ودشنوا أول حاملة طائرات مسيرة في العالم ووصل بالاكتفاء الذاتي من السلاح والذخيرة في تركيا لأكثر من 80 % .
إردوغان الذي لم يرسل هذه الأسلحة سرا وعلنا ليقتل بها إخواننا في سوريا على يد بشار ولا إلى ليبيا ليقتل أهلنا في طرابلس الغرب على يد المجرم حفتر، ولا إلى السودان ليقتل مجرميها بعضهم وأبناء شعبهم امتثالا لأوامر يتلقونها من الشرق والغرب ؛ أولئك الذين نهبوا مناجم الذهب في السودان وأفقروا شعبه ، ولم يرسل تلك الأسلحة والذخائر إلى روسيا لتقتل بها المدنيين في أوكرانيا !.
ثم أجد نفسي للأسف الشديد واقفاً في نفس الفسطاط الذي يقف فيه مؤيدي كل هؤلاء القتلة المجرمين !.
لن أعطي صوتي لإردوغان ...
حتى لا تنجح محاولاته في تغيير شكل المجتمع الدولي بشكل أكثر عدالة وإعادة تشكيل مجلس الأمن ليكون أكثر تمثيلا لشعوب الأرض.
لن أعطيه صوتي لأجد نفسي وكأنني ساهمت مع كل الحمقى من المعارضين ومن الصامتين ومن الخائفين وممن يمسكون العصا من المنتصف وممن ينكرون الجميل في إسقاطه حتى تسقط مع سقوطه مشاريع دول تصبوا إلى الاستقلال والتنمية والتي تريد لنفسها ولشعوبها مكانة أسمى وحياة أفضل واقتصادا أقوى في العالم الجديد الذي بدأ يتشكل بعيدا عن هيمنة القطب الواحد وعلى رأسها السعودية وقطر وأذربيجان ودول المجلس التركي وماليزيا وإندونيسيا وباكستان وبعض دول أفريقيا !.
... نعم أنا أزعم أنه ستسقط (لا قدر الله) مشاريع كل هذه الدول بسقوط مشروع تركيا الطموح (لا قدر الله) والذي يعمل عليه إردوغان ورجاله وحزبه والذي سيبدأ في أن تظهر نتائجه بقوة بحول الله تعالى خلال العام الحالي والأعوام القليلة المقبلة.
لن أعطي صوتي لإردوغان ...
وسأصطف للأسف الشديد مع عشرات الآلاف من المجنسين العرب من سوريا ومن اليمن العراق وليبيا ومصر وغيرها الذين لم يعتادوا خوض التجربة الديمقراطية والتصويت في الانتخابات الحرة في بلدانهم التي نزحوا منها والذين لا يعرف معظمهم أهمية الصوت الانتخابي، والذين لا يدركون المخاطر الجسيمة لصمتهم ولاستجابتهم للتخويف من الإدلاء بأصواتهم لإردوغان ورجاله وحزبه.
سأجد نفسي مع الذين يؤيد قادة بعض جماعاتهم وأحزابهم حزب السعادة ويقولون أنه أقرب لمنهجهم !! رغم أنه لا منهج لهم ولا للحزب مع الأسف !، أو الذين يتلون قادة تحالفات وأحزاب وقنوات ينتمون إليها أو يعملون فيها أو يستفيدون من أموالها بألوان الطيف السبعة كالحرباء وينتظرون من ينتصر في انتخابات تركيا ليهتفون باسمه !!
سأجد نفسي مع شديد الأسف واقفا مع أولئك المنافقين الذين استفادوا بكل الامتيازات والجنسية التركية والأراضي والأموال والدعم المادي والمعنوي الذي منحته لهم تركيا العدالة والتنمية وشعبها المسلم الأنصاري لجمعياتهم ثم لم يردوا الجميل لخلل في نفوسهم أو لفساد في طبائعهم !.
لن أعطي صوتي لإردوغان ...
ليس لأنني لا أريد التصويت له بل لأنني من غير المنتمين لحزب أو جماعة أو تحالف ومن غير المستفيدين من الأموال التي تمطرها بعض الجهات على تلك التحالفات والجماعات ! لأن صوتي تمت سرقته في مصر ثم تم كتمه في تركيا بحرماني من الجنسية التركية التي منحت من خلال قيادات الصدفة التي تقود الجماعات والتحالفات لمصالحها لا لمصلحة الأمة !.
لن أعطي صوتي لإردوغان ...
لكنني أدعو له ولرجاله ولحزبه في كل صلاة بأن ينصرهم الله وينصر بهم الأمة.
وسأظل أدعو لهم رغم أنه ورجاله وحزبه ربما لا يعرفونني أو إن استقلالي عن الجماعات والجمعيات والتحالفات التي تتوقف اليوم عن نصرة إردوغان بكامل قوتها وإمكانياتها ورجالها لفساد في نفوسها أو لسوء تقدير تركيا في اختيار من يناصرونهم مع الأسف !
لن أعطي صوتي لإردوغان ...
لكنني أفديه بنفسي ومالي وروحي فهو في تقديري القائد الوحيد الذي يطبق قواعد علم منهاج النبوة على وجه الأرض اليوم وينصر قضايا الأمة هو ورجاله ، سأفديه وأفديهم حتى وإن ظللت ذلك الجندي المجهول !.
نصرك الله يا إردوغان ونصر بك ،
وثق يا رئيسي بأن الله معك وبأنك في ولايته وحفظه رغم كيد الكائدين وحقد الحاقدين ،
وأبشر بدعوات الصالحين والمصلحين من أبناء هذه الأمة المخلصين
فوق كل أرض وتحت كل سماء،
وسامحني على أنني لم استطع أن أحقق حلمي بأن أمنحك صوتي.