د محمد خليل مصلح يكتب: حرب الدعاية هروب من المواجهة العسكرية!

profile
د. محمد خليل مصلح كاتب ومحلل سياسي
  • clock 31 يوليو 2022, 4:57:27 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

الحرب النفسية ونشر المعلومات الموجهة البروبوغندا أحد الأسلحة القديمة والتي لا تزال لها تأثير كبير على صعيد صناعة الرأي العام داخل العدو والسلاح التي قد يستخدم لمصلحة المقاومة في إدارة معاركها خاصة المتعلقة بتحرير الاسرى الفلسطينيين مقابل أسرى من جيش الاحتلال سقطوا في أيدي المقاومة في معاركها مع الكيان المحتل .
كان واضحا جدا التركيز على الآثار النفسية لجنود الاحتلال بعد كل معركة عسكرية والصدمات النفسية و رفض التجنيد والهروب من الخدمة في الاراضي المحتلة كأحد النتائج المهمة على صعيد التعبئة والاستعداد النفسي والجسدي وتراجع الثقة بالنفس للجنود والقادة الميدانيين وتأثير ذلك على صناعة القرار السياسي والعسكري لقادة الاحتلال؛ و هو ما يتضح اليوم في حسابات السياسيين و قادة الجيش في عدم الرغبة في اللجوء إلى المواجهات العسكرية في حل الأزمات وأزمة الغاز مع لبنان وحفار كاريش المتنازع على حدوده دليل على عدم القوة في الحلول العسكرية وتفضل المفاوضات و الوساطات للخروج من شبح المواجهة العسكرية مع المقاومة في لبنان.
حزب الله وحماس 
كان واضح خلال الاسم السابقة نت بداية الصراع على الحدود و حقول الغاز في البحر المتوسط و محاولة الكيان الغاصب استخدام الدعاية البروبوغندا ضد حماس؛ للتأثير على الحاضنة الشعبية، وتهديد الأماكن المأهولة بالسكان؛ بذريعة أنها مستودعات أو مواقع عسكرية لحماس، وما يدور اليوم من حرب نفسية و دعاية؛ يظهر قدرة الخطابات للسيد حسن نصر الله، و تصريحات النطاق باسم القسام أبو عبيدة مدى تأثير ذلك على الرأي العام الإسرائيلي وعلى اصحاب القرار وعلى المواجهات الداخلية في معركة الانتخابات للكنيست لتشكيل حكومة جديدة للكيان الصهيوني.
تصريح أبو عبيدة المتعلق باستشهاد أحد مقاتلي الظل المكلفة بحراسة أسرى الاحتلال؛ يخترق جدار الحصانة الشعبية للقرار السياسي المتعلق بتهميش ملف الاسرى سنرى تأثير على الحراك الشعبي داخل الكيان .
ضعف الكيان
لا يعني أن الكيان ضعيف بالقرآن و ترسانة الأسلحة لكن المقصود بالضعف هو ضعف الحكومة والأحزاب؛ يعاني الكيان الإسرائيلي من ضعف في السيطرة على مسار الصراع، وان كان يستخدم التطبيع لتجاوز القتال المباشر مع المقاومة الفلسطينية واللبنانية؛ إلا أنه يحتاج إلى الدعم الإقليمي المتعاون والدعم الأمريكي حتى يبني تحالف إقليمي دفاعي يغير طبيعة الصراع ووجهته في المنطقة ومع من؟ لذلك قادة الكيان تركز على صناعة عدو يستوي دول في المنطقة لتهريب من الاستحقاقات القومية والوطنية اتجاه القضية الفلسطينية؛ بما يسمى التهديد الإيراني؛ توسيع قاعدة الاشتباك في المنطقة لتضخيم التهديد الخارجي الإيراني وتقليص الصراع حول القضية الفلسطينية؛ تكتيك إسرائيلي لتجنب المعارك المباشرة على جبهة الجنوب والداخل وجبهة الشمال؛ لانها تدرك ضعفها في المواجهة المتعددة المباشرة للجيش الذي يفتقر إلى الاستعداد والقدرات؛ بحسب التقارير الصادرة من جهات مسؤولة آخرها تقرير المراقب العام حول أداء حرب 2021 وما يسميها الاحتلال حامي الأسوار. 
لغة التصعيد العسكرية لا تعكس القوة و الانجراف للقتال، بل تعكس الضد وهي عدم الرغبة في القتال والتحذير من الآثار و التبعات السياسية والأمنية على المنطقة.
الخلاصة 
لا يمكن السيطرة على الأحداث الجارية، واحتمال الانفجار وارد؛ وان كانت الرغبة في ذلك غير متوفرة، بل بالعكس الاهتمام الإسرائيلي بعدم الانجرار للحرب على جبهة غزة و جنوب لبنان أو حقول الغاز في البحر ؛ هو فلسفة قيادة العدو في الحكومة المؤقته لاجندات شخصية وحزبية تمهيدا للمعركة الانتخابية.
وهذا ما يفسر اللجوء إلى حروب الدعاية والفوضى في المنطقة. 
 


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)