د. ناصر محمد معروف يكتب: مفاهيم مصطلحات ضرورية

profile
د. ناصر محمد معروف نائب رئيس دائرة القدس رابطة علماء فلسطين
  • clock 7 يناير 2023, 11:00:11 ص
  • eye 592
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

قال تعالى: ﴿ لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۙ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ﴾ [ النحل: 25]

(الوزر): هو الحمل الثقيل الذي يشق على الإنسان حمله ، وسمي (وزرا) لأنه حملٌ يُصَغِّر صاحبه ويُحَقِّره ، ف(الإزراء): هو: الإستصغار ، والعيب والتحقير .

و(الوزر): يبدا بالمعصية  ، ثم بالذنب ، ثم بالإثم ، ثم يكون الوزر كما يلي:

أولا: (المعصية): وهي أن يكون العبد عَصِيِّا لله غير طائع فيما يراد منه ، وقد خلق الله الإنسان وجعل بينه وبين شرعه تطابق ، فإن عمل العبد بالشرع ، كان مطيعا وتقدم ، وإن ترك الشرع كان عاصيا فيتباطأ ويتأخر.

ثانيا: (الذنب): هو: ما يكون خلف الشيء ، فالذنب بفتح النون يكون خلف الشيء ، و(الذنب) بسكون النون هو: عمل فعل مخالف  للشرع مهما كان صغيرا ، ومهما تمتع صاحب الفعل المخالف للشرع ، فإن هذا الفعل له ما خلفه ، ولذلك سمي (ذنب).

ثالثا: (الإثم): وهو التباطؤ والتأخر ، وتعارف عليه العلماء فأطلقوه على ما هو حرام.

والله سبحانه جعل له صراطا مستقيما يوصل إلى الجنة ونعيمها ، وصراط الدنيا ، العمل المطابق لشرع الله سبحانه.

ولذلك فإن العبد إذا لم يعص ربه تطابق مع شرعه سبحانه فظل خفيفا ، فأسرع على الصرط ، لذلك رأينا في حديث الصراط ان هناك من يقطعه كالبرق وهناك من يقطعه كالخيل السريع وهناك من يقطعه حبوا.

وإن عصى العبد ربه فإن ذلك يعني انه أذنب ، والمعصية الأولى سيكون لها تبعات ، وهذه التبعات ، أنها ستكون إثما فيتباطأ عن السير ، وبطؤ العبد سيؤخر وصوله ، وكلما زادت المعاصي ، زادت الذنوب ، وكلما زادت الذنوب ، زادات الآثام ، أي: زاد البطء والتأخير.

وسبب هذا البطء: هو: أن عدم التطابق مع الشرع يزري العبد، أي: يعيبه ويحقره ، وسبب هذا العيب والتباطؤ ، هو: (الوزر) الذي يحمله فلا يقدر على السير لثقله، ولم يسطع السير بخفة ،لذلك نفهم قوله ﷺ: (ومَن أبطَأ به عمَلُه لَمْ يُسرِعْ به نسَبُه) أبو داود.

وهذا الذي حذر النبي ﷺ منه فقال: (لا ألفيَنَّ أحدَكم يجيءُ يومَ القيامةِ على رقبتِهِ بعيرٌ له رُغاءٌ أو بقرةٌ لها خوارٌ أو شاةٌ لها ثُغاءٌ أو رقاعٌ تخفقُ فيقولُ يا محمدُ أغثْني فأقولُ لا أملكُ لك من اللهِ شيئًا قد أبلغتُكَ) مسلم.

وكذلك نفهم حديث النبي ﷺ (إيَّاكُم ومُحقَّراتِ الذُّنوبِ ، فإنَّهنَّ يجتمِعنَ على الرَّجلِ حتَّى يُهْلِكْنَهُ) أحمد، فكل ذنب يحطُّ عليه ثقلا فيبطيء سيره ، حتى يظل يبطيء أكثر وأكثر حتى يتأخر عن الوصول.

ونفهم قوله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا) [البقرة:219] فالخمر رغم ان فيها منفعه ببيعها مالا ، أو بشربها نسيانا للهموم   فإنها تجعل شاربها مثلا إذا ثمل تأخر عن العمل ناهيك عن فعليه أشياء مهالفة لشرع الله سبحانه.
اللهم يارب أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك اللهم آمين
 


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)