- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
د يوسف رزقة يكتب: لا طلاق بدون جهل ويد خارجية؟!
د يوسف رزقة يكتب: لا طلاق بدون جهل ويد خارجية؟!
- 6 فبراير 2022, 11:37:41 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
قطاع غزة
قلنا في مقال سابق بعنوان : ( لماذا ١-٥ طلاق في غزة في عام ٢٠٢١م) ؟! أن الإجابة ذات وجوه متعددة، قاوبنا منها وجها واحد يتعلق بالتأثيرات السلبية الضارة لمواقع النت والتواصل الاجتماعيى، والاستخدام المطول للشباب والصبايا لها مما يخلق عندهم ثقافة قلة القناع بالموجود وبالواقع، ومن ثم يذهوبون للطلاق
هذا العامل وافق عليه وأيده عدد من المتابعين، وبعضهم اقترح بالمجمل عقد مؤتمر علمي حول القضية : الأسباب والحلول، وأنا بدوري اقترح إجراء نقاش مجتمعي واسع حول طرق علاج هذه الظاهرة المؤسفة.
لماذا هي ظاهرة مؤسفة وضارة بالمجتمع، والجواب أن الخصوم التي تنشأ بسبب الطلاق لا تقف عند الزوج والزوجه، بل تتعداهما إلى أهل الزوج وأهل الزوج، ىإذا كان الأزواج على قرابة ما تتقتطع أوصر القرابة والأرحام، وهذا يعني أننا أمام مجتمع يغرق في النزاعات، بل نحن أمام مجتمع يمكن إن يقال فيه إنه مجتمع مريض؟!
كم من أرحام قطعت، وكم من أقارب دخلوا في نزاعات مرة، وأحسب أن الذين عانوا من مثل ذلك يقولون الأعداد كبيرة، والنتائج مريرة، ولأن لحمة المجتمع والأقارب جزء من القضية الوطنية العامة، فإنه يجدر بجهة وطنية مسئولة أن تتبنى موضوع النقاش المجتمعي، ويجدر بإحدى الجامعات أو وزارة الأوقاف أن تعقد مؤتمرا علميا حول الأسباب والعلاج.
وحين أذكر الأوقاف والجامعات أتذكر أن من أهم أسباب تزايد حالات الطلاق بين الأزواج الشابة يرجع إلى الجهل بالأمور الشرعية، ونقص فقه الزواج عند الزوجين قبل الزواج وفي أثناء الزواج، ومن ثمة يحتاج المجتمع ليد تعلم وتقدم الإرشاد للأزواج الشابة، وتبين لهم فقه الزواج، وكذا فقه الطلاق، وما يسن فيه، وما هو بدعة وإثم. وقديما قالوا الوقاية خير من العلاج.
ومن العوامل التي تزيد في حالات الطلاق ما يسمونه في المجتمع التدخلات الخارجية من أهل طرفي الزواج حين تكون هذه التدخلات سلبية ومشحونة بالشروط غير الواقعية تحت مسمى النصيحة والتربية المبكرة، وهي لعمري ليست نصيحة ولا تربية، وإنما رغبه في فرض سيطرة ما من قبل اليد الخارجية، وهي رغبة ديكتاتورية لا تنسجم مع تعاليم الإسلام، ولا تناسب ثقافة الشباب والصبايا وجلهم من الجامعيين الذين درسوا الحرية والاستقلالية
أما ما ينسب لفقر على أنه سبب من أسباب تزايد الطلاق، فهذا لا أوافق عليه، فكم من زوج يعيش في سعادة مع زوجه رغم فقرهما المالي، لأنهما أغنياء بالقناعة والرضا بقدر الله، وهم يعوضون الفقر بالحب المتبادل والمودة، وربما كانت المجتمعات الفقيرة أقل في نسبة الطلاق من المجتمعات الغنية التي يغزوها بطر المعيشة، ورغبة التغيير بدون سبب ؟!