- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
د. يوسف رزقة يكتب: متى يصحو الغافلون؟!
د. يوسف رزقة يكتب: متى يصحو الغافلون؟!
- 1 فبراير 2022, 5:02:45 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
( أمنستي) منظمة العفو الدولية الحائزة على جائزة نوبل للسلام في عام ١٩٧٧م تستخدم لأول مرة مصطلح ( الفصل العنصري) في وصف دولة الاحتلال، حيث قالت" نظام الفصل العنصري ( أبارتهايد) الإسرائيلي ضد الفلسطينيين نظام قاس، يقوم على الهيمنة، وجريمة ضد الإنسانية، وإن (إسرائيل) متورطة في هجوم واسع النطاق موجه شد الفلسطينيين يرقى إلى جريمة الفصل العنصري ضد الإنسانية".
ويؤكد تقرير ( أمنستي) أن جميع الإدارات المدنية والسلطات العسكرية في (إسرائيل) تقريبا متورطة في تطبيق نظام الفصل العنصري ضد الفلسطينيين في جميع أنحاء فلسطين، وفي الضفة الغربية وقطاع غزة".
وكانت منظمة (هيومن رايتس وتش) قد اتهمت (إسرائيل) في تقرير لها صدر في إبريل الماضي بأنها تمارس التمييز ضد الفلسطينيين في جميع المناطق الخاضعة لسيطرتها".
هذه الدولة القائمة على (الاحتلال وعلى التمييز، وعلى الفصل العنصري)، تحظى بتعاون جيد مع دول عربية، وفي كل يوم تتقدم خطوات في السوق العربية والاستيراد والتصدير، وكأن هذه التقارير الدولية والمحايدة لا تعني قادة العواصم العربية، ولا تعني أيضا للأسف السلطة الفلسطينية، وهي الجهة الأساس التي يطلب منها مناهضة هذه السياسة؟
حين مارست حكومات البيض في جنوب أفريقيا سياسة الفصل العنصري ضد السود قاطعت كل الدول الأفريقية هذه الحكومة، وحرضت العالم على الإلتحاق بالمقاطعة، حتى تحقق لأفريقيا ما تريد فسقط نظام (الأبرتهايد)، وتولى نلسون منديلا قيادة البلاد. إن درس جنوب أفريقيا يجدر أن يكرر هنا مع دولة الاحتلال والفصل العنصري الصهيونية، ولكي يتكرر الدرس وتلحق الهزيمة بدولة الاحتلال ينبغي أن تقود السلطة والبلاد العربية معركة المواجهة، وحشد التأييد العالمي ضد (الابرتهايد) الذي تطبقه (إسرائيل) ضد الفلسطينيين.
المؤسسات الدولية ذات الصلة مثل ( أمنستي، وهيومن رايتس وتش) قدمت للعالم تقارير الإدانة بشكل موثق ومحايد، ولكن قادة الفلسطينيين وقادة الدول العربية لم يحسنوا توظيفها والاستفادة منها في تجريم دولة الاحتلال وردعها عن التمييز والفصل العنصري. نعم، الفشل فلسطيني أولا، ثم الفشل عربي ثانيا، وإن التطبيع مع دولة (عنصرية، ودولة احتلال) هو ثالثا جريمة تشجع السياسات العنصرية في العالم ، وهي جريمة ضد الإنسانية، فمتى يصحو الغافلون؟!