- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
ران إدليست عن معاريف: الانتصار في الحرب أم الفوز في الانتخابات؟
ران إدليست عن معاريف: الانتصار في الحرب أم الفوز في الانتخابات؟
- 15 فبراير 2024, 9:43:59 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
إذن ما الذي يحصل في غزة؟ هذا منوط بمن تسأل. مبدئياً محظور ان نسأل سياسيين وجنرالات. ففي جانب الحرب الكبرى هم مكبلون بمنظومات تقاتل أيضا على حياتها كمنظومات. إذن من يتبقى؟ نحن. وحدنا. كل واحد وواحد يفترض أن يجيب بنفسه ولنفسه على سؤال ما الذي يحصل في غزة. حسب ما تراه عيناه، تسمعه اذناه وضميره.
فكل الحقائق والأرقام توجد تحت أنفنا. ضحايا، منا ومنهم. جرحى، كثيرون، منا ومنهم. الجواب هو ليس في مجال نتائج المعارك والخطوات السياسية بل في المجال الشخصي، الخاص: ما الذي يريده كل واحد منا من هذه الحكومة وما الذي هو مستعد لأن يضحي به من أجلها؟ الأغلبية، كما افهم، ليسوا مستعدين او راغبين في أن يكبدوا أنفسهم عناء ان يسألوا أنفسهم ماذا يفكرون او ماذا يرغبون. اغلبية الناس يقررون تصديق هذا الجانب او ذاك او هذا الشخص أو ذاك، وهنا نكون علقنا مع نصف الشعب امام نصف الشعب لأنه رغم الـ "معاً" نصف الشعب لا يرى بانسجام ما يراه النصف الآخر. الـ "معا" العامة التي كانت سارية المفعول بعد الصدمة الأولى انقسمت مرة أخرى الى الخلافات الأساسية.
الجولة الأولى من القصف الجوي خلفت وراءها مدناً مدمرة ولبّت مؤقتاً مطلب الثأر الذي اشتعل فينا جميعاً. غير أنه لم يكن من يرسم خط توقف ويسير الى مفاوضات الكل مقابل الكل في ظل احتواء الحملة كمحلية. توسيعها اتخذ صورة تهديد وجودي وكان الجواب مناورة برية، خطوة أدت الى مكان كان واضحاً منذ بدايته بان النصر المطلق سيصبح هزيمة مطلقة من اللحظة التي تتدحرج فيها المناورة البرية الى الأمام دون معلومات استخبارية مهمة عن حجم قدرات حماس في إدارة معارك حرب عصابات من فوهة الى فوهة. ودرءاً للشك: تنتصر حماس في المعركة رغم الفجوة الاستخبارية التي ندفع عليها بالضحايا والجرحى والمطالبة بالمواصلة تنبع من حكومة غير مستعدة لان تقف امام حساب الدم العام. النصر هو مسألة إحساس. كل واحد يعرفه. فهل حصل انكم احتللتم موقفا لسيارتكم قبل أن يحاول ذاك اللعين استباقكم؟ إحساس من اللذة تتفشى في كل جسدكم. انتصرتم. فريقكم فاز بالبطولة؟ هذا يصبح تسامياً للروح. في حالتنا في غزة، حتى لو قتلنا السنوار وعثرنا على مقر قيادة وكلاشينكوف آخرين، لن نحس باللذة، ولا بتسامي الروح. المرارة والغضب سيكونان الأحاسيس التي ستوجه خطى معظم مواطني إسرائيل.
في هذه الأثناء يلعب نتنياهو دور تشرتشل الذي يقود الجيوش الى النصر المطلق امله في أن يُلقى القبض/أو يقتل السنوار هو أيضاً أملنا. وهكذا أيضا تتسارع مسيرة العودة الى الحياة الطبيعية والى الفهم الأفضل مع من نتعامل. غير أن نتنياهو هو الآخر يفهم بأن السنوار هو خلل تكتيكي، وتصفيته لن تمنع الخلل الاستراتيجي الذي هو 2.5 مليون غزي لن يرحلوا الى أي مكان وهم اليوم مثابة قنبلة موقوتة، تستوعب نوعاً من "الحرب" (سيطرة عسكرية في الميدان) وباقي الترهات التي تستهدف تمديد الحرب ليس لأجل النصر بل الى الفوز الذي هو الانتخابات التالية.
وفي هذه الأثناء فان اخضاع حكومة إسرائيل هو المهمة العملياتية والأخلاقية للولايات المتحدة وباقي دول العالم الحر. وهي ليست وحدها. اكثر من نصف مواطني دولة إسرائيل يشاركونها الرأي والكفاح في أنه يجب تفكيك الحكومة قبل أن تفكك الدولة.