- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
ردا على وول ستريت جورنال.. واشنطن وتل أبيب: لم نتوصل إلى شئ حتى الآن حول صفقة تطبيع السعودية
ردا على وول ستريت جورنال.. واشنطن وتل أبيب: لم نتوصل إلى شئ حتى الآن حول صفقة تطبيع السعودية
- 11 أغسطس 2023, 11:23:56 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
نفى المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي وجود اتفاق، حتى الآن، على خطوط عريضة للتطبيع بين السعودية وإسرائيل، مشددا على أن المفاوضين لا يزال أمامهم طريق طويل ليقطعوه، وذلك بعد يومين من تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" عن اتفاق أمريكي سعودي على تلك الخطوط، والتي تتضمن مطالب للرياض من واشنطن وتل أبيب.
وقال كيربي، في تصريحات للصحفيين: "لا توجد مجموعة متفق عليها من المفاوضات، ولا يوجد إطار عمل متفق عليه لتقنين التطبيع أو أي من الاعتبارات الأمنية الأخرى التي لدينا وأصدقاؤنا في المنطقة".
بدوره، قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنجبي إن المفاوضين لم يطرحوا بعد أفكارًا محددة مع القادة الإسرائيليين، مردفا: "في الوقت الحالي، لا نعرف حتى من أين نبدأ، ولا نزال نتعامل مع القضايا الأساسية، لذلك يبدو أنه من السابق لأوانه حتى مناقشة الأمر".
ومضى هنجبي بالقول إن لديه "ثقة كاملة" في أن "أيًا كان ما ستقرره الولايات المتحدة" بشأن هذه القضية سوف يعالج المخاوف الإسرائيلية.
وكانت "وول ستريت جورنال" نشرت تقريرا، الأربعاء الماضي، ترجمه "الخليج الجديد" حينها، قالت فيه إن الولايات المتحدة والسعودية توصلتا إلى "خطوط عريضة" لإبرام صفقة (تطبيع) تعترف بموجبه المملكة الخليجية بإسرائيل نظير عدة مطالب رئيسية لا تزال محل تفاوض حتى الآن.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن اتفاق التطبيع السعودي مع إسرائيل سيكون مقابل تنازلات تقدمها الأخيرة للفلسطينيين في حين تحصل الدولة الخليجية على ضمانات أمنية أمريكية قوية ومساعدة نووية مدنية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر أمريكية "تفاؤلا حذرا" بشأن التوصل إلى تفاصيل أدق للصفقة التي قد تكون أهم "اتفاق سلام" بالشرق الأوسط، خلال فترة تتراوح بين 9 إلى 12 شهرا من الآن.
وأشارت الصحيفة إلى أن المفاوضين انتقلوا الآن إلى مناقشة تفاصيل التطبيع، بما في ذلك تلبية المطالب السعودية والتي تتضمن الحصول على مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية في تطوير برنامج نووي مدني وتقديم ضمانات أمنية قوية.
كما يسعى السعوديون للحصول على تنازلات كبيرة من إسرائيل من شأنها أن تساعد في تعزيز إعلان قيام دولة فلسطينية.
ونقلت الصحيفة عن أحد كبار المسؤولين الأمريكيين قوله إن : "هناك خطة عمل لاستكشاف العناصر الممكنة المكونة للاتفاق واختبار الحدود الممكنة لإبرامه.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في مقابل تقديم تنازلات أمريكية كبيرة، تحاول إدارة بايدن الحصول على تأكيدات سعودية بأنها ستنأى بنفسها - اقتصاديًا وعسكريًا - عن الصين.
وبحسب مسؤولين أمريكيين فإن الإدارة الأمريكية يمكن أن تسعي للحصول على تأكيدات سعودية بعدم السماح للصين ببناء قواعد عسكرية في المملكة - وهي قضية أصبحت نقطة حساسة خاصة بين إدارة بايدن والإمارات.
وقالوا المسؤولون إن المفاوضين قد يسعون أيضًا إلى فرض قيود على السعودية باستخدام التكنولوجيا التي طورتها شركة هواوي الصينية والتأكيدات بأن الرياض ستستخدم الدولار الأمريكي، وليس العملة الصينية ، لتسعير مبيعات النفط.
ومن المتوقع أيضًا أن تبحث الولايات المتحدة عن طرق لإنهاء الخلاف على أسعار النفط مدفوعًا بتخفيضات الإنتاج المتكررة في السعودية.
وتحدثت الصحيفة عن تضاؤل صبر السعودية إزاء الانقسام الفلسطيني، لكن هذا لا يمنع رغبة الرياض في الحصول على تنازل ذي مغزى من تل أبيب فيما يخص القضية الفلسطينية، قبل التطبيع، وذلك لدرء انتقادات المنافسين في إيران وتركيا الذين يتطلعون إلى اتهام المملكة بالقضاء على أحلام الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة، على حد قول الصحيفة، بالإضافة إلى أن القضية الفلسطينية تبقى أيضًا مهمة للناشطين في المملكة وحول العالم.
لكن نتنياهو يبدو غير مستعد إلا لتقديم تنازلات متواضعة فقط للفلسطينيين، وحتى تلك التنازلات المتواضعة يتوقع أن تواجه معارضة من شركائه في الحكومة من اليمين الإسرائيلي، كما تقول الصحيفة.
ومن المتوقع أيضا أن تجد إدارة بايدن صعوبة في تمرير موافقة الكونجرس على المطالب السعودية، قياسا إلى استمرار معارضة أعضائه، لا سيما في مجلس الشيوخ، لتوجهات ولي العهد السعودي منذ أزمة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي في أكتوبر/تشرين الأول 2018، علاوة على تحفظ أعضاء على مسألة تقديم واشنطن "تعهدا مقدسا" بالدفاع عن الرياض ضد أي هجوم.
وختمت الصحيفة بالقول إن ولي العهد السعودي، رغم تبنيه مسألة التوصل إلى اتفاق تطبيع بين الرياض وتل أبيب، قال مسؤولون سعوديون إنه غير مستعد لإقامة "علاقات دبلوماسية كاملة" مع إسرائيل على غرار مستوى العلاقات مع الإمارات، التي وقعت اتفاقا في عام 2020.