- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
رغم دعم واشنطن وحلفائها العرب.. موقع بريطاني: عباس لن يتمكن من قمع المقاومة
رغم دعم واشنطن وحلفائها العرب.. موقع بريطاني: عباس لن يتمكن من قمع المقاومة
- 27 فبراير 2023, 9:59:44 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
خلص مقال في موقع "ميدل إيست آي" (Middle East Eye) البريطاني إلى أن السلطة الفلسطينية لن تتمكن من قمع المقاومة المتصاعدة، على الرغم من الدعم الذي تتلقاه رام الله من الولايات المتحدة وحلفائها العرب، بينما يبدو أن إسرائيل هي الوحيدة التي تقدر القوة الحقيقة للمقاومة.
وقال جوزيف مسعد، أستاذ التاريخ السياسي والثقافي العربي بجامعة كولومبيا الأمريكية، في المقال الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إن تجدد ثقة واشنطن بالسلطة الفلسطينية باعتبارها القوة الرئيسية لإخضاع المقاومة لا يستند إلى أدائها، بل إلى الافتقار إلى الخيارات المتاحة.
وتابع: أحاطت مثل هذه الإثارة بالتصويت الأخير لمجلس الأمن الدولي على مشروع قرار قدمته الإمارات، بالتعاون مع السلطة الفلسطينية، ضد خطط إسرائيل الاستيطانية المستمرة بالأراضي الفلسطينية المحتلة.
واستدرك: لكن (في 20 فبراير/شباط الجاري) سحبت الإمارات، ممثلة جامعة الدول العربية في مجلس الأمن، والسلطة الفلسطينية مشروع القرار بموجب أوامر أمريكية من إدارة بايدن.
وأشار إلى أن واشنطن كانت قد حثت أعضاء مجلس الأمن على عدم طرح مشروع القرار للتصويت، واقترحت تبنيهم بيانا رمزيا مشتركا "يمكن لواشنطن أن تدعمه".
وكان المشروع يدين قرار الحكومة الإسرائيلية مؤخرا بإضفاء الشرعية على 9 مستوطنات في الضفة الغربية، وبناء 10 آلاف منزل بالمستوطنات اليهودية في القدس الشرقية.
وقبل يومين من التصويت المتوقع، اتصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين شخصيا بالرئيس الفلسطيني محمود عباس وأمره بسحب مشروع القرار، وبالفعل امتثل للأمر، واستبدلت الإمارات، بدعم من السلطة الفلسطينية، بالمشروع بيانا رئاسيا غير ملزم، بناء على أوامر أمريكية، وفق مسعد.
محاولة يائسة
واعتبر مسعد أن هذه هي أحدث مناورة للسلطة الفلسطينية لتجنب زوالها الذي توقعه الكثير من المراقبين الإسرائيليين والعرب.
وتابع: على الرغم من احتجاجات العلاقات العامة للسلطة الفلسطينية ضد حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فقد ناشد مسؤولو السلطة، بناءً على أوامر أمريكية، نتنياهو قبل أن يتولى منصبه (في 29 ديسمبر/كانون الأول 2022) لفتح قناة خلفية سرية للمحادثات وعرض المزيد من خدماتهم على إسرائيل، على أمل ضمان بقاء السلطة.
وأردف: نتنياهو الذي ازدرى السلطة الفلسطينية لعقد من الزمان، وعلق ما تُسمى بـ"عملية السلام" (منذ 2014)، قبل العرض بسهولة تحت ضغط أمريكي.
وأوضح أن وزير الشؤون المدنية الفلسطيني حسين الشيخ كان هو من نقل الرسالة إلى مكتب نتنياهو، والشيخ يشغل أيضا منصب الأمين العام للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وهو "الشخص المهم في العلاقات الفلسطينية مع الولايات المتحدة وإسرائيل".
وأضاف أن نتنياهو عَيَّنَ مستشار الأمن القومي تساحي هنغبي لإجراء محادثات سرية، وخلال هذه المحادثات، التي أُجريت شخصيا عبر الهاتف، توصل هنغبي والشيخ إلى اتفاق أدى إلى سحب السلطة الفلسطينية والإمارات قرار مجلس الأمن.
كما طالب الإسرائيليون السلطة بوقف الإجراءات القانونية ضد إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية، وعرضت إسرائيل بسخاء تقديم "المساعدة" لقوات السلطة لسحق المقاومة في مدن الضفة الغربية، وفق مسعد.
خطة أمنية أمريكية
واعتبر مسعد أن المذبحة الإسرائيلية الأخيرة التي راح ضحيتها 11 فلسطينيا في نابلس تشير إلى أنه على الرغم من المساعدة الإسرائيلية، لكن قوات السلطة الفلسطينية غير قادرة على قمع المد المتصاعد للمقاومة.
وأمر بلينكين الرئيس عباس، خلال زيارة قبل أسابيع، بتنفيذ "خطة أمنية أمريكية تهدف إلى إعادة سيطرة السلطة الفلسطينية على مدينتي جنين ونابلس (شمالي الضفة الغربية) اللتين أصبحتا بؤرة للاضطراب".
وتتضمن الخطة، كما أوضح مسعد "تدريب قوة فلسطينية خاصة سيتم نشرها في هذه المنطقة لمواجهة" المقاومة الفلسطينية.
ولفت إلى أنه قبل زيارة بلينكن، وبناء على أوامر أمريكية، زار رئيسا المخابرات المصرية والأردنية عباس للضغط على السلطة لزيادة قمعها للمقاومة الفلسطينية.
وأضاف أن بلينكن أمر عباس خلال زيارته باستئناف التنسيق الأمني مع الإسرائيليين.
وتابع: عباس، الذي ادعى أنه أوقف "التنسيق" الأمني مع إسرائيل في يناير/كانون الثاني الماضي بعد المذبحة الإسرائيلية بحق فلسطينيين في جنين، أكد لمدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز أن "أجزاء" من التنسيق، بما فيها "تبادل المعلومات الاستخبارية"، مستمرة دون عوائق.
وفي الواقع، أكد عباس لبيرنز أن "قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية ستستمر في اعتقال المشتبه بهم بالإرهاب، وأن التنسيق الأمني سيعاد بالكامل بمجرد عودة الهدوء"، بحسب مسعد.
ثقة في غير محلها
وقال مسعد إنه مع حقيقة إنشاء السلطة الفلسطينية في 1993 لضمان استمرار بقاء إسرائيل كمستعمرة استيطانية يهودية ومحتلة دائمة لأرض الفلسطينيين تحت مظاهر مختلفة، فإن الولايات المتحدة وحلفائها في حيرة من أمرهم في قلة الخيارات، وهو ما أحيا الاهتمام بدور السلطة الفاشلة.
واعتبر أن ثقة الولايات المتحدة المتجددة في قدرة السلطة الفلسطينية على إخضاع المقاومة يمكن القول إنها في غير محلها.
وأضاف أن المد المتصاعد للمقاومة عبر الضفة الغربية، والاستعداد الثابت للمقاومة في غزة، ناهيك عن المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل، يعدان بإحباط توقعات الولايات المتحدة وحلفائها العرب.
وعلى الرغم من استعدادهم لاستخدام السلطة الفلسطينية والتفاوض معها، يبدو أن الإسرائيليين هم الطرف الوحيد الذي يقّدر قوة المقاومة والخطر الذي تشكله، ويستمرون في العمل والتخطيط لاستراتيجياتهم العسكرية وفقا لذلك، بحسب مسعد.