- ℃ 11 تركيا
- 24 نوفمبر 2024
معهد إسرائيلي: التقييمات الروسية والغربية للحرب في أوكرانيا فاشلة
معهد إسرائيلي: التقييمات الروسية والغربية للحرب في أوكرانيا فاشلة
- 27 فبراير 2023, 10:03:22 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
"عام من الحرب في أوكرانيا ونهاية ليست في الأفق".. هذا ما يمكن استخلاصه من الوضع على الأرض في الذكرى الأولى للحرب الروسية الأوكرانية.
فمع وصول حرب أوكرانيا الآن إلى عامها الأول في 24 فبراير/شباط الجاري، لم يحقق الروس نصرًا عسكريًا، ولم تنهر أوكرانيا، كما أن الغرب أيضًا لم يحقق أهدافه على الجبهة الاقتصادية.
وبعد عام من الحرب، يضع تحليل لـ"معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي"، ترجمه "الخليج الجديد" 5 رؤى رئيسية للحرب، وتحدث عن فشل التقييم الروسي والغربي للحرب التي أثبتت التجربة أنها لا تختلف كثيرا رغم التقدم التقني عن الحربين العالميتين الأولى والثانية.
تقييم فاشل
يقول التحليل، إن قرار الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين بغزو أوكرانيا، اعتمد على بيانات وافتراضات كانت منفصلة بشكل كبير عن الواقع، مع اعتماده على نصائح وتقييمات تم تكييفها مع رؤيته للعالم على حساب الموضوعية.
كما لم يتضمن التخطيط للغزو، حسب التحليل، دراسة مهنية لمستويات التضاريس، وتسبب في فجوة كبيرة بين التوقع والإدراك.
ويعكس القرار بالتخلي عن الجبهة الشمالية (حوالي 5 أسابيع بعد الغزو) فهمًا بأن الخطة الأصلية قد فشلت، فضلاً عن عدم وجود أي خطة (ب).
وأظهرت التحركات الروسية على مدار العام، أن موسكو تتفاعل وتتصرف في مواجهة الواقع المتغير، ولم تعد تتحكم في وتيرة التطورات على المستوى الاستراتيجي.
حرب الحرس القديم
ويضيف التحليل، أنه على عكس العديد من التوقعات بشأن تبسيط ساحة المعركة الحديثة، تبدو الحرب الروسية الأوكرانية مشابهة للحربين العالميتين، مع الاستخدام المكثف للمدفعية والمشاة وحرب الخنادق وسلاح المدرعات.
وعلى الرغم من أن العناصر المتقدمة بارزة أيضًا في القتال عبر الاستخدام المكثف للطائرات بدون طيار، والصواريخ الدقيقة، والحرب الإلكترونية، لكن ذلك لم يؤثر في نتائج المعارك.
الجهد الجماعي للغرب
وعلى عكس التقييم الروسي، شكلت الدول الغربية (الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وشركاؤهما) تحالفًا مستقرًا للمساعدات السياسية والعسكرية والاقتصادية والإنسانية لأوكرانيا، وجبهة سياسية ضد نظام بوتين.
ولعبت الهوية الأيديولوجية الغربية دورًا مهمًا في هذا، وأحيانًا على حساب المصالح البراجماتية الروتينية. وقدم هذا التحالف لأوكرانيا دعمًا متعدد المستويات في مواجهة روسيا، بما في ذلك الإمداد المستمر بالأفراد العسكريين والاستخبارات مع الالتزام بضمان فوز أوكرانيا، وفق التحليل.
وتسارعت عمليات تعزيز حلف الناتو مثل الاستثمار في بناء القوة بين الجيوش الأعضاء، وكذلك ضم أعضاء جدد كالسويد وفنلندا.
وعلى الرغم من العلاقات الاقتصادية الوثيقة التي تربط العديد من الدول الأوروبية بروسيا في مجال الطاقة، تمكنت هذه الدول من تحرير نفسها من التبعية في غضون بضعة أشهر، دون التعرض لأذى خطير.
البلاد لا تنهار بسرعة
يقول التحليل، إن أولئك الذين توقعوا أن أوكرانيا ستهزم في غضون أيام قليلة، وأولئك الذين توقعوا الانهيار الاقتصادي لروسيا في غضون بضعة أشهر، ثبت أنهم على خطأ.
وتعرضت أوكرانيا منذ الغزو، لضربة قاتلة لرأس المال البشري (القتلى والجرحى واللاجئين)، والاقتصاد بما في ذلك في أكبر قطاع كالزراعة والبنية التحتية والطاقة.
في الوقت نفسه، واجهت روسيا أيضًا مشاكل غير مسبوقة كالعقوبات التي عطلت استقرارها الاقتصادي في محاولة غربية للحد من قدرتها على مواصلة تمويل الحرب، فضلاً عن الهجرة الجماعية (مئات الآلاف) من الطبقة المتوسطة المتعلمة.
ومع ذلك، حسب التحليل، لا يُظهر كلا البلدين أي علامات على انهيار المؤسسات التأسيسية واستمرارهما في العمل والاستثمار في المجهود الحربي.
المصالح مقابل القيم
وجدت دول قليلة، من بينها إسرائيل، نفسها عالقة بين الرغبة في الوقوف إلى جانب أوكرانيا، والخوف من التكاليف المترتبة على ذلك. وكانت سياسة إسرائيل حتى الآن هي تقديم المساعدة لأوكرانيا، ولكن حصرها في مجالات محدودة حتى لا تزعج روسيا.
وعلى عكس دول أوروبا وأمريكا الشمالية التي تعتبر هذه الحرب جزءًا من الصراع بين الحضارة الغربية والقوى الاستبدادية، فإن هذا التمييز بالنسبة لإسرائيل ليس حادًا بما فيه الكفاية.
ومن التحديات الأمنية وبسبب البعد الجغرافي والثقافي، يجب على إسرائيل أن تقرر إلى أي مدى ترى نفسها جزءًا من العالم الغربي، ومدى استعدادها للتعاون في هذا الجهد.