روبوت عسكري وتهديدات لحزب الله.. أزمة حقل كيروش إلى حل أم تعقيد؟

profile
  • clock 18 سبتمبر 2022, 5:25:21 ص
  • eye 412
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

بعد أشهر من أزمة اندلعت بين لبنان وإسرائيل على خلفية حقل كاريش الحدودي، ومع قرب التوصل لاتفاق بين البلدين، عادت "التوترات" من جديد.

فحقل غاز كاريش والذي من المقرر أن يبدأ الإنتاج الشهر المقبل، تصاعدت بشأنه التصريحات بين حزب الله وإسرائيل خلال الساعات الماضية، بين "توعد" الأول، وتحذير تل أبيب من أن أي هجوم محتمل سيقابل بـ"ثمن باهظ".

وتقول صحيفة "جيروزاليم بوست"، إن تهديدات حزب الله المستمرة لحقل كاريش وادعاءاته بأنها ستتصاعد، تثير تساؤلات جدية حول أي صفقة بحرية مع لبنان، إلا أنه مع ذلك فإن تقارير أشارت إلى أن الصفقة أوشكت على الاكتمال.

خط أحمر

وحذر زعيم حزب الله حسن نصر الله في خطاب ألقاه في بعلبك بلبنان يوم السبت، من أن إسرائيل "تواجه مشكلة" إذا بدأت في ضخ الغاز من منصة غاز كاريش، مشيرًا إلى أن لبنان ينتظر تحقيق مطالبه، في إشارة إلى صفقة بوساطة أمريكية بشأن الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان قيد الإعداد.

وفيما قال حسن نصر الله إن "لبنان أمام فرصة ذهبية قد لا تتكرر في معالجة أزمته"، أشار إلى أن "استخراج الغاز من حقل كاريش كان خط أحمر (..) لقد منحنا المفاوضات فرصة حقيقية بهدف استخراج الغاز اللبناني، ولم نبحث عن أي مشكلة".

ويقول نصر الله إن حزب الله "بعث برسالة قوية للغاية، مفادها أن (إسرائيل) تواجه مشكلة إذا بدأت في الاستخراج من حقل كاريش قبل أن يحصل لبنان على مطالبه المشروعة".

وينظر حزب الله بارتياب إلى المحادثات التي توسطت فيها الولايات المتحدة واتهم في الماضي الولايات المتحدة بدعم إسرائيل في المحادثات.

وقال حسن نصر الله: "أعيننا كلها على كاريش وصواريخنا أيضا"، مشيرًا إلى أن حزب الله لا يمزح ويجب على إسرائيل أن تأخذ التهديد على محمل الجد.

روبوت عسكري

وفي سياق متصل، تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر روبوتاً تابعاً لـ"حزب الله" داخل احتفالية أقيمت بمناسبة "أربعينية الإمام الحسين" في مدينة بعلبك اللبنانية.

وبحسب مقطع الفيديو، فإن الروبوت عبارة عن كلب يرتدي بزة عسكرية، وكان يتجول في المساحة المحاذية للمنصة الخاصة بالكلمات، في حدث وصفه مراقبون بأنه رسالة من حزب الله إلى إسرائيل بأنه مستعد عسكريًا لأي مواجهة قد تنشب جراء النزاع على حقل كاريش.

تحذيرات إسرائيلية

ورد مسؤولون أمنيون إسرائيليون كبار على تهديدات حزب الله، فوزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس حذر يوم الخميس من أن لبنان سيعاني من عواقب وخيمة إذا نسف حزب الله، المحادثات البحرية.

وحذرت إسرائيل من أن لبنان سيدفع ثمن أي هجوم لحزب الله على حقل غاز كاريش البحري، رغم أنها تأمل في أن توشك صفقة بوساطة أمريكية لوضع حدود بحرية في الشمال على الانتهاء.

وقال وزير الدفاع بيني غانتس للقمة العالمية الحادية والعشرين لمكافحة الإرهاب التي نظمتها جامعة رايشمان الخميس: "إذا أراد زعيم حزب الله أن يحاول الإيذاء وتعقيد هذه العملية، فنحن نرحب به، فالثمن هو لبنان. آمل من أجله ألا يفعل هذا، نحن مستعدون للدفاع عن مصالحنا".

تأتي كلمات غانتس في الوقت الذي يبدو فيه المبعوث الأمريكي عاموس هوشتاين على وشك إبرام صفقة بين الحكومتين اللبنانية والإسرائيلية لوضع حدود بحرية قبالة البحر الأبيض المتوسط. وسيمنح اسرائيل حق حقل كاريش للغاز وللبنان الحق في حقل قانا للغاز المجاور.

وقال غانتس إنه في النهاية، ستكون هناك حفارتا غاز، واحدة تابعة لإسرائيل والأخرى تخص لبنان، مضيفًا أن إسرائيل مستعدة لإبرام صفقة، لكنها ستدافع عسكريا عن حقها في حقل غاز كاريش، الذي تحتفظ به بالكامل داخل مياهها الإقليمية، بحسب "تايمز أوف إسرائيل".

ما رأي مجلس الأمن القومي الإسرائيلي؟

في مؤتمر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في هرتسليا، قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيال حولاتة، إن تهديدات نصر الله نمت خلال العام الماضي، وأن الحدود البحرية كانت مجرد ذريعة.

وقال خولاتا: "إسرائيل معنية بلبنان مستقر ولا تريد رؤية لبنان يتفكك" ، موضحا أن قلق إسرائيل كان تزايد نفوذ جماعة حزب الله في لبنان، رغم أنها كانت جهة فاعلة غير حكومية"، مشيرًا إلى أن تهديدات حزب الله لن تردع إسرائيل وستواصل تعزيز مصالحها في مجال الطاقة.

وقال إنه سيتم تشغيل منصة غاز كاريش بمجرد أن تصبح جاهزة حتى تتمكن إسرائيل من الوفاء باتفاقات توفير الغاز الطبيعي لمصر والاتحاد الأوروبي.

أين وصلت المفاوضات؟

ويأمل الجيش الإسرائيلي أن يتم التوقيع على الاتفاق البحري قريبًا، لكن مسؤولًا عسكريًا كبيرًا حذر من أن الجيش مستعد دائمًا لسيناريو يمكن أن يحدث فيه تدهور في الوضع على طول الجبهة الشمالية.

وقال المسؤول إن معظم بنود الصفقة المتعلقة بالمياه الاقتصادية لا تتطلب موافقة حزب الله، حيث تم الاتفاق عليها بالفعل من قبل الجميع في بداية المفاوضات.

في إحاطة وزارة الخارجية الأمريكية يوم الأربعاء، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس إن هوشستين "يواصل تلك المشاركة القوية لإنهاء مناقشات الحدود البحرية. نواصل تضييق الفجوات بين الطرفين، ونعتقد أن التسوية الدائمة بين الطرفين ممكنة. نرحب بالروح التشاورية التي جلبها كلا الطرفين في محاولة للتوصل إلى حل".

إسرائيل تستعد لربط الحقل

يأتي ذلك، فيما قالت وزارة الطاقة الإسرائيلية يوم الجمعة إنها من المقرر إجراء تجارب على حقل كاريش قبل توصيله بشبكة الغاز التابعة لها، مشيرة إلى أنها "تستعد لربط خزان كاريش بالنظام الإسرائيلي".

وأضاف البيان أنه في إطار المرحلة التالية من المشروع المخطط لها في الأيام المقبلة، سيتم اختبار الحفارة ونظام النقل الطبيعي من منصة الحفر إلى الشبكة الوطنية، فيما قال مسؤولون إن الاختبار سيجرى عن طريق نقل الغاز من اسرائيل الى المنصة.

ويوم الخميس، تناول مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيال هولاتا تهديدات سابقة حزب الله، قائلا في مؤتمر في جامعة رايشمان في هرتسليا: "إسرائيل لن تردع من هذه التهديدات وستواصل تحقيق مصالحها النشطة وتفعيل كاريش والوفاء بالعقود المهمة التي وقعتها".

وهدد حزب الله مرارًا بمزيد من الهجمات إذا استمر استخراج الغاز، بعد إطلاق أربع طائرات مسيرة غير مسلحة باتجاه كاريش في يوليو/تموز الماضي.

لمحة تاريخية

وتقول إسرائيل إن حقل كاريش يقع بالكامل داخل منطقتها الاقتصادية الخالصة، لكن لبنان يصر على أن جزءًا من الحقل يقع داخل مياهه الخاصة. وتوسطت الولايات المتحدة في النزاع، الذي تصاعد في أوائل يونيو/حزيران الماضي عندما جلبت إنرجيان سفينة إنتاج إلى الحقل.

ويوم الجمعة الماضي، أشار الوسيط الأمريكي عاموس هوشتاين إلى "التقدم" في المحادثات، لكنه قال إنه "لا يزال هناك المزيد من العمل الذي يتعين القيام به".

واستأنفت إسرائيل ولبنان مفاوضات الحدود البحرية في عام 2020، لكن العملية تعثرت بسبب ادعاء بيروت أن الخريطة التي استخدمتها الأمم المتحدة في المحادثات بحاجة إلى تعديل.

وطالب لبنان في البداية بـ860 كيلومترًا مربعًا (330 ميلًا مربعًا) في المنطقة البحرية المتنازع عليها، لكنه طلب بعد ذلك 1430 كيلومترًا مربعًا إضافية، بما في ذلك جزء من حقل كاريش.

التعليقات (0)