- ℃ 11 تركيا
- 18 ديسمبر 2024
"روح الروح" يلتحق بحفيدته التي ملكت قلبه: قصة ألم لا تموت
"روح الروح" يلتحق بحفيدته التي ملكت قلبه: قصة ألم لا تموت
- 16 ديسمبر 2024, 11:00:12 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الرسم للفنان الفلسطيني محمود عباس
استشهد الجد الفلسطيني خالد نبهان، المعروف بـ"روح الروح"، في قصف مدفعي إسرائيلي استهدف مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ليلتحق بحفيدته الشهيدة ريم، التي كانت ملاذ روحه ومصدر فرحه، في قصة تحمل وجعًا بحجم السماء، لتكون شاهدة على الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المحاصر، منذ أكثر من 430 يوما.
برز اسم "الشيخ أبو ضياء" في قلوب الملايين خلال حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، حين انتشر له مقطع فيديو في نوفمبر 2023، وهو يودّع حفيدته ريم بعد استشهادها جراء قصف إسرائيلي. ظهر في المشهد مرتديًا جلبابه وعمامته، يحتضن جسدها الصغير، يقبّل وجنتيها، ويمسح عينيها بحنان أبدي، مرددًا بصوت متهدج: "هذه روح الروح".
ذلك المشهد، الذي اخترق القلوب وحطم الجدران الباردة للصمت العالمي، أظهر إنسانية هذا الرجل المسن، الذي بعث الحياة في وجه صورة نمطية قاتمة عن أبناء غزة. بينما كان يغسل شعر ريم ويمشط جدائلها الصغيرة كما اعتادت أن تحب، جسّد الجد حبًا يتحدى الموت، واحتضنها كما لو كانت لا تزال تنبض بالحياة، تاركًا بصمته على جبين التاريخ الإنساني.
ريم، حياة في وجه الموت
كانت ريم، ذات العامين والنصف، هي النبض الأقرب لقلب جدها، ولدت في اليوم نفسه من ميلاده، فكانت رفيقة روحه وشريكة فرحه. اعتاد أن يختار ملابسها وألعابها بعناية، وأن يلبي كل طلباتها دون تردد. كانت، كما يقول: "جزءًا مني، روحي وكياني، كنت ألعق خدها وأنفها في مداعباتنا، وهي تفعل ذلك معي، كأنها تخبرني بأنها لن تتركني أبدًا".
فقد مضاعف وألم عظيم
استشهدت ريم وشقيقها طارق خلال قصف إسرائيلي استهدف منزلًا مجاورًا لمنزل جدها في 22 نوفمبر 2023. وبينما أصيب الجد بجروح طفيفة، كان قلبه ينزف ألمًا على حفيديه اللذين واراهما الثرى بيديه. ظهر بعدها في مقطع فيديو يزور قبريهما، ويبكي للمرة الأولى علنًا، وقد ارتجفت الأرض تحت دموعه وكلماته.
"روح الروح" يلتحق بمن أحب
اليوم، يلتحق خالد نبهان بحفيدته ريم وشقيقها طارق شهيدًا. لم يعد بحاجة لزيارة قبريهما يوميًا ليشعر بروحه قربهما. في استشهاده، يتحقق له اللقاء الأبدي بمن سماها "روح الروح"، حيث لا قصف يفرقهم، ولا ألم يثقل القلب.
قصة الشيخ أبو ضياء ليست مجرد مشهد عابر، بل هي شهادة على عمق الجريمة التي تمارسها آلة الحرب الإسرائيلية بحق الأبرياء في غزة، وصرخة إنسانية ترددها أرواح الشهداء، وتدعو إلى إنهاء الظلم وإعادة الكرامة إلى هذه الأرض.