تكبير الخط تصغير الخط

يخلط الكثير من الناس بين موعد إخراج زكاة الفطر وزكاة المال، فيؤجلون إخراج زكاة المال أو يؤخرونها لرمضان.

ويرى بعضهم أن ذلك يجعل لهم نصيبًا من الأجر أعلى، لأنهم يقومون بأعمال خير خلال الشهر الكريم، فيما يقبل البعض الآخر على هذا الأمر توفيرًا لقيمة الزكاة والصدقات، فيخرج زكاة ماله في رمضان ويوزعها على المحتاجين، توفيرًا لإخراج زكاة مال في غير رمضان، وإخراج صدقات في رمضان.

فهل هذا التصرف صحيح؟ وهل يجوز تأجيل أو تقديم إخراج زكاة المال لتوافق شهر رمضان؟

تُقدم لا تؤخر

يقول الدكتور السيد سليمان، من علماء الأزهر، إن هذا التفكير غير صحيح، بل يجب إخراج الزكاة إذا بلغت الحول بغض النظر عن بلوغه في رمضان أم في غيره.

ويضيف سليمان، في تصريخ خاص لـ"العين الإخبارية"، أن على صاحب المال أو الذهب أن يحسب من وقت بلوغه النصاب عامًا، ثم يخرج قيمة الزكاة التي قررتها الشريعة.

ويقول سليمان: "إذا أراد أن يخرج الزكاة قبل بلوغ الحول فلا ضرر من ذلك، لكن لا يجوز له تأخيرها عن الحول بتاتًا".

تأخير في دفع الحقوق

ويؤكد الشيخ طلعت مسلم، الداعية الإسلامي، أن بعض الناس تؤجل أو تقدم زكاة المال لشهر رمضان لمناسبته لفعل الخيرات، والبعض الآخر يلتزم بالحول، وأن الأحق هو الالتزام بالحول.

ويضيف مسلم، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية": "لو أن زكاة المال أراد الله لها أن تخرج في رمضان، لوجهنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بذلك، لكنه وجهنا بأن نخرجها عندما يحول الحول، أي يمر عام".

وأوضح مسلم أن الزكاة هي حق الفقراء عند الأغنياء وأنهم يحتاجونها في كل وقت وحين، ولا يجوز أن يتأخر الأغنياء في دفع حقوق الفقراء إلى رمضان أو غيره، بل تدفع في وقتها.

زكاة المحسنين

ويقول الدكتور السيد علاء أبو العزائم، رئيس الاتحاد العالمي للطرق الصوفية وشيخ الطريقة العزمية، إن هناك عدة أخطاء يرتكبها المسلمون فيما يخص الزكاة، ومن بينها: عدم تأديتها، أو تخفيض نسبتها، أو إعطاؤها رياء، أو إعطاؤها لغير أهلها المأمورين بجبايتها، وكذلك تبديد أموالها دون استفادة الأمة بها.

ويضيف أبو العزائم، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، أن بركة إخراج الزكاة كبيرة على صاحبها وذريته وأهله.

ويتابع: "زكاة المسلمين هي تأدية قيمة الزكاة عند بلوغ النصاب والحول، أما زكاة المحسنين فتعني تأدية قيمة الزكاة مع أي دخل يدخل في وقته دون انتظار الحول".