- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
سابقة تاريخية.. فصل كهرباء "زابوريجيا" يزيد مخاوف العالم من "السيناريو الكارثي"
سابقة تاريخية.. فصل كهرباء "زابوريجيا" يزيد مخاوف العالم من "السيناريو الكارثي"
- 26 أغسطس 2022, 12:00:44 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
لعدة ساعات، كشفت أوكرانيا عن أن محطة زابوريجيا النووية انفصلت عن شبكة إمدادات الطاقة قبل أن تعلن استئناف عمل مفاعلين، وسط مخاوف دولية تتزايد من وقوع سيناريو كارثي.
وقال مسؤولون أوكرانيون إن المحطة الأكبر في أوروبا والتي تسيطر عليها روسيا انفصلت لفترة وجيزة عن شبكة الطاقة الوطنية لأول مرة في تاريخها، متهمين روسيا بالتسبب في الأزمة بعد قصف أدى لاندلاع حرائق في مكان قريب، لكن مستويات الإشعاع ظلت في المعدلات الطبيعية.
بينما قالت إدارة المحطة المحلية، الموالية لروسيا، إن انقطاع التيار الكهربائي نتج عن حرائق نشبت بسبب قصف أوكراني.
وأشارت إلى أن القوات الأوكرانية أتلفت خط الكهرباء الأخير الذي يربط محطة زابوريجيا النووية بكييف، مؤكدة أن استمرار إمدادات الكهرباء من المحطة أصبح مستحيلا.
ووفق محللين فإن الخطر المحتمل من الإطلاق الإشعاعي من زابوريجيا يعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك كمية المواد التي يتم إطلاقها وكيف تنتقل مع دور الطقس.
بينما ينقسم الخبراء حول الشدة المحتملة لهذا الخطر، إلا أنهم متحدون في دعواتهم لإيقاف الهجمات حول المحطة النووية.
كارثة إشعاعية
وتعقيبا على ذلك، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنه تم تشغيل مولدات الديزل الاحتياطية في محطة زابوريجيا للطاقة النووية "على الفور" لتفادي "كارثة إشعاعية".
وقال زيلينسكي، في خطابه المسائي: "لأول مرة في التاريخ، توقفت محطة زابوريجيا، غير أن جهود الحماية الطارئة لوحدات الطاقة نجحت بعد تضرر خط كهرباء الأخير جراء القصف الروسي".
وأضاف: "يجب أن يفهم العالم ما هو هذا التهديد: إذا لم يتم تشغيل مولدات الديزل، وإذا لم تعمل الأنظمة الإلكترونية، فسنضطر بالفعل للتغلب على عواقب الإشعاع".
وتابع: "لقد وضعت روسيا أوكرانيا وجميع الأوروبيين على بعد خطوة واحدة من كارثة إشعاعية"، داعيا الوكالة الدولية للطاقة الذرية والهيئات الدولية الأخرى إلى "العمل بشكل أسرع بكثير مما تتصرف الآن، لأن كل دقيقة تبقى فيها القوات الروسية في محطة الطاقة النووية تشكل خطر حدوث كارثة إشعاعية عالمية".
3 خطوط كهرباء معطلة
وكانت هناك في الأصل 4 خطوط كهرباء تزود المحطة بالطاقة، 3 خطوط منها كانت معطلة بسبب القتال الدائر حول المحطة.
وتوقف آخر خط متبقٍ يمد المحطة بالكهرباء الخميس، ما تتطلب استخدام مولدات الديزل، وتمت استعادة الكهرباء في آخر خط متبقٍ اعتبارا من مساء الخميس.
وبحسب الرئيس التنفيذي لشركة الطاقة الحكومية الأوكرانية "إنرجواتوم"، بيترو كوتين، فإن المولدات تم تركيبها لتزويد مضخات التبريد بالطاقة لمنع ارتفاع درجة حرارة الوقود في حالة انقطاع التيار الكهربائي، ولكنها ليست موثوقة بالكامل.
ولا تقوم محطة الطاقة النووية حاليا بتزويد أوكرانيا بالكهرباء فهي خارج الشبكة ومع ذلك، تحتاج إلى تلقي الكهرباء حتى تتمكن من العمل بأمان وتجنب وقوع حادث نووي.
ووفق مختصين فإنه "يجب أن تحتوي المفاعلات على مصادر طاقة احتياطية بحيث تستمر الأنظمة التي توفر التبريد لعناصر الوقود المستهلك وتبريد الحرارة المتبقية الناتجة في المفاعلات المغلقة في العمل بأمان، وهناك حاجة أيضا إلى الكهرباء للحفاظ على الخدمات مثل الإضاءة والتهوية للمفاعل".
تحويل المحطة للشبكة الروسية
وكشف تقرير بريطاني عن أن روسيا وضعت خطة لفصل أكبر محطة نووية بأوروبا عن شبكة الكهرباء الأوكرانية، ما يهدد بعطل في أنظمة التبريد.
وفي وقت سابق، دعا قادة العالم لنزع الأسلحة من موقع "زابوريجيا" بعد صور لقطات لمركبات عسكرية روسية داخل المحطة، وحذروا روسيا من فصلها عن الشبكة الأوكرانية وربطها بشبكة الطاقة الروسية خاصة في شبه جزيرة القرم.
ونقلت صحيفة "الجارديان" عن رئيس شركة الطاقة النووية الأوكرانية، بيترو كوتين، إن المهندسين الروس وضعوا بالفعل مسودة للتبديل على أساس التخطيط لحالات الطوارئ حال تسبب القتال في قطع خطوط الطاقة المتبقية.
وأضاف كوتين خلال حوار أجري بيوم الاحتفال بذكرى استقلال أوكرانيا، الأربعاء: "عرضوا [الخطة] على [العاملين في] المحطة، وعرض [عمال] المحطة الخطة علينا".
مخاوف دولية تتزايد من سيناريو كارثي.
وتابع "كان الشرط الأساسي بهذه الخطة هو حدوث أضرار جسيمة في جميع الخطوط التي تربط محطة زابوريجيا النووية بالنظام الأوكراني".
ويخشى كوتين أن الجيش الروسي الآن يستهدف تلك الخطوط لتحويل سيناريو الطوارئ إلى واقع.
وضع حرج
وأشار رئيس شركة الطاقة النووية إلى أن توصيلات الكهرباء بالمحطة في وضع حرج بالفعل، مع تعطل ثلاثة من أربعة خطوط الأساسية التي تربطها بالشبكة الأوكرانية خلال الحرب، وتعطل اثنين من الخطوط الاحتياطية الثلاثة التي تربطها بشبكة الطاقة التقليدية أيضا.
ووفقا لـ"الجارديان"، ستثير خطة روسيا بفصله تماما خطر حدوث عطل كارثي بتركه يعتمد على مصدر وحيد للكهرباء لتبريد المفاعلات.
وقال: "لا يمكنك التبديل من نظام إلى آخر فورًا، يتعين عليك إغلاق كل شيء بجانب واحد، ثم تبدأ تشغيل الجانب الآخر".
وخلال التبديل بين أنظمة الشبكة، ستعتمد المحطة على مولد احتياطي يعمل بالديزل، مع عدم وجود مزيد من الخيارات حال تعطل ذلك. وبعد 90 دقيقة فقط بدون الطاقة، ستصل المفاعلات إلى درجة حرارة خطيرة.
وأضاف: "خلال عملية الفصل هذه، لن تكون المحطة متصلة بأي إمدادات للطاقة، وهذا هو سبب الخطر. إذا فشلت في توفير التبريد، لساعة ونصف، سيبدأ الانصهار بالفعل".
وسيطرت روسيا على محطة زابوريجيا في مارس/آذار، لكن لا يزال يديرها عمال أوكرانيون.
وكان هناك قلق متزايد بشأن إدارة روسيا للموقع خلال الأسابيع الأخيرة، وضغط على موسكو للسماح لمفتشي الأمم المتحدة بزيارته.
وقال كوتين إن مفتشين من المراقب النووي بالأمم المتحدة قد يصل المحطة خلال أسبوع أو أسبوعين للتحقق من الأمن، وذلك بعد إحراز تقدم في المفاوضات مع روسيا بشأن زيارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.