ستراتفور: الولايات المتحدة ستجبر إسرائيل على الحد من خسائر المدنيين بـ جنوب غزة

profile
  • clock 29 نوفمبر 2023, 7:51:29 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

بعد انتهاء الهدنة الإنسانية بين حركة "حماس" وجيش الاحتلال، من المرجح أن يشن الأخير عمليات نوعية دقيقة في جنوب قطاع غزة المكتظ بالنازحين؛ لتجنب تكرار خسائر بشرية كبيرة من المحتمل أن توتر العلاقات مع الحليف الأمريكي، بحسب تحليل في موقع "ستراتفور" (Strator) الأمريكي

وفي 24 نوفمبر الجاري بدأت هدنة لمدة 4 أيام جرى تمديدها ليومين إضافيين حتى صباح الخميس، وتتضمن تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية إلى غزة، حيث يعيش نحو 2.3 مليون فلسطيني تحاصرهم إسرائيل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في عام 2006.

وقال "ستراتفور" إنه "بمجرد استئناف القتال، من المحتمل أن تكثف الولايات المتحدة الضغوط على إسرائيل للحد من الخسائر بين المدنيين، وخاصة في الجنوب، حيث فر حتى الآن نحو 1.7 مليون فلسطيني".

ومنذ اندلاع الحرب، قدم الرئيس الأمريكي جو بايدن أقوى دعم عسكري ودبلوماسي ممكن لإسرائيل، وأعلن مرارا رفضه وقف القتال بشكل دائم؛ بزعم أن "حماس" ستستفيد منه.

"ستراتفور" تابع أن "الحملة العسكرية الإسرائيلية في شمال غزة اتسمت بقصف مكثف للمناطق المبنية بهدف إضعاف وردع حماس، لكن أسفرت أيضا عن خسائر كبيرة بين المدنيين وادعاءات بجرائم حرب".

وفي 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بدأ جيش الاحتلال حربا مدمرة  على غزة خلّفت أكثر من 15 ألف شهيد، بينهم 6150 طفلا وما يزيد على 4 آلاف امرأة، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفقا لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.

فيما قتلت "حماس" أكثر من 1200 إسرائيلي وأصابت 5431، بحسب مصادر رسمية إسرائيلية. كما أسرت نحو 239، بينهم عسكريون برتب رفيعة، بدأت في مبادلتهم مع الاحتلال، الذي يحتجز أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.


عمليات دقيقة

و"في حين أن جنوب غزة لا يحتوي على مناطق مبنية كبيرة مثل الشمال، إلا أن هناك حوالي 1.7 مليون نازح في المنطقة يتجمعون إلى حد كبير على طول الحدود بين مصر وغزة"، كما لفت "ستراتفور".

وأضاف أنه "سيكون من الصعب حماية هؤلاء النازحين إذا قررت إسرائيل تنفيذ قصف جوي آخر واسع النطاق قبل تحريك القوات البرية إلى الجزء الجنوبي من القطاع".

وقال إن "الولايات المتحدة ستكون حريصة على تجنب تكرار حوادث مثل انفجار المستشفى الأهلي ومعركة مستشفى الشفاء، والتي أثارت غضبا شعبيا إسلاميا وعربيا كبيرا وهددت باستفزاز إيران وتصعيد الميليشيات المتحالفة معها ضد الولايات المتحدة وإسرائيل".

و"من المرجح أن تدفع واشنطن إسرائيل إلى تنفيذ المزيد من الهجمات الجراحية (الدقيقة) في الجنوب وتجنب المعارك في المناطق التي توجد بها أعداد كبيرة من النازحين، بينما تحاول أيضا إنشاء مناطق آمنة للمدنيين"، وفقا لـ"ستراتفور".

ويقول قادة الاحتلال إنهم مصرون على استئناف القتال، على أمل إنهاء حكم "حماس" المتواصل لغزة منذ صيف 2007، والقضاء على القدرات العسكرية للحركة التي تقاوم الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين.


خسائر كبيرة

ومن المرجح، كما زاد  "ستراتفور"، "أن تؤدي حوادث قتل أعداد كبيرة من الفلسطينيين إلى تأجيج المشاعر المناهضة لإسرائيل والولايات المتحدة وإثارة المزيد من الاحتجاجات والاضطرابات على مستوى العالم".

وأردف أن "تقديرات الأمم المتحدة تفيد بأن 60% من المساكن في غزة قد دمرت حتى الآن. وهذا يعني أن الفلسطينيين لا يستطيعون العودة بسهولة إلى الشمال مع اقتراب العمليات القتالية هناك".

وتابع أنه "إذا كانت إسرائيل غير راغبة أو غير قادرة على التقليل من الخسائر بين المدنيين الفلسطينيين، بمجرد أن تبدأ حملتها العسكرية المتوقعة في جنوب غزة، فإن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية ستتوتر عندما يصبح المشرعون في الكونجرس، وخاصة الديمقراطيون، أكثر انتقادا في العلن لسياسات إسرائيل".

واستدرك "ستراتفور": "لكن حتى في الحملات الجراحية للغاية، فإن وقوع إصابات بين المدنيين أمر لا مفر منه، وقد تؤدي العمليات، خاصة في المناطق المكتظة بالسكان، إلى خسائر كبيرة بين المدنيين، خاصة أن إسرائيل قالت إنها تعتزم العودة إلى نفس شدة القتال التي كانت موجودة قبل الهدنة".

واستطرد: "فضلا عن ذلك فإن ضبط النفس قد يؤدي أيضا إلى إطالة أمد الحملة العسكرية في غزة، وهو ما لا يصب في مصلحة إسرائيل، حيث تتلهف حكومتها إلى إعلان النصر وإنهاء حالة الحرب والتعويض عن الانتقادات العالمية".

و"مع ذلك، إذا كان هناك عدد كبير من الضحايا المدنيين في الجنوب، فسيزيد من تضرر صورة إسرائيل في جميع أنحاء العالم، وخاصة في الولايات المتحدة، حيث تتزايد المشاعر المنتقدة لسياسات إسرائيل، وستتجلى في جدل في الكونجرس حول المساعدات لإسرائيل"، كما ختم  "ستراتفور".

 

المصدر | ستراتفور

التعليقات (0)