- ℃ 11 تركيا
- 25 ديسمبر 2024
سعيد البدري يكتب: معادلات يرسمها الدم
سعيد البدري يكتب: معادلات يرسمها الدم
- 30 يناير 2024, 11:10:28 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
ألقت الحرب العدوانية التي يشنها العدو الصهيوني بدعم وإسناد أمريكي معلن على شعبنا الفلسطيني بظلالها على المنطقة والعالم، ولأن هذا العدوان الظالم الوحشي مستمر ويستهدف إبادة الشعب الفلسطيني وتكريس معادلة القوة الغاشمة والعقاب الجماعي، مستغلا ضعف الموقف الدولي وتماهي الحكومات مع هذا العدوان وعدم قدرته على فعل شيء، وكأن النظام الدولي والقوانين مصممة لتمنح المعتدين الحصانة المطلقة، فإن ما يراد منه هو عين ما تأكده معطيات الميدان بتأكيد حصانة الكيان مهما اقترف من جرائم.
وهذه أولى معادلات الظلم التي تحيط بمشهد المواجهة مع الكيان الصهيوني ومن يدعمون وجوده كقوة احتلال قامت بالقوة ويراد لها الاستمرار على حساب شعب وأرض وتاريخ أصحاب الدار وأهلها.
المعادلة الثانية التي يمكن الانتباه لها هي معادلة الحماية التي توفرها الأنظمة العربية وما يسمى بدول الطوق (مصر، الأردن) وتكبيلها بما يسمّى بمعاهدات السلام وزجها بالتسويات واجراءات التطبيع، فيما تعاني سوريا ولبنان، ظروفا صعبة ويفرض عليهما حلفاء الكيان الصهيوني، الحصارات والعقوبات والحروب الداخلية، كما يدعمون الاصطفافات التي تنتج معادلة ضعف وسلب للقرار وتوهيناً للإرادة.
المعادلة الثالثة هي معادلة الردع والمقاومة وهي أقوى المعادلات وأشدها وأكثرها رعبا، فهذه المعادلة التي أثبتت نجاعتها وواجهت كل تلك الغطرسة بثبات وبسالة ورسمت طريقاً جديداً نحو النصر وهزيمة كل تلك المعادلات الخائبة الاستسلامية لتعيد للأمة كرامتها وعزتها، ولا يمكن بأي حال من الاحوال وقف انتصاراتها بعد اختيارها مسار مواجهة العدوان والاحتلال والتوسع ورفض أساليب الوصاية والهيمنة ومصادرة القرار.
نعم، فمن اختاروا سلوك هذا المسار يدركون نهاياته، كما يدركون ان عليهم دفع ضريبة باهظة في سبيل تحقيق الهدف الأسمى وهو تحرير الأرض وسلامة العقيدة والنهج، هذا الثمن هو ما يواجهون من حملات حصار واتهامات بالمتاجرة بقضيتهم ونكاية ومحاولات لعزلهم والنيل من ارادتهم، فضلا عن استهدافهم وتهديدهم بالتصفية والقتل.
إن هذه المعادلة التي تمثلها قوى المقاومة في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن وايران، تجد ان من واجبها حماية الشعب الفلسطيني ومعاقبة المجرمين الصهاينة ومن معهم، ويقوم بدور تمكينهم لممارسة جرائمهم أينما وجدوا، فلا يمكن قبول أن تقوم أمريكا بحماية الكيان ودعمه سياسيا وعسكريا وماليا وتوفر أسباب البقاء له عبر التواجد العسكري الدائم، ثم تأمن العقاب وتنتظر من الآخرين عدم التعرض لمصالحها ومواقع تواجدها.
ولأن للمقاومة استراتيجية الدفاع والهجوم، فمن الطبيعي ان تكون هذه القواعد ضمن بنك أهدافها ولا شيء آخر، فمن يقبل لنفسه الانحياز للمعتدين ويتصدى لحمايتهم، فعليه دفع الثمن وتقبل نتائج ما تؤول اليه الأوضاع وعدم التباكي، ومن يبدأ الحرب ويعتقد انها خياره فليقبل بخيار المقاومين وفعل سلاحهم.
لقد شكلت ضربات المقاومة العراقية وسلاحها ومواجهتها، قصة بطولة، حيث امتدت يدها لتدك أوكار وجحور الأمريكيين والصهاينة وهي ضربات موجعة، تؤكد الفعل والقدرة وتحمل المسؤولية، وكل ذلك في اطار اداء الواجب وحق النصرة للشعب الفلسطيني العزيز، فلا خوف ولا خشية ولا تراجع وهي مقاومة حتى النصر، وتعساً للمرتجفين والمرجفين والمطبعين الخانعين ممن اختاروا طريق الذل والهزيمة والهوان.