سميح خلف يكتب: في ذكرى الانطلاقة (حماس وفتح) لقاء وليس طلاق

profile
سميح خلف كاتب ومحلل سياسي
  • clock 2 يناير 2024, 5:58:15 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

 

ثمة ما هو مهم ان نعمل علي سد الثغرات والمتفوهين بها هذه الايام وهي ايام صعبة وحدية وجدية ومفصلية في تاريخ القضة الفلسطينية تلك الايام التي يتبجح من خلالها اعداء الشعب الفلسطيني في كل مكان من اقاصي الارض الي ادناها محملين الشعب الفلسطيني او القيادة الفلسطينية بالمقاومة بأنها سبب كل هذا الدمار الذي اصاب غزة ويتبجحون ايضا بأن ظاهرة المقاومة في الضفة الغربية ستسبب نفس الظواهر والنتائج للضفة الغربية المشتعلة فيها المقاومة الان هؤلاء سواء علي المستوي الفلسطيني او بعض الاقليمي والدولي بل النظام الدولي برمته نسو ان الشعب الفلسطيني يخضع في مقاومته وقراراته للشرعية الدولية في مقاومة احتلال استمر اكثر من 75 عام للشعب الفلسطيني والارض الفلسطينية واخر ما يتبجح به هؤلاء بأن الشعب الفلسطيني او القيادة الفلسطينية للمقاومة كان لها خطأ استراتيجي حتي لو تكتيكي ايضا بأٍستدراج اسرائيل الي تدمير غزة وفتح باب الهجرة والنزوح من جديد , وفي جانب المفاوضات حول هذا الطرح الاخير شكلت لجنة بأشعار صهيوني امريكي بالبدء في وضع خطة للتهجير الطوعي لابناء قطاع غزة برئاسة رئيس الروباعية الدولية السابق بلير ومن هذا الاقتراح بعض المفردات علي ان يكون العدد السكاني في قطاع غزة لا يزيد عن 200 الف اي كواقع فلسطينية 1948 وعودة الاستيطان الي شمال وجنوب ووسط غزة , هذا الطرح الذي يقاوم فيه الشعب الفلسطيني الاحتلال علي اراضي 1967  وبالشرعية الدولية وقراراتها!!! 
قوى الامبريالية الدولية برئاسة امريكا وبريطانيا ومن لف لفهم من انظمة وجماعات عربية بائسة ويائسة يصفون المقاومة الفلسطينية بمسمياتها حماس والجهاد بأنهم مجموعات ارهابية واسرائيل تدافع عن نفسها شيئ عجيب وغريب بمنطق يخرج عن الشرعية الدولية وكما قال مندوب امريكا في الامم المتحدة اننا نشك في هذه الشرعية التي لا تحمي اسرائيل !!

من هذه المقدمة ندخل في موضوع عنونة هذا المقال ففي انطلاقة فتح وخروجها عن خط الكفاح المسلح وعدم دخول نهجها الرسمي في معركة التحدي والارادة في غزة والضفة وباستثناء بعض الخارجين عن الاطار الرسمي من كتائب شهداء الاقصي كعرين الاسود وغيره من المسميات وهي مجموعات صغيرة دخلت في ميدان المعركة ولا تحسب علي النهج الرسمي بقيادة محمود عباس ولجنته المركزية ومجلسه الثوري واطرها المختلفة حيث تعجز من خلال اداء السلطة الممثلة لها من فرض واقع مقاوم حاشد لما اقرته من مقاومة شعبية بل تلجم كل تحرك في الضفة الغربية في انتظاار الجديد وعلي ان تاتي الي غزة بمحسنات لتبييض وجهها لكي لا يقولو انها اتت علي ظهر الدبابة وعادت علي ظهر المدفع وقصف الطياران لكل ما هو موجود في غزة هذا من خلال الطرح الامريكي الغربي , اما الطرح الاسرائيلي فهو لا يريد فتح ستان ولا حماس ستان كما قال نتنياهو بل يعود لمنطق روابط القرى والعشائر في السبعينات بأن تقسم غزة الي عدة محافظات ومحافظات تابعة تحكمها العشائر الكبرى ولا ادرى كيف هذا النتنياهو يفكر من من عشائر غزة التي يتحدث عنها نتنياهو  لم تدمر منازلهم ويقتل اطفالهم ونساؤهم ومن هي تلك العشائر التي تقبل ذلك! ومن هي تلك العشائر الكبرى التي تقف في حالة عدائية مع اكثر من  2 مليون فلسطيني علي ارض غزة بل انه مخطط خبيث لحرب اهلية مسنودة بالة الحرب الاسرائيلية لتدمير الهوية الوطنية الفلسطينية هذا هو حلم اليمين المتطرف في اسرائيل اذا لم يقدموا عن قريب للقضاء الاسرائيلي والدولي بارتكاب جرائم ابادة جماعية .

ولكننا في هذا المقال نعود لحركة فتح بجناهحها العاصفة ومبادئها ومنطلقاتها ونظرية الكفاح المسلح صلب فكة تشكيل حركة فتح , وهي نقطة اللقاء وعدم الطلاق مع حماس وباقي الفصائل وكما حدث تطورات في البرنامج السياسي لحركة فتح وان اسائت قيادة فتح لهذا البرنامد المرحلي في عام 1974 ودخلت في اوسلو رغم ان منظمة التحرير ما زال برنامجها اقامة الدولة بموجب قرار 2 4 2  في الضفة وغزة الا ان القيادة الحالية لحركة فتح لم تتزحزح عن مقيدات اوسلو حتي الان رغم حدية الموقف والظروف والتضحيات والنصر الميداني للمقاومة الفلسطينية في غزة التي يتوجب اخذ قرارات سياسية وبرنامج جديد يعبر عن الايقونة الفلسطينية بما فيها احداث تراجعات ومراجعات من قيادة حركة فتح حول ماضيها من عقود بلملمة الواقع الحركي والعودة للوحدة الحركية الجامعه للكل مع تطوير في البرنامج والاداء في حركة فتح الذي سينعكس علي اداء منظمة التحرير .

بالتأكيد ان هناك لقاء لا طلاق بين حركة فتح وحماس اذا اقرت فتح ببعض المراجعات بلقاء قوي المقاومة التي يصفها العالم بالارهابية وهنا اقصد امريكا ومن يتبعها فاللقاء بين فتح وحماس قريب وطنيا ضمن البرنامج السياسي  المطروح ولكن الصراعات علي السلطة والمناصب والمواقع حالت دون الوصول للوحدة الوطنية والسياسة ففتح ببرنامجها تؤمن باقامة الدولة علي اراضي 1967 وحماس في ميثاقها المعدل تؤمن بهذا الطرح ومن منا يرفض دولة فلسطينية ذات سيادة علي اراضي 1967  !!

ولكن هؤلاء الذين يدعون بأن حماس ارهابية ومليشيات وهي دخلت باشراف دولي انتخابات تشريعية وفازت بأغلبية جعلتها تشكل الحكومة ومن ثم انقلبت اوروبا علي الارادة الديموقراطية للشعب الفلسطيني في عام 2006 برنامج حماس المعدل  تنص بعض بنوده وكما اوضحت في مداخلة لي مع الاخ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس عند الاعلان الاول لميثاقها الجديد واوضحت ان اللقاء يمكن ان يكون علي قاعدة الدولة في الضفة وغزة وان هذا الميثاق استمد قدراته من 28 نقطة من الميثاق الوطني لمنظمة التحرير واكثر من 6 بنود لحركة فتح ففي الميثاق الاتي

1 – المادة 8 من الميثاق عام 2017 ان الاسلام يوفر مظلة لاتباع المذاهب والاديان الذين يمكنهم ممارسة معتقداتهم في امن وامان كما تؤمن حماس بأن فلسطين ستظل نموذج للتعايش والتسامح والابداع الحضاري بمعني ( ان حركة المقاومة الفلسطينية سواء في فتح في نظامها الاساسي او في النظام المعدل لحماس بأن الفلسطينيين ليسو ضد اليهود او السامية بل هم ضد حركة سياسية عنصرية صهيونية . 
2 – المادة  16 تؤكد حماس بأن صراعها مع المشروع الصهيوني وليس مع اليهود بسبب دينهم وحماس لا تخوض صراعها ضد اليهود لانهم يهود ولكنها تخوض صراع ضد الصهاينه الذين يحتلون فلسطين.
3- المادة 20 دون المساس برفضها للكيان الصهيوني ودون التنازل   عن اي حقوق فلسطينية ولذلك في ميثاقها ترى حماس قيام الدولة الفلسطينية ذات السيادة الكاملة والمستقلة وعاصمتها القدس علي خطوط الرابع من يونيو عام 1967  مع عودة اللاجئين لديارهم وهي صيغة للتوافق الوطني . 
4- المادة 28 ترى حماس في العلاقات الفلسطينية الداخلية علي اساس التعددية والديموقراطية والشراكة وقبول الاخر والحوار . 
5- المادة 30 تنص علي بناء المؤسسات الوطنية علي اسس ديموقراطية سليمة وبانتخابات حرة ونزيهة . 
6- المادة 34 وهي مادة تناغم المطلب والرؤية الاوروبية الامريكية حيث تؤمن حماس بدور المراة الفلسطينية اساسي في عملية بناء الحاضر والمستقبل وكما كان في التاريخ الفلسطيني

من هنا في يوم الانطلاقة لحركة فتح اللقاء بين فتح وحماس يمكن ان يكون بمجرد ان يتخلص البعض من اصحاب القرار من سيكولوجية الانا والمصالح والتبعيات سواء اقليمية او دولية لذلك من الممكن ان يكون لقاء وليس طلاق ..


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)