- ℃ 11 تركيا
- 25 نوفمبر 2024
سميح خلف يكتب: ما فوق الحسابات الإسرائيلية
سميح خلف يكتب: ما فوق الحسابات الإسرائيلية
- 5 مايو 2022, 7:43:08 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
منذ عقود تدور الحسابات الاسرائيلية علي تثبيت وجودها الاحتلالي علي كل الاراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها اراضي 67 واستطاعت اسرائيل ان تلعب في عملية الوقت والزمن وحالة التأرجح والانقسام في الساحه الفلسطينية والمتغيرات الذي حدثت في دول الجوار والمنطقة العربية بما فيها استغلال المتغير الدولي الذي اسقط دولة الاتحاد السوفيتي وظهور الاتحاد الروسي والدول المستقلة والتغير في سياسة الصين والهند لمصلحة الكيان الاسرائيلي وابتعاد القوى الاقليمية والدولية علي الفعل الجاد في حماية المطالب الفلسطينية او تنفيذ اي قرار في الامم المتحدة لصالح الفلسطينيين.
ولم تعد القرارات الدولية الصادرة تشكل اي استجابة او حماية للفلسطينيين ويبدو منذ عام 2007 ان النظام الساسي الفلسطيني لم يعد موحد بناءا علي لغة ومنهجية الانقسام واداواته لسلطة فلسطينية انشئت بموجب اتفاق اوسلو والتزاماتها في اتجاه تامين نظرية الامن الاسرائيلي اما الاسرائيليين فهم قد حققو احتلال باقل التكاليف واستيلاء علي الارض وتغيير ديموغرافي في الضفة الغربية من خلال الاستطيان والمستوطنات وهي تلك الاراضي التي يشملها قرار مجلس الامن 242 والقرار 338 وما اعتمدته السياسة الفلسطينية في برنامجها السياسي باعتراف قانوني بوجود اسرائيل علي 82% علي الارض التاريخية وفقط 18% لصالح ما يسمى الدولة الفلسطينية التي لم تعترف اسرائيل بوجودها وفي تطور ملحوظ للسياسة الاسرائيلية من حكومة نتنياهو سابقا وحكومة الائتلاف الحالية بقيادة نفتالي بينت، اذا ما اخذنا مراكز التحليل الاستراتيجي كيف يفكر الاسرائيليين في فك شفرة التجمعات الفلسطينية الديموغرافية في الضفة وغزة بما فيها التقرير السنوي الصادر عن معهد الامن القومى الاسرائيلي وكيف يفكر الاسرائيليون بالوجود الفلسطيني:
1_ بالتأكيد ان الانقسام الفلسطيني احد السمات المعززة لتشتيت القرار الفلسطيني والرؤية الفلسطينية وجانب من المفكرين الاسرائيليين يؤيد الانقسام الفلسطيني والعمل علي تثبيته من خلال كبح اي محاولات للوحدة الفلسطينية والنظام السياسي في الفلسطيني
2_من خلال الرؤية في البند 1 عدم السماح بانهيار السلطة وتعزيز وجودها بما يكفل اداء مهامها الوظيفية
3_بالتأكيد ان الحل الاقتصادي الامني في الضفة الغربية احد سمات ومهمات العمل الاسرائيلي في الضفة الغربية
4_الحفاظ علي الوضع القائم في غزة وعدم السماح بأي خطوات في اتجاه تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم الضفة الغربية وغزة الا اذا كانت تحت شروط عبر عنها الرئيس الفلسطيني باعتراف حماس وفصائل المقاومة بالاتفاقيات والمعاهدات التي ابرمتها منظمة التحرير مع اسرائيل
5_الحفاظ علي الوضع القائم في غزة من خلال سياسة العصى والجزرة باعادة الاعمار المتدرج وفتح المجال في الصيد البحرى وتشغيل عشرات الالاف من العمال في داخل الارض المحتلة
هكذا هي المنهجية الاسرائيلية وما تفكر فيه اعطاء الضفة الغربية المزيد من الصلاحيات الامنية والاقتصادية باقل من دولة واكبر من حكم ذاتي مع فقدانها للمسؤلية الامنية الاستراتيجية عن مناطق الضفة الغربية، اما غزة والتي تحاول ان تغير اوراق وقواعد اللعبة مع الاسرائيليين والتي تنسف ما كان خلال اربع حروب من خلال ما قدمه يحيى السنوار من برنامج متوقع ورؤية لحماس حيث يرتبط مقدار التهدئة مع قطاع غزة بفتح المجال الاقليمي البحري وان يكف الاسرائيليين عن اقتحاماتهم المتكررة للمسجد الاقصى. إجمالا قد تحدث متغيرات دولية وربما يوجد ارهاصاتها الان بما يحدث بين امريكا والغرب وروسيا علي الساحة الاوكرانية حيث هي قد تكون حرب امنية عسكرية بعمقها الاقتصادي حيث قد تحدث متغيرات في النظام الدولي المالي وتغير في موازين القوى الدولية التي قد تفرض متغيرات في القوى الاقليمية في الشرق الاوسط.
ومن هنا قد نقف قليلا علي تنبيهات واشارات يحيى السنوار بان المسجد الاقصي لن يكون ساحة حرة للاسرائيليين بدون دفع الثمن وان الحصار البحرى لن يدوم وقد تكون مواجهة عنيفة بمؤشر اقليمي قد يشمل ايران وحزب لله وفصائل العراق وربما اليمن ايضا وغزة وقد تكون الاشارة كما افادت مواقع عبرية ان ايران تجهز لسفينة حربية مجهزة بمساعدات انسانية لتصل الي شواطئ غزة لكسر الحصار وتحت حراسة الحرس الثوري الايراني وقد تكون في الشرارة لحرب واسعة من شواطئ غزة اذا صدقت الانباء
فلنتحدث هنا علي المتغير الدولي التي قد يخدم فصائل المقاومة الفلسطينية في المتغير الذي يحدث في اوكرانيا وبمشاركة خبراء اسرائيليين في ادارة المواجهة مع القوات الروسية وخاصتا لقيادة عصابة ازوف العنصرية النازية في اوكرانيا من هنا قد يحدث التغير في السياسة الروسية وقد تحدث عدة مفاجئات في خطوط الطول والعرض في ازمة القضية الفلسطينية ومن هنا استدعاء الخارجية الروسية لعضو المكتب السياسي لحماس ابو مرزوق له ما بعده فيبدو ان الاسرائيليين قد انحازوا لدول الغرب وامريكا وبالتالي قد تستفيد فصائل المقاومة اذا احسنت التصرف في تعديل موازين القوى المواجهة لاسرائيل , الروس الان يفكرون بسحب الجنسية الروسية من اليهود مزدوجبن الجنسية وعددهم مليون وقد صرح وزير خارجية روسيا عن اصول مذبحة الهيلوكوست بان هتلر من اصول يهودية نازية في اشارة لمذبحة الهيلوكوست مما اثار حفيظة الاسرائيلين واستنكارهم.
اذا تاتي الرياح فوق ما يتوقعه الاسرائيليون في المرحلة القادمة بخصوص الديموغرافيا الاسرائيلية والديموغرافيا الفلسطينية علي الارض الفلسطينية وقرار الحرب والسلام الذي تدعمه نظرية المقاومة بان الدولة الفلسطينية علي اراضي 67 هو حل مرحلي وليس استراتيجي كما التزمت به لمنظمة التحرير وقياداتها ومن هنا لن يكون هناك خيار للسلطة الفلسطينية الحالية الا الارتماء في احضان الاحتلال وليس باستطاعتها التراجع اما المقاومة فقد تكون هي المعبرة سياسيا في المرحلة القادمة عن المطالب الفلسطينية التي يعززها الميدان وقواه في صياغة المعادلات بناءا علي المتغير الدولي .