تكبير الخط تصغير الخط

اعتبرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن انتقال النجم البرتغالي "كريستيانو رونالدو" البالغ من العمر 37 عاما لنادي النصر السعودي، هو أحدث خطوة في مساعي المملكة الخليجية الغنية بالنفط نحو تحقيق طموحاتها الرياضية بأي ثمن.

وانتقل رونالدو، الفائز بجائزة الكرة الذهبية 5 مرات، إلى النصر بموجب صفقة انتقال حر لمدة عامين، مقابل 200 مليون دولار سنويا مما يجعله اللاعب الأعلى أجرا في العالم.

ونقلت الشبكة عن محللين قولهم، إن حصول السعودية على خدمات "رونالدو" بملايين الدولارات، بمثابة جزء من جهد أوسع من قبل المملكة؛ يستهدف تنويع مصادر إيراداتها وتحويلها إلى لاعب رئيس وجاد في المشهد الرياضي الدولي.

وإضافة إلى ذلك، يرى المحللون أن السعودية تحاول من خلال صفقة "رونالدو" استغلال الرياضة لتعزيز صورتها على المسرح الدولي التي تلطخت في عام 2018 بمقتل الصحفي "جمال خاشقجي" في 2018، والحرب المتواصلة في اليمن منذ عام 2015.

وفي هذا الصدد، علق "دانييل رايش"، زميل باحث زائر وأستاذ مشارك في جامعة "جورج تاون" في قطر: "أعتقد أن السعودية أدركت قبل عامين أنه لكي تكون دولة قوية على الصعيد الدولي، لا يمكنها الاعتماد فقط على القوة الخشنة".

وأضاف: أن السعودية رأت أيضا أنها تحتاج إلى الاستثمار في القوة الناعمة، وتظهر حالة قطر أن هذا النهج يؤتي ثماره بشكل جيد"

وتابع: "السعودية أصبحت تتبع النهج القطري في الرياضة، ولكن مع تأخير مدته نحو 25 عامًا".

من جانبه، قال "سيمون تشادويك"، أستاذ الرياضة والاقتصاد الجيوسياسي في مدرسة "SKEMA" للأعمال في ليل، بفرنسا، إن السعودية تريد أن تلحق بالجيران الذين أدركوا منذ فترة طويلة أهمية الاستثمار في الرياضة، خاصة وأن مصدر الدخل الرئيسي - النفط - يتم تجاهله تدريجياً.

واعتبر "تشادويك" صفقة "رونالدو"، "جزء من محاولة جارية لإنشاء اقتصادات أكثر مرونة تعتمد على نطاق أوسع على صناعات أخرى غير تلك المشتقة من النفط والغاز".

ونادي النصر مدعوم من شركة القدية للاستثمار، وهي شركة تابعة لصندوق الاستثمارات العامة والذي يلعب دورا محوريًا في خطط التنويع الاقتصادي للمملكة.

ويرى الباحث في شؤون الشرق الأوسط "جيمس دورسي" أن "رونالدو في الحقيقة ما هو "سوى خطوة وبيدق شطرنج واحد، في استراتيجية سعودية أكبر بكثير لتكون لاعباً رئيسياً في هذه الرياضة".

بدوره، يرى "عمر العبيدلي" مدير الأبحاث في مركز دراسات ومقره البحرين أن المملكة تريد استخدام الرياضات الدولية رفيعة المستوى "كوسيلة للإعلان للعالم عن انفتاحها".

وفي هذا الصدد، اشترى صندوق الاستثمارات العامة السعودي في 2021 نادي نيوكاسل الذي يلعب في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم (بريميرليج).

وبحسب ما ورد، تدرس السعودية تقديم عرض لاستضافة كأس العالم 2030 بالاشتراك مع مصر واليونان، لكن وزارة السياحة في المملكة أشارت في نوفمبر/تشرين الثاني إلى أنها لم تقدم عرضًا رسميًا بعد.

يعتقد "تشادويك" أن صفقة انضمام "رونالدو" للنصر، قد تساعد في تعزيز محاولة المملكة استضافة المونديال اذا اختارت المتابعة في هذا الدرب.

وقال "تشادويك" إن الطريقة الأخرى التي قد تستفيد بها السعودية من صفقة "رونالدو" هي أنها ستكون قادرة على تحسين الأداء التجاري، خاصة إذا كان هذا التعاون يجذب المزيد من المواهب الدولية.

وتابع: "من المهم أن ننظر إلى رونالدو ليس فقط كأداة جيوسياسية ولكن كعنصر تجاري من المتوقع أن يخدم السعودية".

ويرى "تشادويك" أن ما يظهره انتقال رونالدو إلى السعودية هو أن المملكة تطمح "لأن يُنظر إليها على أنها الأفضل" وأنها تريد أن يُنظر إليها على أنها "منافس وعضو شرعي في مجتمع كرة القدم الدولي".