- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
شجرة الانبياء الحلقة الثالثة
الحلقة الثالثة
ثانى نبى بعد سيدنا ادم
شيث عليه السلام اول نبي بعد سيدنا آدم عليه السلام
نعيش معكم قصة أنبياء بداية البشرية عليهم السلام، وكيف كانت دعوتهم لقومهم، في الوقت الذي كان الشيطان فيه يكيد لبني آدم، ويضلهم، ويغويهم ويزين لهم المعاصي والآثام، ويدعوهم إليها ليوردهم النار، سنتوقف في هذه المحطة عند نبيَّيْ الله شيث وإدريس عليهما السلام.
النبي شيث هو ابن سيدنا آدم عليهما السلام، وهو النبي الأول بعد وفاة والده، ومعنى اسمه «هبة الله»، وذُكر أنه وُلد بعد وفاة هابيل، فسماه آدم بهذا الاسم.
لما قتل قابيل هابيل حسداً واستكباراً، وفرّ مع زوجته من الجبال - حيث كان يسكن آدم وأبناؤه - إلى السهول، اصطفى الله تعالى من بني آدم شيثاً عليه السلام، فكان يعين أباه في أمر الدعوة والنصح والإرشاد، لا سيما مع ازدياد البشرية، وتناسل وتكاثر بني آدم، وكما ذكر في قصته، فإن آدم عليه السلام، عاش قرابة الألف سنة، فرأى من بنيه وبني بنيه الكثير.
نبوة شيث عليه السلام
حين حضرت الوفاةُ آدم عليه السلام، عهد لولده شيث بأمر بنيه، وأوصاه على أمورهم والقيام بشؤونهم، فتولى عليه السلام أمر المسلمين، وعندما توفيت أمه حواء بعد وفاة زوجها بسنة، تكفل بأعمال دفنها بالطريقة التي علمتهم إياها الملائكة عندما دفنت أباه، ثم أخذ يشرِّع للبشرية أمور الدين، ويبين لهم الحلال والحرام، حتى إن الله أنزل عليه 50 صحيفة...
وصار الناس يمتثلون إلى شريعته وشريعة أبيه عليهما السلام، ومما شرع لهم تحريم الاختلاط بقوم قابيل، لما كان من فساد أمرهم، وسوء أخلاقهم، والتزموا بأمره بعدم التوجه إلى السهول والاختلاط بقوم قابيل، امتثالاً لهذا التشريع الرباني من نبي الله شيث، الذي بقي الناس ممتثلين له، حتى توفاه الله تعالى، فعُهد أمر الناس بعده إلى ابنه أنوش، ولم يبعث الله تعالى نبيا بعده مباشرة، بل بقي الناس دون نبي، متبعين ما شرع لهم هذا النبي الكريم، وأبوه آدم عليهما سلام من الله.
بداية العصيان
مع غياب الأنبياء بعد وفاة أنوش، أراد الشيطان أن يوقع المعاصي في بني آدم، ويستميلهم ليعصوا الله ، ويطيعوا هوى أنفسهم، ليكون ذلك بداية العصيان في الأرض، والخروج عن أمر الله تعالى، فذهب إلى قوم قابيل في السهول لِما يُعرف عنهم من ميل للباطل، وبعدٍ عن القوم الصالحين، فتشكل لهم بهيئة غلام، وعمل أجيراً لدى رجل منهم وبعدها بزمن أخذ يبتكر لهم الأمور الغريبة.. وأشكال اللباس المتنوعة، فكان كما يقال في عصرنا الحالي «من يبتكر لهم الموضة»، ثم جعل لهم عيداً يجتمعون فيه، فتتبرج النساء للرجال، وصنع لهم مزماراً كمزامير الرعاة، وأخذ يزمر فيه بصوت جميل لم يُسمع مثله من قبل.
في تلك الأثناء أخذ الصوت ينتقل في الهواء، حتى اقترب من الجبال، فسمعه بعض قوم آدم من ضعيفي النفس، ولفتت غرابته انتباههم، فأخذوا يقتربون من ديار قوم قابيل، ويراقبونهم من بعيد، ويستمعون إلى مزاميرهم ثم فى العيد حدثت اول جريمة زنا بين القومين .