سيدنا ادريس

الحلقة الرابعة

 ١- مولده : 

ولد  على الأرجح بمدينة بابل بالعراق، واستقى إدريس عليه السلام في بدايته من علم نبي الله شيت عليه السلام، فأخذ عنه العلم والحكمة ولما بلغ أشده آتاه الله الرسالة.إدريس عليه السلام هو أول نبي بُعث بعد موت سيدنا آدم عليه السلام، فكانت الفترة بين موت آدم وبعث إدريس هى 200 عام، إذ أنه يعتقد أن آدم عليه السلام قد عاش ألف سنة إلا أربعين عام، وأن سيدنا إدريس قد ولد وآدم ما زال حياً وعند موت آدم كان سيدنا إدريس قد بلغ من العمر مائة عام.نزل عليه الوحي والنبوة بعد موت آدم بمائتي عام، وظل في نبوته لمدة مئة وخمس سنين وكان الناس من آدم إلى إدريس أهل ملة وعقيدة متمسكين بالإسلام، وتوحيد الله سبحانه وتعالى وبعد موت إدريس حدث الاختلاف من جديد.

2- نسب إدريس عليه السلام

ينتهي نسب إدريس عليه السلام إلى شيت بن آدم عليه السلام، ومن ثم فيصل نسبه إلى أبي البشر آدم عليه السلام، وقد قيل أنه إدريس بن يرد بن مهلاييل، ويُعرف عند العبرانيين خنوخ 

3- سبب تسمية إدريس بهذا الاسم

لقد ذكر أن نبي الله إدريس عليه السلام سُمى بهذا الاسم نسبة إلى الدراسة، حيث أنه كان كثير ما يدرس في الصحف التي أنزلت على شيت  وآدم عليهم السلام .

4- دعوة إدريس عليه السلام

كان إدريس عليه السلام يُعلم الناس الشريعة السمحة ودين الله الحق، وقد كانوا حينئذ مسلمين بالفطرة فلم ينتشر الكفر والضلال بينهم في ذلك الوقت.بعد وفاة نبي الله إدريس آتى الناس إبليس اللعين وحبب إليهم صنع تماثيل لخمسة من الصالحين، وكان حينها لم يكن محرماً صنع التماثيل فقاموا بذلك، ومن ثم قام إبليس بفتنتهم عن دينهم وأخذ يُوسوس فيهم لكي يقوموا بعبادة هذه الأصنام الخمسة.فما كان منهم إلا أنهم أطاعوه وساروا في طريق الضلال والشرك والبعد عن الدين الحق، فقد ورد عن الله سبحانه وتعالى بشأن ذلك “وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسرا” وهذه هى أسماء الصالحين الذين ماتوا وصنع لهم قومهم تماثيل.

5- آداب إدريس عليه السلام

كان يحث الناس على الزهد في الدنيا الفانية وكان يأمر قومه بالبعد عن المحرما وامرهم باتباع بعض الآداب والمبادئ الفاضلة، كالعدل وعدم الظلم والصلاة والصيام والذكاة هو أول من خط القلم، وأول هو أول من خط القلم، وأول من تعلم الاستدلال بمواقع النجوم أثناء السفر والسير، وخيط  الثياب ّولبسها

 6-موته عليه السلام 

وكون ان سيدنا إدريس رفع وهو حي لم يثبت من طريق مرفوعة قوية، وقد روى الطبري أن كعبا قال لابن عباس في قوله تعالى: ورفعناه مكانا عليا. أن إدريس سأل صديقا له من الملائكة فحمله بين جناحيه، ثم صعد به، فلما كان في السماء الرابعة تلقاه ملك الموت، فقال له: أريد أن تعلمني كم بقي من أجل إدريس؟ قال: وأين إدريس؟ قال: هو معي، فقال: إن هذا لشيء عجيب أمرت بأن أقبض روحه في السماء الرابعة، فقلت: كيف ذلك وهو في الأرض؟ فقبض روحه فذلك قوله تعالى: ورفعناه مكانا عليا ..  والله اعلم...