شركة ماسك للشرائح الدماغية تفتح باب التجارب البشرية.. ما قصة "القردة النافقة"؟

profile
  • clock 22 سبتمبر 2023, 1:11:57 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

أعلنت شركة "نيورالينك" الناشئة في مجال التكنولوجيا الحيوية، التابعة للملياردير الأمريكي إيلون ماسك، عن فتح باب أول تجربة سريرية بشرية لزرع شرائح إلكترونية في أدمغة البشر.

جاء إعلان الشركة المثيرة للجدل بالتزامن مع نشر تحقيق يزعم تسببها بنفوق قردة خلال التجارب السريرية في الأعوام الماضية، فيما يخالف مزاعم ماسك السابقة حول عدم نفوق أي من الأنواع الرئيسية من تلك القردة.

ويعمل ماسك على تحقيق هدف "نيورالينك" المتمثل في استخدام الشرائح لربط الدماغ البشري بالكمبيوتر، لكن الشركة لم تختبر ذلك سوى على الحيوانات. وواجهت أيضا تدقيقا بعد وفاة قرد في أثناء اختبار المشروع في عام 2022؛ كجزء من الجهود المبذولة لجعل الحيوان يلعب لعبة بونج، وهي إحدى ألعاب الفيديو البسيطة.

وقالت الشركة؛ إنه بعد الحصول على موافقة من مجلس مراجعة مستقل، من المقرر أن تبدأ في تقديم عمليات زرع الدماغ لمرضى الشلل؛ بهدف تقييم سلامة ووظيفة الشرائح، وذلك كجزء من دراسة "برايم - PRIME"، وهو اختصار لـ Precise Robotically Implanted Brain-Computer Interface.

ومن المقرر أن يحصل مرضى التجربة على شريحة يتم وضعها جراحيا في جزء الدماغ الذي يتحكم في نية الحركة. وكتبت الشركة أن الشريحة التي تم تركيبها بواسطة الروبوت، ستقوم بعد ذلك بتسجيل وإرسال إشارات الدماغ إلى التطبيق، بهدف أولي، هو "منح الأشخاص القدرة على التحكم في مؤشر الكمبيوتر أو لوحة المفاتيح، باستخدام أفكارهم وحدها"، وفقا لشبكة "سي إن إن".

وقد يتأهل الأشخاص المصابون بالشلل الرباعي بسبب إصابة الحبل الشوكي العنقي أو التصلب الجانبي الضموري (ALS) للدراسة التي تستمر لمدة ست سنوات، منها 18 شهرا من الزيارات المنزلية والعيادات، تليها زيارات متابعة على مدار خمس سنوات.

وفي شهر أيار/مايو الماضي، منحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية الشركة الموافقة على إجراء تجارب سريرية على البشر، وذلك بعد رفضها في أوائل عام 2022 إجراء التجارب البشرية، حيث  كانت المخاوف الرئيسية للوكالة تتعلق ببطارية الليثيوم الخاصة بالجهاز، بالإضافة إلى احتمال انتقال أسلاك الغرسة إلى أجزاء أخرى من الدماغ، بحسب رويترز.

وكان المؤلف والتر إيزاكسون ذكر في كتاب حول مؤسس الشركة المثيرة للجدل، أن ماسك استوحى أفكاره بشأن الشرائح الإلكترونية من مؤلفي الخيال العلمي مثل إيان بانكس.

"نفوق قردة جراء التجارب"

وبالتزامن مع فتح باب التجارب على البشر، نشرت مجلة "وايرد" الأمريكية تقريرا يشير فيه إلى تضليل إيلون ماسك لمتابعيه حين زعم في تغريدات سابقة له على منصة "إكس" (تويتر سابقا)، عدم نفوق أي رئيسيات من القردة التي أجرت "نيورالينك" تجارب الزرع عليها.

وكشف الموقع عن تفاصيل مروعة لنفوق عدد من القرود بعد غرس الشرائح الإلكترونية في أجسادهم، وذلك بناء على لقاءات أجراها مع خبراء وموظفين سابقين في الشركة، بحسب زعمه.

واعترف ماسك لأول مرة بوفاة قرود "المكاك" في 10 أيلول /سبتمبر الماضي،  في رده على أحد المستخدمين منصة "إكس"، نافيا أن تكون أي من الوفيات "نتيجة لزرع نيورالينك".

وقال ماسك حينها؛ إن الباحثين حرصوا على اختيار القرود الذين كانوا بالفعل "على وشك النفوق بالفعل".

وعلى نحو متصل، زعم ماسك في عرض تقديمي في الخريف الماضي، أن اختبار "نيورالينك" على الحيوانات لم يكن أبدا "استكشافيا"، ولكن تم إجراؤه بدلا من ذلك لتأكيد فرضيات علمية مكتملة. وأضاف: "نحن حذرون للغاية".

وحول حديث الملياردير الأمريكي أن الشركة اختارت قرودا على وشك النفوق، أورد التقرير تكذيبا لادعاء الملياردير الأمريكي على لسان موظف سابق في "نيورالينك"، إذ قال: "هذا الادعاء سخيف، وتلفيق مباشر"، مضيفا: "لقد كانت لدينا هذه القرود لمدة عام أو نحو ذلك قبل إجراء أي عملية جراحية".

وتابع الموظف، الذي طلب عدم الكشف عن هويته: "التدريب السلوكي لمدة تصل إلى عام كان ضروريا للبرنامج، وهو إطار زمني من شأنه أن يعفي القرود الذين يقتربون بالفعل من الموت".

ومن حوادث النفوق التي كشفها الموقع، كانت حالة أنثى القرد المحددة باسم "الحيوان 15"، التي نفقت في آذار /مارس عام 2019.

ذكر التقرير أنه بعد أيام من إجراء عملية زرع لها، بدأت تضغط برأسها على الأرض دون سبب واضح؛ تقول السجلات إنه من أعراض الألم أو العدوى. لاحظ الموظفون أنها كانت تلتقط وتسحب الشريحة حتى تنزف، كما كانت تستلقي في كثير من الأحيان عند سفح قفصها وتقضي وقتا في إمساك يديها مع زميلتها في الغرفة.



وبدأت "الحيوان 15" تفقد التنسيق، ولاحظ الموظفون أنها كانت ترتعش بشكل لا يمكن السيطرة عليه عندما ترى العاملين في المختبر. تدهورت حالتها لعدة أشهر حتى قام الموظفون أخيرا بالقتل الرحيم لها.

ويشير تقرير التشريح إلى أنها أصيبت بنزيف في دماغها، وأن شريحة "نيورالينك" تركت أجزاء من قشرتها الدماغية "ممزقة".

وفي حالة ثانية، أجرى الباحثون عملية جراحية تجريبية في كانون الأول /ديسمبر عام 2019، بهدف تحديد "قابلية بقاء" الشريحة، لكن جزءا داخليا من الجهاز انكسر في أثناء زرعه.

وأشار التقرير إلى أنه بين عشية وضحاها، لاحظ الباحثون القرد الذي تم تحديده فقط باسم "الحيوان 20" وهو يخدش في الموقع الجراحي، ويسحب الموصل الذي أدى في النهاية إلى إزاحة جزء من الجهاز، إضافة إلى خروج إفرازات دموية. في النهاية، اتخذ الباحثون قرار تنفيذ الموت الرحيم على القرد في كانون الثاني /يناير 2020.

التعليقات (0)