شوقي عقل: مظاهرات نادي الصيد والأسكندرنية

profile
  • clock 6 يونيو 2021, 5:02:42 م
  • eye 758
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

في ليالي يناير، استمعنا في الميدان إلى حسني مبارك يلقي خطابا يعلن فيه إعتزامه الرحيل ولكن بعد إنتهاء مدته! رفع المعتصمون أحذيتهم في الهواء،  لا أدري من بدأها؟ من أين أتته الفكرة اللماحة؟ لكنه كان ردا لا يقبل النقاش، ظللت الميدان عشرات الألوف من الأحذية، اللص الفاسد لابد أن يرحل، وقد كان!

 في مارس ١٩١٩ قررت مصر  أن تثور، قطعت الطرق والسكك الحديدية، أعلنت زفتى إستقلالها، خرجت السيدات إلى الشوارع، حتى الموظفون شاركوا في الثورة بعد أن صرفوا مرتباتهم! لابد أن يفرج عن سعد وصحبه! 

في يناير ١٩٧٧، صدرت الصحف (القومية) وفيها إعلان عن رفع أسعار بعض المواد، خرجت مصر في ساعة واحدة من الإسكندرية إلى أسوان، دون إتفاق، دون وجود تنظيم كبير قوي وقادر أن ينجز مثل هذا الخروج الجماعي الكبير، ذهل السادات  واهتز وتراجع! 

جريمة قتل خالد سعيد لم تكن الأولى، سبقتها جرائم أشد قسوة وبشاعة، قبلها بشهور ركل أحد رجال الأمن امرأة في بطنها وهو يبحث عن أخيها! ألقى آخر  بمواطن من النافذة خلال تحقيق! لكن مصر أدارت وجهها، حتى جاءت جريمة قتل خالد سعيد! لسبب ما تقرر الشعوب في لحظة أن كفى! كالقبض على سعد في ١٩١٩ أو  خطاب السادات عن الضباب في يناير ١٩٧٢ أو إعلان زيادة الأسعار صبيحة يوم ١٨ يناير ١٩٧٧، أو قتل خالد سعيد يناير ٢٠١١!

 خرج عشرات الألوف من المواطنين في الإسكندرية في تظاهرة غضب  بسبب نية الدولة طردهم من منازلهم، لم تكن تلك هي المرة الأولى التي تطرد فيها دولة "منتجعات الإماراتيين" مواطنيها من بيوتهم؛ إن حلت في أعين مستثمر  إماراتي، بيوت عاشوا فيها حياة ومدارس وأقارب ومقاهي وجيرة وصبا وحب وذكريات وتاريخ! حدث المثل في جزيرة الوراق، وقبلها في منطقة ماسبيرو، والساحل، ويحدث الآن في أرض مصنع  الحديد والصلب!

 للشعوب كما المطر، أحوال، ربما تأتيك زخة مطر مدرار في ليلة صيف مقمرة، أو ضياء روح شعب ودفء في ليلة من ليالي يناير القارصة، لا أحد يعرف أين ومتى! لكننا نعرف، أن شعب مصر العاقل جدا والصبور جدا والقابل جدا والمخادع جدا جدا، لا يقول لك أبدا متى!

التعليقات (0)