- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
شيماء مصطفى تكتب: الغزاويون والحياة.. ما استطاعوا إليها سبيلا
شيماء مصطفى تكتب: الغزاويون والحياة.. ما استطاعوا إليها سبيلا
- 20 أغسطس 2024, 5:56:53 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
زوجة غزاوية تساعد زوجها الكفيف في تحصيل لقمة العيش رغم ظروف الحرب
كتب الشاعر الفلسطيني المعروف محمود درويش يوما:
نُحِبُّ الحَيَاةَ إِذَا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلاَ
وَنَسْرِقُ مِنْ دُودَةِ القَزِّ خَيْطاً لِنَبْنِي سَمَاءً لَنَا وَنُسَيِّجَ هَذَا الرَّحِيلاَ
وَنَفْتَحُ بَابَ الحَدِيقَةِ كَيْ يَخْرُجَ اليَاسَمِينُ إِلَى الطُّرُقَاتِ نَهَاراً جَمِيلاَ
نُحِبُّ الحَيَاةَ إِذَا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلاَ
وروى البخاري في صحيحه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن من الشعر حكمة".
ولا تتجلى الحكمة التي نستنبطها من أبيات محمود درويش، مثلما تتجلى في قطاع غزة، ذلك القطاع المحاصر المثابر المقاوم، الذي تكالب عليه القريب والغريب.
فوسط الحرب والدمار والحياة الصعبة التي ازدادت حدتها على الغزيين منذ السابع من أكتوبر عام 2023م، والعدوان الغاشم من الصهاينة عليهم، إلا أننا نجد أن هذه الحرب لم ولن تؤثر على العقيدة الصلبة التي بداخلهم، ولا على الأمل والرغبة في الحياة لديهم.
فها نحن يطالعنا أحد النماذج التي نجد فيها أكبر مثال على روح الصبر والتضحية والأمل من أجل مواصلة العيش ومواجهة صعوبات الحياة، في ظل ظروف الحرب القاسية التي نشاهد آثارها في كل يوم وليلة، فهو نموذج لزوجين غزيين وهبهما الله من الإناث ثلاثة، فقررا أن يتغلبا على الظروف القاسية وأن يخرجا لكسب رزقهما وبناتهما، وأن يتقاسما سويا صعوبات الحياة القاسية.
المدهش في هذا النموذج هو أنه عندما نتعرف عليهما أكثر نجد المفاجأة الكبرى، ألا وهي أن الزوج كفيف، وعلى الرغم من ذلك يخرج مجاهدا لكسب لقمة العيش وتوفير ولو جزء ضئيل من مستلزمات الحياة.
وهنا، نجد أن الزوجة الصالحة أصبحت عيون زوجها التي يرى بها خلال رحلتهما اليومية لبيع المشروبات الطبيعية المثلجة، والتي يخرجان إليها صباحا على أمل أن يعودا لبناتهما بما يكفي لسد الرمق ولو ليوم واحد أو حتى وجبة واحدة.
يخبرنا هذا النموذج الرائع أن الشعب الغزي قوي صلب لا تقهره الحروب ولا تهزمه الظروف، وإذا كان بعض الأشقاء قد تخلوا عنه، وتآمر بعضهم عليه، فإن الله ناصرهم كما بشر النبي الكريم، في حديثه الشريف الذي أورده الإمام أحمد في مسنده: "لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله. وهم كذلك"، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال: "ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس".