تكبير الخط تصغير الخط

في لحظة وطنية مهيبة، أمر الرئيس عبد الفتاح السيسي برفع صورة القمص الشهيد مينا عبود خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة احتفالًا بـيوم الشهيد، في رسالة تحمل أسمى معاني الوفاء والتقدير لمن ضحوا بأرواحهم من أجل الوطن. لم تكن تلك اللفتة مجرد إجراء رسمي، بل كانت إعلانًا واضحًا بأن مصر لا تنسى أبناءها الأوفياء، وبأن شهداءها خالدون في ذاكرة الأمة.

لقد دفع القمص مينا عبود حياته ثمنًا لإيمانه بوطنه، بعد أن استهدفته الجماعات الإرهابية الغاشمة في سيناء، ضمن موجة إجرامية سوداء حاولت كسر وحدة هذا الشعب وزعزعة استقراره، لكنها اصطدمت بإرادة مصرية لا تهتز، وقيادة لا تتهاون في حماية أبنائها والقصاص لدمائهم الطاهرة.

حين ارتفعت صورة الشهيد أمام الحضور، ارتفعت معها قيم التضحية والفداء والوحدة الوطنية، لترسّخ أن مصر لا تفرّق بين أبنائها، وأن الإرهاب مهما حاول بث سمومه، لن ينجح في النيل من نسيج هذا الوطن الصلب. كانت الصورة رسالة للعالم أجمع بأن دماء الشهداء من رجال الجيش والشرطة، ومن المدنيين ورجال الدين، كلها تصب في نهر التضحية الذي يروي أرض مصر الطاهرة، وبأن كل نقطة دم سقطت غدرًا، كانت وقودًا لغدٍ أكثر أمنًا واستقرارًا.

إن تكريم القمص مينا عبود هو تحية إجلال لكل من قدّم حياته دفاعًا عن هذا الوطن، وهو تأكيد جديد على أن مصر ستظل بلدًا يحفظ الجميل، ويرد الوفاء بالوفاء. فكما كانت دائمًا، ستبقى مصر أكبر من الإرهاب، وأقوى من أي تهديد، وأكثر صلابة بوحدة شعبها وجيشها وقيادتها. التحية للشهداء الذين سطروا بدمائهم ملحمة البقاء، والتحية للرئيس السيسي الذي يُثبِت كل يوم أنه قائد يعرف قيمة الشرف والوفاء.