-
℃ 11 تركيا
-
15 مارس 2025
عزات جمال يكتب: تقرير أممي يُوثق أفعال الإبادة.. فمتى يُحاسب الاحتلال؟
عزات جمال يكتب: تقرير أممي يُوثق أفعال الإبادة.. فمتى يُحاسب الاحتلال؟
-
15 مارس 2025, 12:46:07 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
خلُصت لجنة التحقيق المستقلة والتي انبثقت عن مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في تقريرها الذي يقع في 49 صفحة، إلى أن كيان الاحتلال قد ارتكب بالفعل أفعال الإبادة الجماعية بحق السكان الفلسطينين، وقد اندرجت أفعال الإبادة الجماعية التي انتهجها كيان الاحتلال وجيشه الوحشي وفق التقرير الأممي إلى فئتين؛ الأولى فرض ظروف حياة تؤدي إلى التدمير الجسدي للمجموعة، والثانية اتخاذ تدابير تهدف إلى منع الولادات داخل المجموعة.
حيث يؤكد التقرير بما لا يدع مجال للشك على أن "اسرائيل" بقيادة المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية "نتنياهو" وجيشه الوحشي، قد عقدا العزم على إبادة الشعب الفلسطيني وقد صممت إجراءاتهم الحربية وعملياتهم العسكرية لتحقيق هذا الهدف، وبأن أهداف الاحتلال الأخرى المعلنة، إنما كانت للتضليل والخداع، بما يهدف لترويج السردية الصهيونية ولمحاولة شرعنة الحرب العدوانية على الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده.
يعتبر تقرير الأمم المتحدة وصمة عار جديدة على وجه كل القوى والمؤسسات التي صمتت وتخللت عن نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم؛ كما يؤكد في نفس الوقت على شراكة في أفعال الإبادة لكل من ناصر الاحتلال ودعمه سياسياً ومالياً وعسكرياً وزوده بالجسور الجوية؛ فلم تفعل "اسرائيل" ومجرم الحرب المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية "نتنياهو" ما فعلته إلا بدعم أمريكي وغربي غير مسبوق، أتاح لهم المضي نحو إبادة أهل الحق وأصحاب الأرض، بالقوة الغاشمة والأسلحة الأمريكية والغربية والدعم الكامل.
وهذا يتطلب الضغط على هذه الدول لدفعها للتوقف عن سياسة الكيل بمكيالين البغيضة، ومحاسبة مجرم الحرب المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية "نتنياهو" ومحاسبة قادة ائتلافه الفاشين ومحاسبة أركان جيشه المتوحشين، الذين أكد التقرير تعمدهم تدمير أقسام الولادة في المستشفيات وقتل الحوامل وتدمير القطاع الصحي الحيوي للشعب الفلسطيني؛ بل إنهم قتلوا الأجنة في المختبرات الطبية كما وثق التقرير وهذه سابقة ودناءة لم يُسجل مثيل لها في عالمنا المعاصر، الذي تدعي دوله التقدم والرقي والحضارة، وهي تصمت على هذه الفظائع والجرائم الوحشية مكتملة الأركان!
كما يؤكد التقرير على أهمية ملاحقة مرتكبي أعمال الإبادة ومتابعة إجراءات التضييق عليهم في دول العالم أجمع، حتى اقتيادهم إلى المحاكم المختصة كمجرمين، وهذا الدور مطلوب من كل المحبين للقضية الفلسطينية، ومطلوب أيضاً من الجاليات العربية والإسلامية ومن أحرار العالم الذين يؤمنون بقيم الإنسانية السوية، حتى لا يهتز ميزان العدالة ويُفلت المجرمون من العدالة.
ختاماً..هذا التقرير وغيره من الحقائق تؤكد صدقية السردية الفلسطينية التي تنطلق من الحق والعدل والدفاع المشروع بالمقاومة بكافة أشكالها، للدفاع عن النفس والأرض والعرض؛ عكس حرب الاحتلال العدوانية التي تستهدف الحرث والنسل عبر جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان تهدف لمحو الشعب الفلسطيني من أرضه ودفع من تبقى من السكان الفلسطينين للاختيار بين خيارين إما الموت أو الهجرة خارج وطنهم، وهو الأمر الذي يجب أن يقف له العالم ويتصدى له بكل الوسائل والسبل، وقوفاً مع انسانيتهم السوية، وتحقيقاً للعدالة ورفعاً للظلم عن الشعب الفلسطيني.





