جرت جولة المحادثات الأولى يوم السبت في عُمان، وكان يتوجب على الطرفين أن يتواجدا في المبنى نفسه، لكن في غرف منفصلة،

إيتمار أيخنر يكتب: المسودة الأميركية في المفاوضات مع إيران، والتخوّفات في إسرائيل

profile
  • clock 14 أبريل 2025, 2:41:35 م
  • eye 474
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

في إسرائيل، لا يزالون ينتظرون التحديثات الرسميّة من مبعوث الرئيس دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، بشأن المحادثات النووية التي انطلقت يوم السبت في عُمان مع ممثلين عن إيران، وخصوصاً أن الأخبار التي انتشرت بشأن المحادثات أثارت قلقاً في القدس. وأساساً، هناك تخوّف من أنّ ويتكوف عرض مسودّة لا تتضمن تفكيك الخطة النووية الإيرانية تماشياً مع "النموذج الليبي" الذي ترى إسرائيل أنه النموذج الأفضل للتعامل مع الموضوع.


والإسرائيليون لن يعترفوا رسمياً بهذا، لكن النظرة إلى الأمور داخل إسرائيل هي أنه في حال تم توقيع اتفاق بين الأطراف، فسيكون "سيئاً جداً"، وخصوصاً أن الرئيس ترامب لن يستمر لولاية ثانية. لذلك، يتساءلون في إسرائيل: ماذا سيحدث بعد ولاية ترامب؟ إيران قريبة جداً الآن من إنتاج 6 قنابل، ويمكن أن تندفع سريعاً إلى السلاح النووي. وأحد الآمال الإسرائيلية التي لن يعترفوا بها أيضاً هو أن تفشل المفاوضات، ويكون هناك خيار عسكري صادق على الطاولة.


لكن التخوّف المركزي هو أن يفضّل ترامب تسوية موقتة على المواجهة مع إيران، وفي الوقت ذاته، يتخوّفون في إسرائيل من أن ينجح وزير الخارجية الإيراني، عراقجي، الذي يُعتبر مهنياً مطّلعاً على أدق التفاصيل، عبر العمل مع ممثلي الولايات المتحدة في التلاعب بهم. كما أن هناك أيضاً تخوفاً من أن يحاول الإيرانيون كسب الوقت في المحادثات مع الولايات المتحدة، وهو ما يمكن أن يدفع ترامب إلى فقدان الصبر في المفاوضات وتوقيع اتفاق.


وخلال المفاوضات، نشر قائد سلاح الجو الأميركي، الجنرال ديفيد أولوين، على حسابه في موقع "X" أنه التقى قائد سلاح الجو الإسرائيلي، الجنرال تومر بار، في البنتاغون. ولم يعلن الجيش الزيارة إلى الولايات المتحدة قبل ذلك. وتشير التخوّفات الإسرائيلية إلى أن السؤال المركزي بين إسرائيل والولايات المتحدة هو: ماذا سيحدث إذا انهارت المحادثات النووية؟


قال ويتكوف شخصياً قبل المحادثات إن "هناك مكاناً للتنازلات" إزاء إيران، لكنه أوضح أن الولايات المتحدة لن تقبل بتسلح إيران نووياً. وفي مقابلة مع "وول ستريت جورنال"، قال: "أعتقد أن الموقف الأولي هو تفكيك البرنامج النووي، لكن هذا لا يعني بالضرورة أننا غير جاهزين لتقديم تنازلات. الخط الأحمر الخاص بنا هو أنه لن نقبل بوجود برنامج نووي عسكري."


وبالإضافة إلى ذلك، فقد قال إنه في حال رفضت إيران تفكيك برنامجها النووي، فسيتوجّب على الرئيس ترامب أن يقرر كيف سيجري التصرف لاحقاً وما الذي تستطيع الولايات المتحدة الحصول عليه بشأن البرنامج النووي الإيراني. وأضاف أن هدف المفاوضات التي بدأت يوم السبت هو بناء الثقة وتوضيح أهمية الوصول إلى صفقة، حتى لو لم تكُن هُناك تفاهمات كاملة. وبحسبه، فإنه يجب أن تكون هناك أدوات رقابة جدية للتأكد من أن إيران لا تمضي في طريق القنبلة النووية.


المسودة الأميركية بلا مطلب تفكيك البنية النووية

 

سابقاً، منع خامنئي علناً المحادثات مع واشنطن، ووصفها بالـ"تصرف الغبي"، لكن بحسب "نيويورك تايمز"، فقد تلقّى رسائل منسقة واستثنائية من المسؤولين الإيرانيين، طالبوه فيها بتغيير نهجه. والرسالة التي وجههوها إلى خامنئي كانت واضحة: "يمكن لطهران أن تدير مفاوضات مع واشنطن، حتى لو كانت مباشرة، لأنه غير ذلك، فإن نظامنا في خطر." لقد حذّر المسؤولون نفسهم من أن خطر الحرب مع الولايات المتحدة وإسرائيل كبير جداً، وخصوصاً إذا ما أُخذت الأزمة الاقتصادية في الدولة بعين الاعتبار.


جرت جولة المحادثات الأولى يوم السبت في عُمان، وكان يتوجب على الطرفين أن يتواجدا في المبنى نفسه، لكن في غرف منفصلة، وقد نقل وزير الخارجية العماني الرسائل بينهما وهي مكتوبة. وبحسب رئيس الوفد المفاوض الإيراني، فإنه قد حدثت 4 جولات تبادُل للرسائل خلال ساعتين ونصف الساعة، وفي نهاية اللقاء، كانت هناك لحظة رمزية حين قام عراقجي بمصافحة المندوب الأميركي ويتكوف.


وبعد اللقاء، كتب عراقجي على قناته في "تيليغرام" إن "أجواء المحادثات كانت إيجابية"، كما أقر أنه سيكون هناك لقاء آخر يوم السبت الموافق 19 نيسان/أبريل. وقد أعلنت إيران أن عُمان ستستمر في استضافة المفاوضات، لكن بحسب تصريحات مصدر دبلوماسي إقليمي لـ"Amwaj.media"، فإن المفاوضات يمكن أن تجري في أوروبا لاعتبارات لوجستية.


وفي الوقت نفسه، فقد قال مصدر دبلوماسي إيراني كبير إن المسودة التي جاء بها ويتكوف إلى جولة المفاوضات الأولى لا تتضمّن مطلب تفكيك البنى النووية في إيران، ولا تتضمّن أيضاً تهديداً واضحاً بعملية عسكرية، وهما أمران دفعا سابقاً إلى انهيار المفاوضات، وغيابهما عن المسودة شكّل كما يبدو أجواء أكثر إيجابية في تبادل الرسائل، لكن هذا زاد مخاوف إسرائيل، وأيضاً التساؤل بشأن التأكد من نيات البيت الأبيض بشأن إيران لا يزال مفتوحاً.

 

تطرّق ترامب الليلة الماضية إلى المحادثات، وقال إنها تجري بصورة جيّدة، وقال للمراسلين في طائرته أنه يعتقد أنها تسير بصورة جيّدة قائلاً: "لا شيء يتغيّر فعلاً حتى ننتهي من كل شيء، لذلك لا أحب أن أتحدّث عن هذا الموضوع. القضية الإيرانية تسير بصورة جيّدة في اعتقادي." وهذا بعد أن قال البيت الأبيض إن المحادثات "جيّدة وبنّاءة".


وبحسب مصادر إعلامية أُخرى، فإن ترامب وضع أمام إيران جدولاً زمنياً من شهرَين، يتوجّب خلاله على الطرفين الوصول إلى اتفاق على أمور أساسية مشتركة. وفي الوقت نفسه، سيتوجّب على الدول الأوروبية اتخاذ قرار حتى تشرين الأول/أكتوبر بشأن آلية "سناب باك" - وهي آلية تسمح بإعادة العقوبات الدولية ضد إيران، كما جرى في الاتفاق النووي سنة 2015 - وتفعيل هذه الآلية يمكن أن يقود إيران إلى الانسحاب من معاهدة منع انتشار السلاح النووي، وهو ما يُمكن أن يقود إلى مواجهة عسكرية.

المصادر

المصدر: يديعوت أحرونوت

التعليقات (0)