صموئيل العشاي يكتب: السيسي هزم نتنياهو واحد صفر

profile
صموئيل العشاي صحفي مصري
  • clock 19 يناير 2025, 7:39:12 م
  • eye 68
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
السيسي

في سابقة تاريخية تُكتب بحروف من ذهب، نجح الرئيس عبد الفتاح السيسي في تحقيق انتصار دبلوماسي عظيم ضد رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، وذلك بعد التوصل إلى هدنة تاريخية بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، في أعقاب حرب دموية استمرت أكثر من عام وثلاث شهور في قطاع غزة. هذه الحرب التي أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من مائتي ألف فلسطيني، بين شهيد وجريح، فضلاً عن آلاف المنازل المدمرة والأبراج السكنية التي هُدمت بالكامل، كانت بمثابة اختبار حقيقي للرؤية المصرية الثابتة في التعامل مع القضايا الفلسطينية. كان الصراع في غزة نموذجًا لحرب لا تعرف الرحمة، حرب اتسمت بالعنف الشديد والتدمير الواسع، سعت خلالها إسرائيل لتحقيق أهدافها العسكرية والسياسية في مواجهة المقاومة الفلسطينية.

 

 لكن في هذه المعركة الحامية، أثبت الرئيس السيسي أن مصر قادرة على الحفاظ على أمنها القومي، بل وأكثر من ذلك، أن مصر هي الحائط الواقي لأبناء الشعب الفلسطيني في غزة، وأنها كانت دائماً وستظل الحامي لمصالحهم وأرواحهم. مصر لم تكن مجرد شاهد على الأحداث، بل كانت اللاعب الرئيسي في مساعي إيقاف القتال وإنهاء المعاناة الإنسانية التي تجلت بشكل غير مسبوق في هذه الحرب. تمكنت مصر تحت قيادة السيسي من تقديم نموذج لا مثيل له في الدبلوماسية والسياسة الدولية، من خلال التفاوض بشجاعة وحزم من أجل الوصول إلى هدنة. 

 

 

ورفضت مصر بشكل قاطع جميع المحاولات الدولية والإقليمية التي كانت تسعى لتحويل غزة إلى ساحة لتصفية الحسابات الاستراتيجية، والتي كانت تشمل خططًا لتهجير سكان غزة إلى سيناء في خطوة كانت ستهدد استقرار المنطقة بالكامل. وكان هذا الموقف من الرئيس السيسي بمثابة الضربة القاضية للخطط الإسرائيلية والأمريكية التي كانت تهدف إلى تغيير الواقع الفلسطيني في قطاع غزة.

 

منذ بداية التصعيد العسكري في غزة، كان الدور المصري حاسمًا، حيث تدخلت مصر بشكل مكثف عبر المفاوضات المستمرة مع الأطراف الدولية والإقليمية. وعُقدت سلسلة من اللقاءات المكوكية بين المسؤولين المصريين، وعلى رأسهم الرئيس السيسي، مع الأطراف المعنية من مختلف أنحاء العالم. كانت هذه اللقاءات، التي اتسمت بالسرية والتكتم، بمثابة محطات مفصلية في مسار الحرب. 

 

وقاد الرئيس السيسي من خلال هذه اللقاءات مشاورات مستمرة مع الولايات المتحدة والأمم المتحدة، بالإضافة إلى التواصل المستمر مع الأطراف الفلسطينية كافة، سواءً الفصائل التي تدير قطاع غزة أو تلك التي تعمل في الضفة الغربية. وكانت مصر تشارك في هذه المفاوضات بثقلها السياسي والدبلوماسي الكبير، وتحرص على ضمان أن أي اتفاق يتم التوصل إليه يجب أن يحافظ على وحدة الأراضي الفلسطينية وأمنها، فضلاً عن رفض أي محاولة لإحداث تغييرات ديموغرافية في قطاع غزة أو تهجير الفلسطينيين إلى سيناء. وعملت مصر على تفعيل الضغوط الدولية على إسرائيل للوقف الفوري للعدوان، وهو ما نجحت فيه بفضل سياسة الحكمة والاتزان التي أظهرتها في التعامل مع الأحداث.

 

وتبنى الرئيس السيسي استراتيجية تهدف إلى تجنب التصعيد المستمر، وفي الوقت نفسه تحافظ على الكرامة الفلسطينية. ووجه رسالة واضحة إلى المجتمع الدولي، مفادها أن مصر لن تقبل بأي حال من الأحوال فرض واقع جديد في غزة على حساب الشعب الفلسطيني

 

واستطاعت مصر تحت قيادته أن ترفض بقوة جميع المحاولات التي كانت تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء، مؤكدة على أن هذا الأمر يشكل تهديدًا خطيرًا للأمن القومي المصري، فضلاً عن كونه انتهاكًا صارخًا لحقوق الفلسطينيين في أرضهم. بينما كانت إسرائيل تسعى لإجبار العالم على قبول تصوراتها للأزمة، كانت مصر تقاوم بقوة كل محاولات تغيير الوضع القائم في غزة. وقد أثبتت الدبلوماسية المصرية قدرتها على إدارة الأزمة بكفاءة، فنجحت في عقد اتفاق لوقف إطلاق النار، كان بمثابة صفعة لإسرائيل على صعيد العالم، حيث لم تتمكن من فرض إرادتها كما كانت تأمل.

 

وبعد أسابيع من المعارك الدموية، توصلت مصر إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وهو ما اعتُبر انتصارًا تاريخيًا للجهود المصرية في الحفاظ على استقرار المنطقة. هذا الاتفاق لم يكن مجرد توقيع على وثيقة، بل كان حصيلة عمل دؤوب وتفاوض مستمر شاركت فيه مصر بكل قوتها السياسية والدبلوماسية. 

 

وهذا النجاح في تحقيق الهدنة يعكس قوة القيادة المصرية وحجم تأثيرها في المنطقة. فعندما توحدت إرادة القيادة السياسية المصرية، ظهرت قدرتها الفائقة على التأثير في مسار الأحداث، رغم الضغوط الدولية الهائلة. ما حققه الرئيس السيسي في هذه المعركة الدبلوماسية لم يكن مجرد نجاح في وقف القتال، بل كان انتصارًا كبيرًا للحقوق الفلسطينية، ولأمن مصر القومي في الوقت ذاته.

 

 

 بعد هذه الهدنة، أصبح من الواضح أن الرئيس السيسي قد هزم نتنياهو “واحد صفر” في حرب غزة، وأثبت أنه لا يمكن فرض قرارات موجهة على حساب حقوق الشعب الفلسطيني. كما سطر اسم مصر في سجل التاريخ كداعم رئيسي للحقوق الفلسطينية في مواجهة التوسع الإسرائيلي.

 

قدم السيسي للعالم درسًا في القيادة الحكيمة، ولم يكن ذلك مجرد انتصار سياسي، بل كان انتصارًا للإنسانية، ودرسًا مهمًا في كيفية التعامل مع التحديات الإقليمية الكبرى بحنكة ومرونة.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)