- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
صحف أمريكية: عودة روسيا لاتفاق الحبوب مع أوكرانيا "علامة وإنذار"
صحف أمريكية: عودة روسيا لاتفاق الحبوب مع أوكرانيا "علامة وإنذار"
- 5 نوفمبر 2022, 10:09:59 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
بعدما أعلنت روسيا، السبت الماضي، انسحابها من اتفاق مع أوكرانيا يسمح للسفن بتصدير الحبوب عبر البحر الأسود، عادت، الأربعاء الماضي، لتعلن تراجعها عن الانسحاب واستئناف الاتفاق، ما أثار علامات استفهام لدى عديد المراقبين، الذين لم يقنعهم تبرير روسيا بأنها حصلت على ضمانات كتابية من أوكرانيا بعدم استخدام الممر الإنساني والموانئ في أي أعمال عسكرية.
ودارت تحليلات المراقبين بين استنتاج ركز على رد الفعل الروسي الرسمي، واعتبره "علامة" ضعف بالنسبة لموسكو، وبين آخر ركز على رد فعل المنتقدين الروس من حلفاء الرئيس "فلاديمير بوتين"، واعتبره "إنذارا" على ما قد يمثل ضغوطا على الكرملين نحو مزيد من التشدد مستقبلا.
وفي هذا الإطار، اعتبر الصحفي الإيطالي المولود في أوكرانيا "ياروسلاف تروفيموف" أن الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" اختار بين احتمال غرق السفن التجارية التابعة لدول أخرى أو التراجع عن قراره، فاختار التراجع، حسبما أوردته صحيفة "وول ستريت جورنال".
وأضاف أن "بوتين استيقظ من رد الفعل (الأوكراني) العنيف تجاه سياسة حافة الهاوية التي يتبعها عسكريا، ليعلن أنه لن يفعل أي شيء لعرقلة توريد الحبوب من أوكرانيا إلى تركيا، معتبرا ذلك مؤشرا لتقليل مخاوف الغرب من أن يستخدم الرئيس الروسي اتفاق الحبوب كوسيلة ضغط لانتزاع تنازلات من القوى العالمية بمجموعة العشرين في وقت لاحق من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وتابع "تروفيموف": "على الرغم من ولعه (بوتين) بالوحشية في الشؤون العسكرية، لكن لديه بعض الخطوط (الحمراء) التي لا يرغب في تجاوزها".
لكن قرار "بوتين" في المقابل قد يكون له أصداء سلبية من زاوية أخرى، تتمثل في تصاعد ضغوط يقودها متشددون روس، على "بوتين" لثنيه عن هكذا "تنازل"، وهو ما سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الضوء عليه في تقرير لها.
وذكرت الصحيفة الأمريكية بعض المنتقدين الروس لديهم ملايين المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي، ويعتقدون أن قرار العودة إلى اتفاق الحبوب مع أوكرانيا "علامة ضعف مهينة لموسكو".
ومن الصعب تقييم مدى تأثير هذه الانتقادات على سياسة الكرملين المستقبلية، لكن المؤكد أن "بوتين سيضعها في اعتباره حال اضطراره لاتخاذ أي قرار قد يسبب له الإحراج مستقبلا"، بحسب الصحيفة الأمريكية.
وكانت "نيويورك تايمز" قد سلطت الضوء على تبادل أوكرانيا وروسيا، السبت الماضي، أكثر من 100 أسير حرب، واعتبره مؤشرا على أن "الخصمين يبقيان بعض خطوط الاتصال مفتوحة، على الرغم من أن المحادثات بينهما بشأن القضايا الأوسع لا تزال متوقفة".
وإزاء ذلك، جادل "تشارلز كوبتشان"، من جامعة جورج تاون الأمريكية، بأن الولايات المتحدة "يجب أن تضغط من أجل محادثات السلام في أوكرانيا"؛ للحد من احتمالية نشوب صراع أوسع بين الناتو وروسيا.
وشدد "كوبتشان" على أن "الغرب يحتاج إلى نقل أوكرانيا وروسيا من ساحة المعركة إلى طاولة المفاوضات، والتوسط في جهد دبلوماسي لإنهاء الحرب والتوصل إلى تسوية إقليمية".