- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
صحيفة « الجارديان»: نتنياهو أصدر تعليمات باغتيال جميع قادة حماس أينما كانوا
صحيفة « الجارديان»: نتنياهو أصدر تعليمات باغتيال جميع قادة حماس أينما كانوا
- 23 ديسمبر 2023, 5:03:41 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
نشرت صحيفة « الجارديان» البريطانية، تحليلًا صحفيًا، عن اغتيال قيادات حماس أينما كانوا، وذلك بعد عملية طوفان الأقصى.
وقال التحليل الصحفي، من المرجح أن تؤدي حملة اغتيالات عالمية لقادة حماس أعلن عنها مسؤولون إسرائيليون كبار إلى نتائج عكسية وغير عملية وغير فعالة، كما أشارت أهداف مثل هذه الجهود السابقة.
هكذا تحدث تحليل لصحيفة "الجارديان" البريطانية، محذرا مما إذا كانت حملة مثل "ما بعد ميونخ"، تلك التي وعد بها رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قابلة للتطبيق بالفعل.
وأعلن نتنياهو، لأول مرة عن استراتيجية جديدة، بعد أسبوعين من الهجمات التي شنتها "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول على جنوب إسرائيل، تتضمن عملية جديدة تسمى "نيلي"، وهي اختصار لعبارة توراتية باللغة العبرية تعني "إسرائيل الأبدية لن تكذب"، ستستهدف كبار قادة المنظمة الإسلامية المتشددة.
والشهر الماضي، قال نتنياهو في مؤتمر صحفي إنه أصدر تعليماته للموساد (جهاز المخابرات الإسرائيلي في الخارج)، باغتيال جميع قادة حماس أينما كانوا.
وفي أوائل ديسمبر/كانون الأول، كشف تسجيل مسرب عن رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "شين بيت" رونين بار، وهو يقول للبرلمانيين الإسرائيليين إن قادة "حماس" سيُقتلون "في غزة، وفي الضفة الغربية، في ولبنان، وفي تركيا، وفي قطر، وفي كل مكان".
وأضاف: "سيستغرق الأمر بضع سنوات، لكننا سنكون هناك من أجل القيام بذلك".
ووصف بار حملة الاغتيالات بأنها "ميونيخنا"، في إشارة إلى الحملة التي شنتها إسرائيل بعد الهجوم الذي شنه متطرفون فلسطينيون على أولمبياد ميونيخ عام 1972 وأدى إلى مقتل 11 رياضيا إسرائيليا.
عمليات الاغتيال
وأدى هذا الجهد إلى ما لا يقل عن 10 عمليات اغتيال، بين ديسمبر/كانون الأول 1972 و1979، وتم تصويره في فيلم "ميونيخ" لستيفن سبيلبرغ.
ومنذ ذلك الحين، نفذت إسرائيل عشرات الاغتيالات السرية الأخرى، والتي استهدفت قادة فلسطينيين وعلماء نوويين إيرانيين.
وقال محللون إن أجهزة الأمن الإسرائيلية تركز حاليا على قتل قادة "حماس" في غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه يضيق الخناق على قائد الحركة في القطاع يحيى السنوار، المشتبه به في أنه مهندس هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول، بعد هجوم استمر أسابيع ودمر مساحات واسعة من القطاع، وقتل أكثر من 20 ألف شخص، معظمهم من المدنيين.
استهداف قادة حماس
لكن الحملة المعلنة لها نطاق أوسع بكثير، ومن المحتمل أن تستهدف قادة "حماس" المتمركزين في قطر وتركيا ولبنان، وشبكات دعم الجماعة في أماكن أخرى.
وينقل التحليل عن الباحث البارز في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب البروفيسور كوبي مايكل، قوله: "إسرائيل تفهم أنه يتعين عليها الوصول إلى الجميع في قيادة (حماس).. لأنه لن تشل هذه المنظمة دون القضاء على هذه الشخصيات المؤثرة للغاية".
ويضيف: "لقد كانوا متورطين بشدة في الهجوم القاتل الذي وقع في 7 أكتوبر/تشرين الأول، ويجب أن يدفعوا الثمن".
لكن ليس الجميع مقتنعين بمثل هذه العمليات، فيقول الصحفي والمؤلف الذي غطى أخبار أجهزة الأمن الإسرائيلية لعقود من الزمن يوسي ميلمان، إن استراتيجية الاغتيالات "لا تحل أي شيء".
ويضيف: "مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي مغرم بالاغتيالات، والآن يشعرون بالخجل والإذلال ويريدون خلاص أنفسهم".
كما يشير آخرون إلى أن الإشارات العلنية المتكررة إلى الحملة تعبر عن رغبة المسؤولين في طمأنة السكان الخائفين الذين فقدوا الثقة في قدرة أجهزة الأمن الإسرائيلية والحكومة، على الحفاظ على سلامتهم.
ويتساءل بعض المؤرخين عما إذا كانت حملة الاغتيالات التي قام بها "الموساد" بعد ميونيخ استهدفت أولئك المتورطين بالفعل في الهجوم على الألعاب الأولمبية، واقترحوا أنها ربما كانت تؤدي إلى نتائج عكسية على المدى الطويل.
لكن بعض الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل كان لها تأثير استراتيجي حقيقي، كما قال الخبراء، مستشهدين بأمثلة فتحي الشقاقي، مؤسس حركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين، الذي قتل على يد "الموساد" في مالطا عام 1995.
كما تم اغتيال عماد مغنية، أحد أهم قادة حركة "الجهاد الإسلامي" في فلسطين، ومنظم الهجمات التي قام بها "حزب الله" في لبنان، والذي قتل على يد "الموساد" ووكالة المخابرات المركزية في عملية مشتركة في عام 2008.
وأدى مقتل الشقاقي إلى إصابة الجهاد الإسلامي في فلسطين بالشلل لعدة سنوات، وكان مقتل مغنية بمثابة ضربة كبيرة لـ"حزب الله".
لكن الجهاد الإسلامي في فلسطين، وفق التحليل، أعاد بناء قوته في السنوات التي تلت مقتل الشقاقي، وشارك في هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول.
كما يلفت التحليل إلى أن العقول المدبرة لعملية 7 أكتوبر/تشرين الأول، جيل جديد من قادة "حماس" الذين وصلوا إلى هرم قيادة الحركة، في أعقاب اغتيال إسرائيل لكبار قادتها قبل 20 عاماً.
يقول ميلمان: "لقد قتلنا مؤسس الجهاد الإسلامي في فلسطين وقتلنا مؤسس حماس (أحمد ياسين في عام 2004).. وحتى عندما يكون هناك تأثير استراتيجي حقيقي، كما هو الحال مع مقتل مغنية، فإنه لا يكون دائماً.. حزب الله لا يزال حياً وينشط".
ويتابع: "كما أن الاغتيال لا يشكل بالضرورة رادعاً، وهو الهدف الرئيسي لمثل هذه الحملات".
وتقول صحيفة "الجارديان"، إنها أجرت مقابلات مع 5 فلسطينيين استهدفتهم عمليات اغتيال على مدى أكثر من 50 عاما، ونقلت عنهم جميعاً القول إن محاولات اغتيالهم من قبل أجهزة المخابرات الإسرائيلية "لم تؤدي إلا إلى تعزيز قناعاتهم، وساعدت في تجنيدهم في فصائلهم".
ويتذكر باسم أبوشريف، الذي أصيب بجروح بالغة في عام 1972 جراء قنبلة أرسلتها إسرائيل، كيف تلقى طردًا في مكاتب بيروت للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهي المجموعة المسؤولة عن سلسلة من عمليات الاختطاف الدولية، كالطائرات الإسرائيلية وغيرها وكذلك الهجمات على إسرائيل.
وكان أبو شريف المتحدث الرسمي باسم المثقف والناشط غسان كنفاني، والذي اغتالته إسرائيل قبل فترة وجيزة.
ويتذكر أبو شريف قائلاً: "كانت الحزمة موجهة إليّ.. وكان بداخلها كتاب عن تشي جيفارا... فتحت الكتاب، وقلبت 2 صفحات ورأيت المتفجرات مرتبطة ببطارية".
وتسبب تفجير الكتاب في أن يظل مشوهًا مدى الحياة، بعدما قطع إصبعه، وفقد بصره أحد عينيه، و65% من البصر في الأخرى، وبات لا يستطيع الشم أو التذوق.
ويقول أبو شريف إن الهجوم جعله أكثر تصميما من أي وقت مضى على مواصلة نشاطه مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وقد كان نشطًا خلال بقية العقد، وأصبح في النهاية مستشارًا رئيسيًا لرئيس منظمة التحرير الفلسطينية الراحل ياسر عرفات.
ويضيف: "لم يكن لدي خوف في قلبي أبدًا.. ولم أتردد قط في القيام بمهمة، حتى أخطرها".
وتباطأت الحملة التي أعقبت هجمات ميونيخ، لكنها لم تتوقف بعد مقتل نادل مغربي في النرويج، والذي اعتقد خطأً أنه أحد الأهداف ذات الأولوية القصوى للموساد، وهو علي حسن سلامة، وهو مسؤول أمني كبير في فصيل فتح المسلح.
وتوفي في نهاية المطاف في عام 1979 في تفجير سيارة مفخخة من قبل الموساد في بيروت.
من جانبه، يقول رئيس مخابرات "فتح" السابق الذي نشط في السبعينيات توفيق الطيراوي، إن الحركة ردت على هذه الاغتيالات، مما أسفر عن مقتل عميل للموساد، وإصابة آخر بجروح خطيرة.
كما توفي دبلوماسي إسرائيلي في لندن بعد أن فتح رسالة مفخخة.
ويضيف: "في الواقع، كان هناك تبادل اغتيالات بيننا وبين الإسرائيليين.. لم يردعنا اغتيالاتهم. لقد جعلنا نقاتل أكثر".
وفي الثمانينيات، واصلت إسرائيل حملات الاغتيالات، فقتلت رئيس مخابرات "فتح" صلاح خلف، في تونس عام 1991.
ويقول مسؤولون سابقون في "الموساد" الآن إن هذا ربما كان خطأً، حيث أيد خلف مؤخراً استراتيجية التفاوض على حل سياسي للقضية الفلسطينية، وربما كان خليفة أكثر فعالية لعرفات بعد وفاته في عام 2004.
لكن آخرين شاركوا في حملة ما بعد ميونيخ، قالوا إنهم غير نادمين على أي من عمليات القتل، على عكس الانطباع الذي قدمه فيلم "سبيلبرغ".
وقال أحد المحاربين القدامى: "لقد فعلنا ما اعتقدنا أنه الصواب.. وأعتقد أنه لا يزال صحيحًا".
واستمرت الاغتيالات في التسعينيات، حيث واجهت إسرائيل موجة من العنف من قبل المنظمات الإسلامية المسلحة.
وفي عام 1997، فشلت محاولة لاغتيال خالد مشعل، أحد أبرز قادة "حماس" الحاليين، عندما تم القبض على عملاء الموساد في عمان بعد رش هدفهم بالسم.
واضطر حينها نتنياهو إلى مطالبة الموساد بتسليم ترياق للأردن، مقابل إطلاق سراح العملاء المحتجزين.
وخلال الانتفاضة الفلسطينية من 2000 إلى 2005، المعروفة باسم الانتفاضة الثانية، كثفت إسرائيل عمليات الاغتيالات.
وكان من بين المستهدفين قيس عبدالكريم، القيادي المخضرم في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.
ففي عام 2001، دمر انفجار غامض جزءًا كبيرًا من منزله في مدينة رام الله بالضفة الغربية.
وجاء الانفجار بعد أسبوع واحد فقط من اقتحام مقاتلي الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين قاعدة إسرائيلية في غزة، مما أسفر عن مقتل 3 جنود.
ورفض كريم الحديث عن حملة اغتيالات جديدة ضد "حماس"، ووصفها بأنها "شعار وليس استراتيجية"، مضيفا: "إنهم يحاولون حشد الدعم بين سكانهم".
وركزت الجهود بعد ميونيخ على أهداف في أوروبا الغربية وقبرص، لكن قيادة "حماس" الحالية خارج غزة تتمركز بشكل أساسي في قطر وتركيا.
وسبق أن حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إسرائيل من استهداف مسؤولي "حماس" هناك.
كما قالت تقارير إن الاغتيالات ستكون مستحيلة في قطر خلال المستقبل المنظور.
وعلى الرغم من أن الدولة الخليجية الصغيرة تستضيف "حماس"، إلا أنها أيضًا وسيط رئيسي للمفاوضات الرامية إلى الفوز، بعودة حوالي 140 رهينة إسرائيلية اختطفتها "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وما زالت محتجزة في غزة.
ويقول عضو سابق آخر في حملات "الموساد" في السبعينيات، إنه في حالة هروب أي من قادة "حماس" من غزة إلى مصر، فلن تتمكن إسرائيل أيضًا من الوصول إليهم هناك.
ويضيف: "كما أن الاغتيالات في أوروبا الآن ستسبب ضررا لا يمكن تصوره".
ويتابع: "لقد ولت تلك الأيام منذ فترة طويلة.. فالضرر الدبلوماسي الذي سيحدث في فرنسا أو المملكة المتحدة أو حتى ألمانيا سيكون كارثيا".
أما إفرايم هاليفي، أحد كبار مسؤولي "الموساد" في السبعينيات ومديره من عام 1998 إلى عام 2002، فيقول إن القوة "لن تكون فعالة إلا إذا استخدمت في الظروف السياسية الصحيحة".
لكن المحلل والمعلق الذي قضى 29 عاما في الموساد أفنير أبراهام، فيقول إنه من الواضح أن إسرائيل سوف تجد وتقتل المسؤولين عن هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول.
ويضيف: "هذه هي المرة الأولى التي نقول فيها ذلك (بصوت عال) ونريد أن نفعل ذلك.. من أجل الانتقام ولكن أيضًا لمنع الناس من فعل الشيء نفسه".
ويتابع: "هل هي استراتيجية مفيدة؟ نعم.. هل هي فعالة؟ نعم"، قبل أن يختتم حديثه: "بعد ميونيخ، قُتل هدف واحد بعد 20 عامًا.. وفي هذا الصدد، لدى إسرائيل ذاكرة طويلة جدًا".
يشار إلى أن بنك الأهداف الإسرائيلية تتضمن اغتيال ثلاثة من كبار قادة حماس وهم: رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار، وقائد كتائب القسام الجناج العسكري للحركة محمد الضيف، ونائبه مروان عيسى.
وعلى الصعيد السياسي، تسعى إسرائيل إلى اغتيال كل من رئيس الحركة إسماعيل هنية، ونائبه صالح العاروي، ورئيس الحركة في الخارج خالد مشعل.
وسبق أن اعتبرت حركة "حماس" على لسان القيادي عزت الرشق، التصريحات باغتيال قادة الحركة بأنه "يعكس إفلاس تل أبيب رسميًا وعجزها عن مواجهة كتائب القسام بالميدان".
وقال الرشق: "بعيدا عن سخافة المضامين السياسية الوقحة التي يمثلها تهديد العدو باغتيال قادة حماس، والتي تعكس إفلاسهم الرسمي وعجزهم عن مواجهة القسام في الميدان، فإنها دليل على جهلهم التام بحماس".
وأضاف: "نحن نفهم عدونا وهو لا يفهمنا، ولا يعرف أن كل قيادة حماس هم مشاريع شهادة، يسعون إليها سعيا إيمانيا نابعا من اليقين بنعيم الله والجنة بعد الشهادة، هذه قيمة إسلامية لن تتمكن عقولهم من فهمها".