- ℃ 11 تركيا
- 24 نوفمبر 2024
صحيفة صينية: صفقات تركيا مع السعودية والإمارات تبشر بعلاقات أمنية جديدة بالمنطقة
صحيفة صينية: صفقات تركيا مع السعودية والإمارات تبشر بعلاقات أمنية جديدة بالمنطقة
- 26 يوليو 2023, 6:40:33 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
اعتبرت صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست، أن الصفقات التي أبرمتها تركيا مؤخرا مع السعودية والإمارات تبشر بعلاقات أمنية جديدة بمنطقة الشرق الأوسط بالتزامن مع تحول أمريكا وجهتها خارجه لمواجهة الصين وروسيا.
ورأت الصحيفة في تقرير ترجمه الخليج الجديد، أن تلك الصفقات تمثل تغيرًا سريعًا في علاقة تركيا المعقدة مع الخليج، والتي عادت الآن إلى وضع أكثر ودية بعد سنوات من التنافس.
وذكرت أن الشكوك حول استمرار الدعم الأمريكي أدى في نهاية المطاف إلى تقريب تركيا وخصومها الخليجيين من معالجة التوترات الإقليمية وتعزيز التعاون.
ووفق الصحيفة فقد أدت سلسلة من الصفقات بين السعودية والإمارات إلى ترسيخ مكانة تركيا كشريك أمني جديد ومهم لممالك الخليج، في وقت تقوم فيه الولايات المتحدة بسحب قواتها في الشرق الأوسط تماشياً مع تحول تركيز السياسة الخارجية نحو احتواء الصين وروسيا.
صفقات قوية
عاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من جولته الخليجية التي أجراها الأسبوع الماضي إلى أنقرة، بعد تأمينه 11.5 مليار دولار من المساعدات المالية من الإمارات للمساعدة في دعم احتياطيات تركيا من العملات الأجنبية المستنفدة، وانخفاض قيمة عملة الليرة بسرعة، وتزايد عجز الميزانية.
كما توصل أردوغان إلى اتفاقيات مع الإمارات والسعودية لإنشاء برامج إنتاج دفاعي مشتركة مع تركيا، التي تمتلك ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي (الناتو).
تلقت شركة الدفاع التركية بايكار متخصصة في تقنيات الطائرات المسيرة أكبر طلبياتها الخارجية من السعودية لنقل التكنولوجيا والإنتاج المشترك لطائراتها العسكرية بدون طيار.
ووالثلاثاء أعلنت السعودية وتركيا في بيان مشترك خلال زيارة أردوغان عن عزمهما تعزيز التعاون والتنسيق في الصناعات الدفاعية والعسكرية، وتفعيل اتفاقياتهما "بما يخدم ويحقق المصالح المشتركة للبلدين ويسهم في تحقيق الأمن والسلام في المنطقة والعالم"
وبالمثل ، أسفرت زيارة أردوغان إلى أبوظبي عن اتفاق على إنشاء "مجلس استراتيجي" لتعزيز العلاقات بين تركيا والإمارات، إلى جانب اتفاق لتطوير برامج إنتاج دفاعي مشتركة.
وقد تم تعزيز ذلك من خلال اتفاقيات الاستثمار التي بلغت قيمتها الإجمالية 50.7 مليار دولار أمريكي - وهي قفزة هائلة مقارنة بالاستثمارات الإماراتية الإجمالية التراكمية البالغة 7.8 مليار دولار أمريكي في تركيا بحلول نهاية عام 2021.
وستضاف الصفقات الجديدة إلى إطار اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة التي وقعها البلدان في مارس/ آذار، والتي تهدف بموجبها إلى مضاعفة التجارة الثنائية غير النفطية إلى أكثر من 40 مليار دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة.
وبشكل منفصل، وافقت شركة أبو ظبي القابضة (صندوق ثروة سيادي مملوك لإمارة أبوظبي) على شراء ما قيمته 8.5 مليار دولار من السندات التركية لتمويل بناء منازل في المناطق الجنوبية والوسطى من تركيا التي دمرها زلزال هائل في فبراير.
تحول سريع
واعتبرت الصحيفة الصينية أن الصفقات التي أبرمها أردوغان خلال زيارته للخليجي تمثل تحولًا سريعًا في العلاقات منذ عام 2020.
كانت تركيا والتحالف السعودي الإماراتي على خلاف طوال عام 2010 لأنهما دعمتا أطرافًا متقابلة في مصر وليبيا ودول إقليمية أخرى حيث اندلعت حروب أهلية بسبب ثورات الربيع العربي في بداية العقد.
وقال جورجيو كافيرو الرئيس التنفيذي لشركة تحليلات الخليج، وهي شركة استشارية لتحليل المخاطر الجيوسياسية، مقرها واشنطن "لقد تغيرت كثير من العوامل التي دفعت بعض دول مجلس التعاون الخليجي إلى الشعور بالتهديد من السياسة الخارجية التركية،
وعقب أن هذا التطور أعطى "الرياض وأبو ظبي سببًا أقل لاعتبار أنقرة لاعبًا خطيرًا".
لكن على الرغم من ذلك يرى كافيرو أن الشكوك بين السعودية والإمارات من جهة وتركيا من جهة لم يتم ازالتها بشكل كامل، مضيفا أنه "هناك سيناريوهات محتملة يمكن أن تطفو من خلالها التوترات الجيوسياسية، مما يجعل من الصعب التنبؤ بتوجهات السعودية وتقارب الإمارات مع تركيا".
وقال كافييرو: "أعتقد أن دول الخليج وأنقرة يمكنهما بناء شراكات استراتيجية دائمة حيث تتكيف جميع الجهات الفاعلة الإقليمية مع واقع عالم متعدد الأقطاب وتتصرف دول في الشرق الأوسط بمزيد من الوكالة والاستقلالية عن واشنطن".
براجماتية
بحسب المحلل يوسف إريم المقيم في إسطنبول، أن تضاؤل أجواء الربيع العربي وتزايد الشكوك حول استمرار الدعم الأمريكي، تسبب مؤخرا في تحول من منظور أيديولوجي إلى موقف سياسي أكثر واقعية في الخليج وتركيا.
وأضاف إريم إن هذا التطورات وهذا التحول مكّن تركيا ومنافسيها الخليجيين من "الالتقاء، والقدرة على التحدث عن التطورات الإقليمية من منظور أكثر براغماتية".
وتابع " رأينا هذه النتيجة في تقارب كبير أوسع في المنطقة" ، مما أدى إلى تغييرات جيوسياسية كبيرة بما في ذلك تطبيع علاقات تركيا مع دول الخليج، وإقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل والعديد من الدول العربية.
ووفق إريم فإنه "ليس من قبيل المصادفة أن كل ذلك تم إجراؤه في وقت واحد في وقت قصير.. كان العديد من هؤلاء اللاعبين يقرأون نفس رقعة الشطرنج.
وعقب "لقد فهموا أنهم بحاجة إلى حلول محلية لمشاكلهم الإقليمية لأنه سيكون هناك قدر أقل من المساعدة الأمريكية للمضي قدمًا"
وذكر أنه ذلك ساعد في خلق مناخ تم فيه معالجة التوترات الجيوسياسية بين أنقرة والرياض وأبو ظبي.
قال إريم "عندما نظر الطرفان إلى ما يفرق بينهما والمصالح الاقتصادية والسياسية والأمنية المشتركة بينهما، قررا أنه من المربح أكثر بكثير التعاون بدلاً من التنافس مع بعضهما البعض".
ورأي المحلل التركي إن هذا النهج القائم انعكس على السياسة الواقعية في لغة الصفقات الاستراتيجية التي أبرمها أردوغان مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس الإمارات محمد بن زايد آل نهيان.