تكبير الخط تصغير الخط

نشرت صحيفة «يونت نيوز»، تقريرًا يوصف قدر حماس على تغير وجه نظر العالم المؤيد إلى إسرائيل للتعاطف عن الشعب الفلسطيني.

وحسب رؤية كاتب التقرير، تسعى حركة حماس إلى تصوير يوم 7 أكتوبر على أنه بداية العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين، بدلاً من واحدة من أسوأ الهجمات في التاريخ، وتحاول مساواة السجناء الفلسطينيين بالإسرائيليين.

وبعد عمليات 7 أكتوبر، أصيب المجتمع الدولي بالصدمة من الفظائع القاسية التي ارتكبتها حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني والمدنيون الفلسطينيون الذين شاركوا في تلك العملية.

وزعم التقرير أنه قد تم تشبيه حماس بداعش والنازيين، الأمر الذي أعطى إسرائيل دعمًا دوليًا واسع النطاق للعمل في غزة للإطاحة بحماس وإعادة الرهائن إلى الوطن.

وقد وجدت مناصرة إسرائيل أذناً متعاطفة لأن معظم أعضاء المجتمع الدولي لم يتمكنوا من دعم الجانب الفلسطيني الذي ارتكب هذه الفظائع اللاإنسانية.

وأضاف التقرير أن حماس والفلسطينيون كانوا في ورطة. فكيف سيتمكنون من تصحيح الوعي العالمي الذي يصنفهم الآن في صف واحد مع النازيين وداعش؟ لقد أدركت حماس والسلطة الفلسطينية أن الفوز في هذه الحرب يتطلب استخدام الورقة التي استخدمها الفلسطينيون منذ سنوات، ورقة التصور لتشويه شرعية إسرائيل في العالم.

ورغم أن التحريض على تنفيذ هجمات إرهابية ضد اليهود مستمر بلا توقف باللغة العربية، إلا أن هناك لحناً مختلفاً في آذان المجتمع الدولي.

وفي الأشهر الأخيرة، استخدم كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية وحماس تصريحات "للمناصرة العكسية".

وتستند هذه الدعوة إلى أسلوب واحد بسيط: استخدام المصطلح الذي يتم من خلاله استخدام جميع الفظائع التي ارتكبتها حماس في 7 أكتوبر وشهادات الرهائن الذين عادوا من الأسر لاتهام إسرائيل.

ما هي المناصرة العكسية الفلسطينية؟

وتابع  التقرير : يستخدم الفلسطينيون مفاهيم أساسية من الرواية الإسرائيلية لأحداث 7 أكتوبر ويحولونها إلى رواية فلسطينية.

إن حماس تنتبه إلى نقاط الضعف لدى الجمهور الإسرائيلي وتدرك رد الفعل الدولي على الرواية الإسرائيلية بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

في ديسمبر/كانون الأول 2023، استخدمت حماس التاريخ الرمزي، 7 أكتوبر/تشرين الأول، باعتباره اليوم الذي بدأ فيه الهجوم على غزة، "وهو اليوم الذي بدأ فيه الهجوم على شعبنا".

هكذا يحاول التنظيم القاتل طمس التاريخ الرمزي لطوفان الأقصى ضد إسرائيل، ويجعل التاريخ رمزيا بالنسبة للفلسطينيين باعتباره "يوم هجوم إسرائيل على الفلسطينيين".

إضافة إلى ذلك، تطلق المنظمة على الإرهابيين الذين اعتقلتهم إسرائيل "معتقلين"، قائلة إن بينهم نساء وشيوخ وأطفال (على غرار وصف الرهائن الإسرائيليين الذين احتجزتهم حماس وأفرجت عنهم) "ويتعرضون لأفظع الظروف". ".

وتدرك حماس الدافع الإنساني الذي يؤثر أيضاً على الرأي العام الدولي وتستخدمه لصالحها. ويطلق على هؤلاء السجناء، ومن بينهم إرهابيون ملطخة أيديهم بالدماء، على حسب وصف الصحيفة، اسم "المعتقلين" الذين "اختفوا"، كنوع من اختطاف "الفلسطينيين الأبرياء" على يد القوات الإسرائيلية.

حماس تشن هجومها الغاشم وتقلبه وتقدم نفسها على أنها الضحية:

هاجمت إسرائيل يوم 7 أكتوبر (باستخدام يوم 7 أكتوبر كتاريخ رمزي، مثل 11 سبتمبر، ولكن في الاتجاه المعاكس).

إن وصف اعتقال أنصار حماس بأنه "اختفاء" أو اختطاف - يقلب السرد بحيث تقوم إسرائيل باختطاف الفلسطينيين بدلاً من اختطاف المواطنين الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس.

تقدم حماس معلومات كاذبة مفادها أن إسرائيل تبقي النساء والمسنين والأطفال في ظروف صعبة للغاية.

وقد تم الترويج لهذا بعد صفقة الرهائن التي تمت في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، والتي تم بموجبها إطلاق سراح نساء وشيوخ وأطفال إسرائيليين من أيدي حماس. وتدرك حماس تأثير الجمع بين هذه المجموعات لبناء رواية جديدة: إسرائيل هي "المعتدية"، التي تختطف النساء والمسنين والأطفال.

علاوة على ذلك، يستخدم مسؤولو حماس كلمة "النازي" في تصريحاتهم لوصف إسرائيل وأفعالها، لكسر تشبيه حماس بالنازيين، وقلب المعادلة رأسا على عقب، لتصبح إسرائيل هي التي تقارن بالنازيين.

وفي خطابه في يناير/كانون الثاني 2024، حرص مسؤول حماس، أسامة حمدان، على استخدام مصطلحي "العدوان النازي" و"حرب الإبادة" التي تخوضها إسرائيل، لوصف ما يحدث في غزة.

إلى ذلك، قال نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم مكتب محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، إن "سلسلة جرائم القتل اليومية" التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية هي "حرب إبادة شاملة ضد الشعب الفلسطيني". ".

استخدام كلمات مثل الإبادة والمحرقة

ويستخدم المسؤولون الفلسطينيون من منظمة التحرير الفلسطينية وحماس مصطلحي "الإبادة" و"المحرقة" لتعزيز التأثير على الرأي العام بأن إسرائيل ترتكب "المحرقة" ضد الشعب الفلسطيني. إنهم يحاولون خلق تصور لدى المجتمع الدولي حول "كيف يمكن للشعب اليهودي، الذي مر بالمحرقة، أن يرتكب محرقة ضد شعب آخر؟"

وفي يناير/كانون الثاني 2024، بدأت حماس حملة على وسائل التواصل الاجتماعي باستخدام الإرهابيات المسجونات لدى إسرائيل في دعايتها المضادة. ونشرت منشورات مختلفة وصفت فيها "السجينات الفلسطينيات" بأنهن يتعرضن للانتهاكات في السجون وأنهن "في خطر". علاوة على ذلك، أوردت حماس تفاصيل "الانتهاكات" التي تعاني منها النساء الفلسطينيات في السجون الإسرائيلية: "الضرب المبرح والتعذيب والفحص (البدني) المخزي" وغيرها.

إن الاستخدام الساخر للدوافع الإنسانية التي تستحوذ على قلوب المجتمع الدولي يصب في مصلحة الفلسطينيين عندما يحاولون تبرئة أنفسهم من الذنب عن مذبحة السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وتصوير إسرائيل على أنها "الرجل الشرير" في القصة.

إن مسؤولي منظمة التحرير الفلسطينية وحماس متحدون في جهودهم الرامية إلى تغيير الخطاب المتعلق بالحرب في غزة. ورغم أن حماس، بالنسبة للفلسطينيين، هي التي جلبت "إنجاز" التماس جنوب أفريقيا ضد إسرائيل إلى محكمة العدل الدولية، إلا أن منظمة التحرير الفلسطينية تحاول الانضمام إلى فرية "الإبادة الجماعية" الدموية هذه وتكبيل إسرائيل على الساحة الدولية. إن هذا الإجراء الذي اتخذته السلطة الفلسطينية يضاف إلى نشاطها الطويل الأمد لمحاربة إسرائيل: استخدام المجتمع الدولي للقضاء على شرعية إسرائيل في العالم.