صحيفة عبرية عن تجديد القتلا في غزة: ما هي الطريق لتحقيق الهدف؟

profile
  • clock 27 مارس 2025, 8:51:07 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

تجدُّد القتال في غزة: ما هي الطريق لتحقيق الهدف؟
بقلم: غيورا آيلاند
المصدر: يديعوت أحرونوت

تساءل الكاتب الصهيوني غيورا آيلاند، عن تحقيق أهداف خطة الاحتلال في مقال نشر بصحيفة يديعوت أحرونو، بعنوان «تجدُّد القتال في غزة: ما هي الطريق لتحقيق الهدف؟».

وذكر آيلاند، يعتمد جوهر أيّ خطة عملانية على 3 بنود: "الهدف" - الذي يشكل جواباً عن السؤال: ماذا نريد أن نحقق؟ "المهمة"  -  وهي الجواب عن سؤال: ماذا يجب أن نفعل (من أجل تحقيق "الهدف") و"الأسلوب"- وهو الرد على سؤال كيف ننفّذ المهمة. الخطة الجيدة تتطلب انسجاماً بين هذه الأجزاء الثلاثة. هذا الأسبوع، بدأ الجيش الإسرائيلي بعملية "شجاعة وسيف"، في الوقت الذي لا يزال "هدفها" غير واضح. هناك أطراف رسمية تقول إن الهدف هو "تقويض حُكم حماس". والغموض في تحديد هدف الحرب يساعد السياسيين، لكنه يمكن أن يدفع الجيش إلى توظيف موارد في مهمات لا تخدم الهدف.


هناك 5 أسئلة يجب أن نطرحها على رئيس الأركان:


ما هو الهدف من الحرب في غزة؟


ما هو الوقت الذي سيستغرقه تحقيق الهدف؟


هل الهدف هو تقويض "حماس"، حينئذ، كيف نعرف أننا حققناه؟ وماذا سيجري بالضبط في الميدان؟ وماذا بعد انهيار "حماس"؟ هل سننتقل إلى مهمة أُخرى، أم سنبقى لنصبح قوة احتلال بكل معنى الكلمة؟


ما هي الأثمان المتوقعة لتحقيق الهدف من النواحي التالية: حياة المخطوفين؛ الإصابات في الجيش الإسرائيلي؛ الحاجة إلى تخفيض القوات في مناطق أُخرى، وخصوصاً في الضفة الغربية؛ والعبء الذي سيتحمله الاحتياطيون والثمن الاقتصادي.


والأهم هو: هل يوجد بديل آخر؟ هذا السؤال يعيدنا إلى السؤال عن الهدف من الحرب؟


وتابع: إذا كان الهدف الأكثر أهميةً هو إعادة المخطوفين، فمن الواضح أن هناك بديلاً ظاهرياً توافق عليه "حماس"، وهو إعادة المخطوفين دفعة واحدة، في مقابل إنهاء الحرب وخروج القوات الإسرائيلية من غزة. أكثر من ذلك، من الواضح كالشمس أن الطريق التي جرى اختيارها – الضغط العسكري، غير قادر على إعادة كل المخطوفين. حتى لو جرى الضغط على "حماس"، ووافقت (مثلاً) على تحرير خمسة، أو عشرة مخطوفين، في مقابل وقف إطلاق النار مدة 50 يوماً، فإن هذا الأمر لا يحلّ مشكلة 12-17 مخطوفاً من غير المحظوظين الذين لم تشملهم الصفقة. وإذا كان الهدف تقويض حُكم "حماس"، فهناك طريقة أقلّ تكلفةً لتحقيق ذلك. قبل أسبوعين.

وقال، قدمت مصر اقتراحاً يقضي بتولّي الدول العربية، وعلى رأسها مصر، المسؤولية عن غزة، وتحرص على إعادة إعمارها. لكن وزارة الخارجية الإسرائيلية سارعت إلى رفض الاقتراح. لقد كان علينا أن نقول للمصريين: "نعم، ولكن!" وأن إسرائيل ترحب بتحمُّل مصر مسؤولية غزة، بشرط أن تشمل هذه المسؤولية نزع سلاح القطاع. ويجب على الدول العربية أن تتعهد أن قواتها التي ستدخل إلى غزة ستدمر، بصورة منهجية، الأنفاق التي بقيت ومنشآت إنتاج السلاح الموجودة. وإذا تهاونت في هذه المهمة، فإن إسرائيل تحتفظ بحق مهاجمة الأهداف العسكرية. من غير الواضح ما إذا كانت الدول العربية ترحب بتولّي هذه المهمة، وهذا الأمر يتطلب مفاوضات، ومن الواضح أن الولايات المتحدة ستؤيد المطلب الإسرائيلي.


وأوضح، أنه قد يبدو كأن كل هذه الأسئلة يجب أن توجَّه إلى المستوى السياسي، وهذا خطأ. فرئيس الأركان يمثل المستوى الاستراتيجي، وليس العسكري فقط، ومن واجبه درس كل النواحي المتعلقة بتجدُّد الحرب، بما فيها النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وبعد دراسته هذه النواحي وحصوله على الإجابات الأكثر احترافيةً، من واجبه أن يعرضها على المستوى السياسي. صحيح أن الجيش يخضع لرئيس الحكومة، وعليه تنفيذ توجيهاته، لكنه ليس مجرد "متعهد تنفيذي"، ينفّذ ما يُطلَب منه فقط. إن كلّ مَن يفرّق بين دور المستوى السياسي، وهو ظاهرياً، تحديد أهداف الحرب، وبين المستوى العسكري الذي ينفّذ مهمة ترجمة هذه الأهداف إلى بنود "مهمة" و"أسلوب"، من المحتمل جداً أن يفشل. والتاريخ مليء بنماذج من هذا النوع، والسبب بسيط.


اختتم أن تحديد "أهداف الحرب" هو كلمات فقط. أمّا تحديد المهمات والأسلوب، فيتطلب معرفة حدود الإمكانات وكشف نقاط الفشل المحتملة، وفهم الأثمان المتوقعة للعملية العسكرية. لهذا السبب، يجب أن يشكل الهدف والمهمة والأسلوب كتلة واحدة، ويجب على رئيس الأركان، ضمن حدود القيود الأمنية في الميدان، أن يشرح للجمهور ما هو هدف الحرب، ولماذا يعتقد أن الطريق التي اختارها هي الصحيحة.

التعليقات (0)