صحيفة عبرية: نتنياهو يريد خلق حالة طوارئ في إسرائيل لذلك شن الحرب على غزة

profile
  • clock 20 مارس 2025, 6:35:51 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

نشرت صحيفة هآرتس، مقالًا للكاتب يوسي ميلمان، بعنوان استئناف الحرب أمر سياسي، نتنياهو يريد خلق الشعور بحالة الطوارئ اللانهائية.

وقال يوسي، عندما تقرر فجر أمس استئناف الحرب في غزة، تم استئناف مسيرة الغباء الإسرائيلية. حكومة إسرائيل مرة ثانية خرقت الاتفاق مع حماس بعد أن رفضت البدء في المفاوضات، كما ينص الاتفاق، حول المرحلة الثانية والمرحلة الثالثة والتقدم نحو وقف دائم لاطلاق النار. ولكن باستثناء الجانب القانوني والرسمي والمبدأ المهم بأن الاتفاقات يجب احترامها، حتى لو كانت لا تروق لك، ماذا سيفيد الهجوم الكثيف من الجو وتصفية عدد من زعماء حماس في المستوى المتدني والدخول البري المتوقع بعد ذلك؟.

وأضاف، أن هذه العملية بالتأكيد لن تعيد المخطوفين. وليس هذا فقط، بل هي تعرض للخطر الـ 22 مخطوف الذين تقدر الاستخبارات الإسرائيلية بأنهم على قيد الحياة، وهي تصعب على اعادتهم وإعادة الـ 37 جثمان المحتجزة في غزة.

وأوضح ميلمان، أنه بعد 16 شهر من القتال هناك شعور بأننا شاهدنا هذا الفيلم من قبل، المزيد من نفس الشيء. مرة أخرى تصفية، لكن في هذه المرة لقادة صغار في حماس والجهاد الإسلامي، حيث أن معظم الكبار تمت تصفيتهم. عمليات الاغتيال التي تحبها أجهزة الاستخبارات والجيش الإسرائيلي ويعتبرونها خلاصة كل شيء، موجهة في المقام الأول ضد القيادة المدنية من خلال الاعتقاد بأن ذلك سيسرع القضاء على حكم حماس.

وتابع: بعد اقتحام حماس في 7 أكتوبر، واعمال الذبح والاغتصاب والافعال الفظيعة، لم يكن خيار امام إسرائيل باستثناء شن الحرب. إسرائيل توحدت كرجل واحد واعتبرتها حرب من اجل الوطن. مئات آلاف رجال الاحتياط، كثيرون منهم من المحتجين ضد الانقلاب النظامي، تجندوا وهبوا للمعركة. ولكن كلما طالت الحرب، بعد أن رفض رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مناقشة “اليوم التالي”، وأي بديل سيكون في القطاع بدلا من حماس، هكذا أخذت الحرب تصبح زائدة مع مرور الوقت، و150 مقاتل على الأقل سقطوا عبقا. هذه المرة، في الجولة الحالية، يصعب إيجاد حتى أي قدر ضئيل من العدالة في قرار استئناف الحرب. من كل الجهات يدركون أن الامر يتعلق بقرار الخروج الى حرب غير ضرورية. الحديث لا يدور عن حرب يذهبون اليها والظهر الى الحائط. لا توجد هنا حرب من اجل الوطن، هذه حرب سياسية وهي تحدث بفضل الدعم الاعمى للرئيس الأمريكي ترامب لإسرائيل ولنتنياهو.

وقال يوسي، اهداف هذه الحرب كما يبدو هي خفية، لكنها واضحة جدا. إعادة ايتمار بن غفير وحزبه الى الائتلاف والى الحكومة، ومواصلة السير الحثيث نحو تشريع سريع هدفه الدفع قدما بتغيير طابع النظام في إسرائيل. المعارك أيضا استهدفت رفع صورة رئيس الأركان الجديد، الجنرال ايال زمير، كـ “قائد حرب”، جنرال عنيف، كما أراد الوزير الذي قام بتعيينه، يسرائيل كاتس، ووزراء اليمين.

وأضاف، أن هذا السلوك يقزم بشكل غير مباشر صورة سلفه المستقيل، هرتسي هليفي، رغم أنه في ولايته شن الجيش الإسرائيلي حرب انتقام، على الأقل في الأسابيع الأولى بعد 7 أكتوبر، وقتل آلاف الغزيين الأبرياء ودمر بشكل متعمد المباني السكنية والبنى التحتية المدنية.

وأوضح أنه عندما تسلم منصبه قال زمير إنه من اجل المحاربة حسب خطة الحرب التي تمت بلورتها فان الجيش الإسرائيلي بحاجة الى خمس فرق. ولكن معظم هذه الفرق سيأتي من قوات الاحتياط. وسيكون من المثير رؤية هي أيضا في هذه المرة ستكون استجابة عالية، أو أنه سيستمر منحى “الرفض الأبيض” لرجال الاحتياط بذريعة كل أنواع المبررات.

وتابع: أيضا في هذه المرة لا أحد في المستوى السياسي يضع لهذه العملية العسكرية هدف واضح، قابل للتحقيق، باستثناء الشعار الفارغ وهو اسقاط حكم حماس. أيضا على فرض أنه يمكن فعل ذلك فان نتنياهو والحكومة يرفضون ابلاغنا عن الذين كانوا يريدون رؤيتهم يمسكون بدفة الحكم بدلا من حماس في قطاع غزة. على فرض أنه سيكون مطلوب الدخول البري بحجم كبير، فانه يمكن مع ذلك أنه يوجد هنا هدف خفي حقا وهو احداث ردود متسلسلة. التسبب بتدمير كبير في غزة الى درجة التطهير العرقي أو “الترانسفير” الطوعي. مئات آلاف السكان في غزة لم يعد باستطاعتهم العيش على هذه الأرض. ولا حتى في مخيمات الخيام وفي أماكن الايواء. هم لم تردعهم التحذيرات ولم ينطلقوا نحو الحدود مع مصر نحو شبه جزيرة سيناء. هذه الفكرة اذا كانت، لا سمح الله، تخطر ببال أي أحد في إسرائيل، فانه بالتأكيد يمكن أن تتساوق مع خطة ترامب تهجير 2.3 مليون من السكان الى مصر، الأردن ودول أخرى.

وكشف أنه في الأسبوع الأول بعد 7 أكتوبر كان نتنياهو ينوي، ولم يخف ذلك، شن حرب طويلة بقدر الإمكان، حرب دائمة تستهدف خلق في الدولة الشعور بحالة الطوارئ اللانهائية. ولكن بسرعة ادرك أن الجمهور متعب وأنه لا يخرج بجموعه للنضال من اجل إعادة المخطوفين، وأنه يمكنه التخلي عنهم دون أن يضطر الى دفع ثمن سياسي وشخصي. نتنياهو يعتقد (حتى الآن هو محق) بأنه كلما طالت الحرب فانه هكذا ستزداد احتمالية بقائه في الحكم، حتى لو أن معظم المواطنين في إسرائيل يستجيبون لدعوة “اهدأوا، انهم يطلقون النار”.

هكذا أيضا الآن عند استئناف الحرب

 

اختتم ميلمان، أن حركات الاحتجاج، وبالطبع عائلات المخطوفين، اوضحوا بأنهم في هذه المرة لن يوقفوا النضال. ولكن فقط اذا عاد الجمهور الى الشوارع، ولم تكن استجابة كافية لرجال الاحتياط، فقط عندها ستتوقف هذه الحرب الزائدة والغبية، ولن تطول مدتها.

كلمات دليلية
التعليقات (0)