- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
طه الشريف يكتب: لماذا يحرص دعاة المدخلية وأشباههم على فك الارتباط بين الإسلام وبين مواطن الرجولة والمروءة؟!.. أحداث غزة نموذجا
طه الشريف يكتب: لماذا يحرص دعاة المدخلية وأشباههم على فك الارتباط بين الإسلام وبين مواطن الرجولة والمروءة؟!.. أحداث غزة نموذجا
- 26 نوفمبر 2023, 4:12:10 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
سؤالٌ لطالما جال بخاطري ولا أجد له إجابة، كيف استقرت مفاهيم الذل والخنوع وأصبحت أحد أهم أركان الفهم للمدخلية والجامية في مصر والخليج العربي لدين الإسلام؟! ومن أوصل هؤلاء ومعهم أشباه الرجال -أتباعهم- إلى قبول فك الارتباط بين الإسلام وبين مواطن الرجولة والمروءة؟! ولا أعرف أيِّ من شياطين الإنس والجنّ قد نجح في تجنيدهم وجعْلهم متصالحين مع أقبح المفاهيم التي تصطدم مع الفطرة السليمة؟!، ثم يتوهمون أن ما هم عليه من الإنحراف الفكري والنفسي قربة لله عزوجل -حاشاه- واتباعاً لنبيه وهو صلى الله عليه وسلم - برىء- من انحرافات هؤلاء..
والصفات التي يريدون إلصاقها بالإسلام لربما ناسبت غيره من بعض النحل والملل، لكنها لا تتناسب مع دين يحث أتباعه على العزة والكرامة، وأيات القرآن وسيرة النبي قد رسختا في نفس المسلم مواطن الإباء والرجولة بل أثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم على بعض مواقف المشركين من الشجاعة والمروءة رغم موتهم على الشرك مثل عنترة بن شداد العبسي وأبوالبختري بن هشام والمطعم بن عدي وغيرهم ممن أكْبَر فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مواقفهم المشرّفة وأثنى علي فعلهم وتمنى وجود بعضهم ليكافأهم على صنيعهم.
ولقد رخّص القرآن الكريم في الأثمان التي يدفعها المسلم مهما عَظُمت في سبيل عزة الإسلام ورفعة شأنه حتى ولو كانت "روحه" التي لا يملك أغلى منها في الحياة الدنيا "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة"الأية، وكذلك رفعت السنة من قدر الشجاعة والرجولة لدى المسلم في جهاده للعدو وفي صدعه بالحق وفي مواجهته للطغاة والمتكبرين كما في حديث " سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقلته"..
ولقد خرج بعض من ابتليت بهم ديار الإسلام من الخارجين على الفطرة السوية المتمسحين بأحاديث الطاعة لولي الأمر، وهي للحاكم مشروطة بطاعته لله ورسوله، كما أوضح الصديق "أبوبكر" في خطبة الخلافة: أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم!"، فلا طاعة عمياء لأحد كائنا من كان، وحتى أحاديث الطاعة قيلت فيمن أقام العدل وحمى بيضة الإسلام، ثم جاء الأمر بتحمل بعض مظالمه خشية انفراط عقد المسلمين!، لكنّ رؤوس التيار المدخلي جعلوا من أحاديث الطاعة صكاً لكل فاجر خبيث! يتحدثون عن الفتنة لمجرد التأفف الذي تصدره الشعوب ضجراً من ركام الخيانة والظلم التي غاص فيها حكامنا، وكنا نظن أن غرض هؤلاء هو صرف شباب المسلمين عن منازعة الأمراء والسلاطين فيما يخص شئون القطر الواحد، لكنهم تحركوا لرفع الحرج عن أولياء نعمتهم في خذلانهم لأهل "غزة"!، ولقد سمعت أحدهم يتحدث عن الصلح الذي عقده الولي الشرعي"محمودعباس"! مع اليهود كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم –أنظر للحماقة علاوة على التدليس- وأن حماس وأخواتها قد خرجوا عن الولي الشرعي!، ثم يخرج أحدهم بطلعتهم الكئيبة وأسلوبه السمج وصوته الجهوري، يوجه خطابه إلى المتحدث العسكري لكتائب عزالدين القسام قائلا: يا أباعبيدة جاهد بالسنن فإنه أعظم من الجهاد بالسيوف!، يا أباعبيدة إن كنت ضعيفاً فلك مندوحة في صلح كذا وكذا!ً، يا أباعبيدة ربي أمّة غزة، ربِهم على التوحيد، ليسعك يا أباعبيدة ما وسع نبيك إن كنت تابعاً له! علّم نساءها الحجاب، علمهنّ كيف يَمُتن على التوحيد"انتهى.
علاوة على كمّ المكر والتدليس اللتان فضحتا ذلك الشخص، فإن محاولته النيل من رمزية المتحدث العسكري للمقاومة المباركة "أبوعبيدة" في الوقت الذي اجتمعت عليه قلوب العالمين وقد رفع الله به معنوياتهم وأذهب ببشرياته حزنهم، وهم يتنسمون بياناته عن بطولات المقاومة وكما يقول اللواء"فايزالدويري" بالصوت والصورة!، خرج ذلك الشخص ليُخزّل الناس عن المقاومة وعن نجاحها في ايقاظٍ الوعي للمسلمين المغيبين في غياهب الذل والخنوع، بإدعاءات واهمة وجهالات مفضوحة، ثم يدعوه إلى تعليم الناس العقيدة! ولم يدري المسكين أن أطفال غزة أجلسوا المتكلمين من دعاة السلفية وشيوخ المدخلية والمتصدرين لدروس العقيدة -نظريا-! ليعطوهم الدرس العملي في كيفية الرضا بقضاء الله والتوكل عليه والثقة في موعوده ، ثم يقول في موضع آخر: ليسعك ما وسع نبيك إن كنت تابعاً له! ولا أدري ما الذي وسع رسول الله صلى الله عليه وسلم وغفل عنه المجاهدون وفطنّ له ذلك المخزّل؟! وأي صلحٍ يتحدث عنه لربما صلح ولي الأمر الشرعي"عباس"! كما يقول بعض منتسبي تلك العصابة التي عرفناها بسَلاطة اللسان، واستدارة البطون"الكرش"! وفظاظة العبارة، وفُجرالخصومة، وبلادة المشاعر حيال ما يحدث للمسلمين ليس في بلادهم واقطارهم فحسب بل مع اخواننا وتاج رؤوسنا من المجاهدين والمرابطين من أهل غزة وعسقلان والقدس.
عزاؤنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بشرهم منذ خمسة عشر قرنا خلت حينما قال "لا يضرهم من خذلهم". صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.