- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
طه الشريف يكتب: هذه هي المقاومة الفلسطينية لمن لا يعرفها ولمن يزايد عليها
طه الشريف يكتب: هذه هي المقاومة الفلسطينية لمن لا يعرفها ولمن يزايد عليها
- 4 يناير 2024, 11:35:36 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
جاءت عملية اغتيال الشهيد القائد "صالح العاروري" والقيادات القسّامية السبعة التي كانت برفقته وذلك خلال تواجدهم بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، لتؤكد بعض المعاني الهامة التي جهلها البعض وزايد عليها آخرون وهي :
1_أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ورفيقاتها من حركات المقاومة الأخرى انما هي مشروع شهادة في سبيل تحرير المسجد الأقصى -أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين- وليسوا طلاب دنيا كغيرهم من الملتصقين بكراسي الحكم المضحين بمبادئهم وقضيتهم بل وكرامتهم وإن برعوا في تصدير الأوهام وقلب الحقائق وصياغة الأكاذيب لشعوبهم التي ربما لم تدرك حقيقتهم، والبون شاسع بين من يتصدرون المشهد بثقة شعوبهم واختيارهم وبين من جاء رغم أنف شعبه وفي غفلة منه!، فالأول جاء من خلال الصندوق الإنتخابي، أهم أدوات العملية الديمقراطية التي بشرنا بها الغرب ونظّر لها أتباعه وأذياله ثم ما لبثوا أن أعلنوا كفرهم بها بعدما أتت بمن لا يرغبون كما حدث بعد فوز حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الإنتخابات التشريعية في 29يناير لعام 2006، أما الثاني فقد جاء محمياً بالوصاية غيرالكريمة لبعض القوى الإقليمية والدولية المعادية للمقاومة والمتماهية في خدمة المشروع الصهيوني.
2_جاءت العملية التي استهدفت القيادي البارز"صالح العاروري" بمثابة الحجر الذي ألقمته المقاومة في فم الأبواق التي ما فتأت تحاول التشهير برموز المقاومة وتتهمهم بما ليس فيهم وتحاول جاهدة أن تنال من مكانتهم في قلب الشعب الفلسطيني والعربي والإسلامي بل والشعوب الحرة التي انحنت إعجاباً لهؤلاء ممن ينامون على صهوة الخيل ولا يعرفون للنوم سبيلا، وهم في مرمى نيران أعتى الجيوش النظامية فتكأ وأكثر الأجهزة الإستخباراتية خبثاً واجراماً، ولقد اعتادت بعض المحطات الفضائية العربية في لسانها، العبرية في جوفها! أن تروج الأكاذيب والأراجيف عن شخوص المقاومة فتدّعي كذباً انهم يتقلبون في ترف العيش، وأن حساباتهم البنكية متخمة بالأموال، في نفس الوقت الذي يعاني فيه أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والشتات، ولربما سُربت صورة لحضور أحد قادة المقاومة مأدبة في ضيافة إحدى العواصم فيأخذون صورة المائدة ويحيكون حولها حادثة من الإفك الرخيص مخاطبين الرأى العام قائلين: هؤلاء هم قادة المقاومة انظروا حالهم!!
3_العدو الصهيوني لم يقم بما قام به من إعتداء على السيادة اللبنانية وهي الدولة العربية العضو في جامعة الدول العربية -لا داعي للكلام عن الأمم المتحدة!- إلا استخافاً بالنظام الرسمي العربي وبجامعة الدول العربية ذات المواقف المتناقضة! والتي علا صياحها واستنكارها للعملية العسكرية التي قامت بها تركيا في الداخل السوري أثناء مطاردتها للميليشيا السورية المعروفة بإسم "وحدات حماية الشعب الكردي YPG"، والمدعومة أمريكياً وغربياً، فلقد استنكرت الجامعة العربية (وعلى لسان أمينها السيد "أحمدأبوالغيط" بأشد عبارات الإستنكار حق تركيا في مطاردة تلك المليشيات الإرهابية، بدعوى أن في ذلك اعتداء على سيادة الدولة السورية - نسيت الجامعة أو تناست! الوجود الروسي والإيراني بجانب حزب الله! في سوريا- ونسيت كذلك أو تناست جرائم تلك المليشيات ذات الشراكة المجرّمة مع حزب العمال الكردستاني"PKK" العدو اللدود للدولة التركية وصاحب الأجندات الخاصة والمدعوم والممول -وبشكل معلن- من عدد من الدول الغربية من أجل زعزعة الأمن التركي واشغال أنقرة عن استقرارها وحقوقها الخارجية.
4_أثبت عملية الإعتداء على السيادة اللبنانية أن دولة الإحتلال الإسرائيلي فوق القانون الدولي وأن القرارات والعقوبات واجبة التنفيذ لم توضع ولم ولن تنفذ إلا في حق دول ما يسمى بالعالم الثالث في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة تلك الدول التي تجرأت على تحدى الإرادة الغربية وفي صدارتها إرادة البيت الأبيض كما فعلوا مع العراق وليبيا وأفغانستان..إلخ ، وأن الحديث عن مواثيق الأمم المتحدة والمجلس المعنى بحفظ الأمن والسلم الدوليين المعروف بمجلس الأمن مجرد كلام لا يعدو كونه حبراً على ورق! وأنه غير نافذ في حق دولة الإحتلال الصهيوني المحمية بالفيتو الأمريكي وبالتواطىء الغربي والتبلد الرسمي العربي مهما بلغت جرائمها!..
5_أثبتت العملية سعي رئيس الوزراء الإسرائيلي خلف أي نصر يقدمه للعصابة الإجرامية المكونة للإئتلاف الحاكم من الأحزاب المتطرفة ويقدمه كذلك لجمهوره ومؤيديه من أمة الشتات التي تشبعت بالعنصرية، ولقد كانت خطتهم المعلنة تشير إلى قائد قطاع غزة "يحيى السنوار" حيث كان على قائمة الإستهداف حتى جاءتهم الفرصة الأكبر متمثلة في نائب رئيس حماس نفسه، وأكدت العملية التي جرت وقائعها بالضاحية اللبنانية رغم المحاذير التي تعرفها اسرائيل جيداً فلربما استدرجت الواقعة حزب الله للدخول بقوة في مواجهة اسرائيل بعد تنفيذ الإعتداء على بيروت واستهداف شخصية كبيرة برمزية الشهيد صالح العاروري، إضافة إلى اعلان الإدارة الأمريكية براءتها من العملية واعلانها عبر متحدثها الرسمي بأن اسرائيل لم تخبرها بالأمر مسبقا ربما!، العملية جاءت تأكيد على مقدار الألم الذي حدث للكيان الصهيوني من معركة "طوفان الأقصى" وأن معركة السابع من أكتوبر قد سببت أوجاعاً وألاماً لتل أبيب يصعب تداركه! وأن اغتيال الشهيد "العاروري" محاولة من حكومة الحرب"نتانياهو.جالنت.زانكوت" لمعالجة أثارالهزيمة النفسية والمعنوية لجنود الإحتلال وظباطه!.