- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
عادل أبو هاشم يكتب: في يوم المرأة العالمي تحية إجلال وإكبار الى خنساوات فلسطين
عادل أبو هاشم يكتب: في يوم المرأة العالمي تحية إجلال وإكبار الى خنساوات فلسطين
- 7 مارس 2023, 7:45:08 ص
- 425
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
في محطة جديدة في مسيرة الشعب الفلسطيني الجهادية الممتدة على مدار أكثر من مائة عام ، ظهرت ظاهرة " خنساوات فلسطين " التي أرست قواعدها المجاهدة العظيمة الشهيدة مريم محمد فرحات " أم نضال فرحات" " النموذج الأبرز لجهاد الأم الفلسطينية المسلمة التي ما تركت التضحية لأن تكون خيالات وشعارات ، بل استطاعت أن تجعلها واقعاً يعيشه كل المراقبين لسيرة حياتها المجيدة .
هذه الأم الفلسطينية المجاهدة التي دفعت ولدها في ظلمات الليل لتجعل من جسده شعلة مضيئة على طريق تحرير فلسطين ، وهي التي أوت في بيتها ذات مرة القائد المجاهد الشهيد عماد عقل ، والتي كانت تستشعر أمومتها لكل مجاهد فلم تؤثر الصمت ، وظهرت في شريط الفيديو وهي تودع ابنها المجاهد وهي تعلم أنه لن يعود إليها .
لقد أسست هذه المرأة العظيمة مدرسة بأكملها .. بإيمانها .. بتواضعها .. بصبرها .. بثباتها ورباطة جأشها.. إنها حجة على الأمة جميعها ، وقفت شامخة بكل تواضع تدعو إلى الجهاد ، تدعو الأمهات وتدعو شعب فلسطين وتدعو المسلمين جميعـًا .
وفي المسيرة الجهادية للمرأة الفلسطينية خطت على نفس الطريق أم مجاهدة أعادت لشعبنا الفلسطيني كبرياؤة و كرامته ، إنها المجاهدة البطلة " أم عامر أبو عيشة " والدة المجاهد البطل عامر عمر أبو عيشة الذي تتّهمه قوات العدو الصهيوني مع المجاهد البطل مروان سعدي القواسمة بالمسؤولية عن خطف وقتل الجنود الصهاينة الثلاثة .
ذاقت " خنساء الخليل " الأم المجاهدة " أم عامر أبو عيشة " مرارة و ألم استشهاد ابنها المجاهد البطل زيد عمر أبو عيشة يوم الجمعة 18 / 11 / 2005 م ، والذي استشهد خلال محاولته اقتحام مستوطنة في مدينة الخليل ، ثم هدم العدو بيتها .
ثم استشهد ابنها الثاني المجاهد عامر ورفيق دربه المجاهد سعدي القواسمة في 23 /9 /2014م .
تقول الأم المجاهدة " أم عامر أبو عيشة " :
" لن يفاجئني شيء ، أعيش منذ 25 عاماً في مقاومة مستمرة ، الاحتلال أوجع قلبي حين قتل ابني زيد ، وقبلها شردني وأطفالي عندما هدم منزلي واعتقل زوجي ، لا يوجد وجع لم يجرّعني إياه الاحتلال من قبل لأخشاه اليوم ".
وفي الانتفاضة الثالثة " انتفاضة الاقصى " والتي يطلق عليها ب " ثورة السكاكين " والتي دشنها المجاهد الشهيد مهند شفيق الحلبي في 3 / 10 /2015 م ضد جنود العدو الاسرائيلي ومستوطنيه سواء بالدهس او بعمليات الطعن البطولية او من خلال اطلاق النار ، انبتت الارض الفلسطينية خنساوات كالجبال ، رسمن لوحات من الصمود الفلسطيني العظيم ، وكان شعارهن ان التحدي والصبر يقود للنصر .
ام مهند الحلبي وام عاصف البرغوثي وام باسل الاعرج وعشرات الخنساوات اللواتي تحكي كل واحدة منهن حكايات وملاحم بطولة وتضحيات وإباء لا مثيل لها في تاريخ المرأة .
وفي الأنتفاضة الرابعة " انتفاضة الأشتباك من نقطة الصفر" ظهرت الأم الفلسطينية وهي تحث ابنها على الصمود في قتاله جنود العدو قبل لحظات من استشهاده ..!!
أم إبراهيم النابلسي، و أم محمد الدخيل، وأم محمد العزيزي، وأم عبد الرحمن صبح، وأم تامر الكيلاني، وأم وديع الحوح، و أم عدي التميمي، وأم محمد جنيدي، و أم حسام أسليم، وعشرات الخنساوات على امتداد الوطن اللاتي اثبتن أن دماء الشهداء ستبقى بوصلة شعبنا، وشعلة لهيب ثورته، ووقوداً لاستمرار مسيرة المقاومة.
إن ظاهرة خنساوات " انتفاضة الأقصى، و خنساوات الأشتباك من نقطة الصفر " ليست حالات معزولة فردية او فريدة.
عشرات الخنساوات الفلسطينيات اللواتي تحكي كل واحدة منهن حكايات وملاحم بطولية وتضحيات لا مثيل لها في تاريخ المرأة .
فأم نضال فرحات ، وام عامر ابو عيشة وأم نبيل حلس ، وأم أحمد العابد ، و أم رضوان الشيخ خليل، و أم نافذ شهوان ، و أم إبراهيم الدحدوح ، و أم خالد الزهار ، و أم جهاد دوفش ، و أم جمال نصار ، وأم ثائر الكسبة ، وأم مهيوب أبو ليل ، وأم بكر سعيد بلال، و أم ناصر حميد، و أم عناد البرغوثي، و المئات غيرهن من خنساوات فلسطين يشكلن اليوم ثورة حقيقية على واقع الهزيمة والجبن والضعف والتردد .
إن شريط الذكريات توقف ليتحول إلى حقيقية حين نقف أمام التضحيات الجسام التي تقدمها الأم الفلسطينية المؤمنة التي تتقبل استشهاد فلذة كبدها بالزغاريد ، وتحمد الله وتشكره على هذه النعمة الذي انعم عليها الله بها .
إن هؤلاء النسوة من المجاهدات الفاضلات يشكلن مدرسة عظيمة لها ما بعدها ، فعطاءهن المتميز يشكل منعطفا تاريخيا في حياة الأمة بأسرها ، ونقلة نوعية في مفردات العمل الوطني .
لذا نحن اليوم أمام مرحلة جديدة لا تعرف التراجع ولو كان الثمن مهجة القلب وفلذة الكبد ، فهؤلاء المجاهدات قدمن أغلى ما يملكن لأجل فلسطين .
ففي فلسطين .. وفلسطين فقط
تحمل الأم ابنها مرتين ..!!
مرة في بطنها جنينا.
ومرة أخرى على رآسها شهيدأ..!
لقد أكدت " خنساوات فلسطين " مقولة الشهيد القائد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي :
" إن للوطن نساء يعرفن صناعة الرجال ، ورجالا يعرفون صناعة الموت " .
في اليوم العالمي للمرأة نوجه تحية تقدير وإجلال وإكبار لخنساوات وشهيدات فلسطين.