- ℃ 11 تركيا
- 22 ديسمبر 2024
عباس في الصين.. هل تلقي بكين بثقلها في عملية السلام؟
عباس في الصين.. هل تلقي بكين بثقلها في عملية السلام؟
- 14 يونيو 2023, 6:33:31 ص
- 356
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
يواصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، منذ الثلاثاء، زيارة للصين أثارت توقعات باحتمال أن تؤدي بكين دور وساطة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وحتى لم تؤد الزيارة إلى شئ فإنها ترسل رسالة دعم صيني قوية ستتردد صداها لدى شركاء بكين في منطقة الخليج العربي.
ذلك ما خصلت إليه شانون تيزي رئيسية تحرير موقع "ذا ديبلومات" (The Diplomat) الأمريكي في تحليلمضيفةً أن "بكين تسعى (في مواجهة مع الولايات المتحدة) إلى لعب دور أكبر في سياسات الشرق الأوسط والتنافس على موارد الطاقة".
ومنذ أبريل/ نيسان 2014، توقفت مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لأسباب بينها استمرار تل أبيب (حليفة واشنطن) في توسيع البناء الاستيطاني في الأراضي المحتلة وتنصلها من إقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 4 يونيو/ حزيران 1967.
وخلال زيارته الأخيرة لبكين في يوليو/ تموز 2017، التقى عباس مع نظيره الصيني شي جين بينغ، ووقَّع الجانبان "وثائق تعاون ثنائي في مجالات مثل الدبلوماسية والاقتصاد وتدريب الموظفين والثقافة". كما حضر عباس القمة الصينية العربية بالسعودية في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، حيث التقى مرة أخرى مع شي.
ولفتت شانون إلى أنه عند الإعلان عن زيارة عباس، التي تستمر أربعة أيام، قالت وزارة الخارجية الصينية إن بكين مستعدة للمساعدة في الوساطة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وتابعت الخارجية أن عباس "أول رئيس دولة عربية تستضيفه الصين هذا العام، في ظل عن الكثير من العلاقات الودية رفيعة المستوى بين الصين وفلسطين"، مضيفة أن "الصين ستواصل العمل مع المجتمع الدولي من أجل حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية".
وأكد وزير الخارجية الصيني تشين جانج أن "الصين تدعم استئناف محادثات السلام بين فلسطين وإسرائيل في أقرب وقت ممكن على أساس حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)"، ومستعدة للعب دور نشط في هذا الصدد."
طموح صيني
و"أثار طموح الصين المحتمل لمحاولة التوسط في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الدهشة في أبريل/ نيسان الماضي، عندما أجرى وزير خارجيتها مكالمتين هاتفيتين متتاليتين مع نظيريه الإسرائيلي إيلي كوهين والفلسطيني رياض المالكي"، وفقا لشانون.
وأضافت أن "تشين أخبر كوهين والمالكي بشكل منفصل أن الصين قلقة بشأن تصعيد التوترات بين إسرائيل وفلسطين، وحث الجانبين على استئناف محادثات السلام نحو حل الدولتين".
وقال تشين لكوهين: "لم يفت الأوان بعد لفعل الشيء الصحيح، والصين تشجع إسرائيل وفلسطين على إظهار الشجاعة السياسية، واتخاذ خطوة إلى الأمام لاستئناف محادثات السلام، ومستعدة لتسهيل الجهود في هذا الاتجاه".
وفي مايو/ أيار 2021، طرحت بكين مقترح خطة سلام من أربع نقاط لإحلال السلام هي: وقف إطلاق النار والعنف، وتقديم المساعدات الإنسانية مع قيام إسرائيل برفع الحصار عن قطاع غزة (مستمرة منذ صيف 2007) لضمان وصول المساعدات، والعمل النشط من جانب مجلس الأمن الدولي لتعزيز السلام، وفي نهاية المطاف استئناف محادثات السلام على أساس حل الدولتين في أقرب وقت ممكن لإنشاء دولة فلسطين المستقلة التي تتمتع بسيادة كاملة وعاصمتها القدس الشرقية وعلى أساس حدود 1967.
رسالة دعم
في حين تتمتع الصين وإسرائيل بعلاقات قوية، لا سيما في القطاع الاقتصادي، بحسب شانون، "تركز الكثير من الدبلوماسية الصينية الأخيرة في الشرق الأوسط على الدول العربية".
وأردفت: "وحتى لو لم تؤد زيارة عباس إلى أي شيء آخر، فإن استضافته في فترة متوترة بشكل خاص في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ترسل رسالة دعم قوية ستتردد صداها لدى شركاء الصين العرب في منطقة الخليج".
وأضافت شانون أن "أحدث عملية اقتحام صينية للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني تأتي بعد أن لعبت الصين دور وساطة ناجح بين إيران والسعودية، حيث استضافت محادثات بين الخصمين الخليجيين أسفرت عن استعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما في مارس/ آذار الماضي".
وهذه الخطوة أنهت قطيعة استمرت 7 سنوات بين بلدين يقول مراقبون إن تنافسهما على النفوذ أجج العديد من الصراعات في أنحاء منطقة الشرق الأوسط.
وقالت شانون إنه "كان يُنظر إلى هذا التطور على أنه انتصار دبلوماسي للصين، حيث ترى دول الخليج العربية أن الولايات المتحدة تنسحب ببطء من المنطقة". ويرى مسؤولون عرب أن واشنطن باتت تعطي الأولوية لمواجهة نفوذ الصين المتصاعد في منطقة المحيطين الهندي والهادئ والتصدي لغزو روسيا المستمر لجارتها أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022.
المصدر | شانون تيزي/ ذا ديبلومات