- ℃ 11 تركيا
- 21 نوفمبر 2024
عبدالعزيز عاشور يكتب : لماذا سوريا بعد العراق
عبدالعزيز عاشور يكتب : لماذا سوريا بعد العراق
- 6 أبريل 2021, 10:40:04 م
- 994
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
#لماذاسوريابعد_العراق ؟
#ولماذاسدالنهضة ؟
••••••••••••••••••
تثبت اﻷحداث خلال العقود الماضية أن القوة المسيطرة والمتحكمة الى حد بعيد فى تحريك خيوط الصراع فى المنطقة والعالم هى الصهيونية العالمية ممثلة فى كيانها القائم على ارض فلسطين وظهيرها القوى المتمثل فى الغرب بقيادة الولايات المتحدة ..
فى التاريخ القريب يتحدث الناس عن بروتوكولات حكماء صهيون ..
والحقيقة أن المسألة أعمق وأعقد وأقدم كثيرا من هذه البروتوكولات ..
ازاى ..
اليهود كما المسلمون لا يتحركون وفق أوامر الله التى جاءت فى كتابه المنزل على محمد وموسى صلوات الله عليهما وإنما يتحركون وفق تراث فقهى صنعه اﻷحبار وما يسمى بالفقهاء ..
التلمود وباقى تراث اليهود يتحدث عن أن المسيح عليه السلام سينزل من السماء فى صورته البشرية ليقود ( المؤمنين ) اليهود فى حرب طاحنة ضد الكفار وبعد أن يقضى على الكافرين فى اﻷرض ولا يبقى على ظهرها سوى المؤمنين ( اليهود ) فإنهم والعالم بأسره سيعيشون ألفا من اﻷعوام السعيدة يزيد فيها النماء ويكثر فيها الخير وتنعدم فيها الشرور ..
بس فيه شرط واحد عشان السيد المسيح ينزل وفق زعم تراثهم ..
ايه هو الشرط ده ؟
أن يتم بناء هيكل النبى سليمان ..
ولا يمكن بناء الهيكل الا على أنقاض المسجد اﻷقصى بعد هدمه ﻷن الهيكل وفق زعم تراثهم مكانه ومستقره تحت المسجد اﻷقصى ..
( ده سبب استمرار حفر اليهود اسفل اﻷقصى من 67 وحتى اﻵن بحثا عن الهيكل او أثره )..
وﻷن هدم اﻷقصى يمكن أن يجر على اليهود متاعب لا قبل لهم بها من المسلمين فيصبح لزاما على اليهود أن يبذلوا قصارى جهدهم ومكائدهم لإضعاف المسلمين وإنهاكهم وتمزيقهم حتى إذا حانت لحظة هدم اﻷقصى لم تكن لديهم قدرة لا على الدفاع عنه ولا على محاولة الحاق اﻷذى باليهود ..
وهذا لن يتأتى وفق زعم تراثهم الا بالترتيب لنشوب حرب كونية بين الشرق والغرب تدور رحاها على أرض الشام ويحارب فيها العرب الى جانب الغرب وينتصر الغرب فى هذه الحرب الكونية على الشرق انتصارا كبيرا ويصبحون القوة الوحيدة فى العالم بلا منازع ..
ومن ثم تحين لحظة هدم اﻷقصى وبناء الهيكل ..
وحينها يكونون قد حققوا المشيئة اﻹلهية وفق زعم تراثهم ..
العجيب بقى ان تراثنا الفقهى يحوى نفس النصوص تقريبا مع اختلاف بسيط جدا فى بعض التفاصيل والمسميات ففى التراث الفقهى أن المسيح سينزل ليقود المؤمنين اللى هما المسلمين للقضاء على اليهود ..
لكن باقى التفاصيل من حيث أن حربا كونية ستنشب بين الشرق والغرب يقاتل فيها العرب الى جانب الغرب وينتصر فيها الشرق ثم يخرج المهدى المنتظر الذى يأتيه المدد من أصحاب الرايات السود من الشرق فيقاتل الغرب فى ارض الشام وينتصر عليهم ثم ينزل المسيح ويصلى خلف المهدى فى دمشق وتستكمل اﻷحداث نفسها ..
لو راجعت كتب التراث ستجد الكلام مفصلا ..
وربما كان هذا هو سر الرايات السود التى ترفعها كل جماعات القتال فى كل مكان تأثرا وإيمانا بما جاء فى كتب التراث ..
مين اللى نقل عن التانى ؟
الإحتمال الأكبر أننا من نقلنا عنهم ..
لكن نفس التراث الفقهى يحدثنا ويروى ان رسول الله صلوات الله عليه قال :
" لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبرا بشبر حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه وراءهم "
وقد تفسر رواية الحديث هذه سر التشابه بين النصوص التراثية عند المسلمين واليهود معا وسر اتباع كل منهما لنصوص التراث والبعد عن نصوص القرآن والتوراة ..
أما لماذ سوريا ومن قبلها العراق ؟..
فالمطلوب أن يحقق اليهود نبوءات تراثهم التى هى فى اعتقادهم تمثل المشيئة اﻹلهية ولكن بأقل قدر من الضرر وأقل عدد من الخسائر فى صفوفهم ولكى يتحقق هذا الشرط لا بد أن يكون عدوهم فى أضعف حالاته ..
ولم يكن العدو الظاهر متمثلا الا فى دول ثلاث ..
العراق
سوريا
مصر
فهى الدول ذات القدرات البشرية والعسكرية والحضارية الأكبرفى المنطقة..
وبما أن القوة المصرية قد سبق أن تم تحييدها ولو مؤقتا بإتفاقية كامب ديفيد فسيتم الإكتفاء بالإضعاف الداخلى بطريقة أوبأخرى الى أجل قريب ..
والعجيب أنك تجد فى تراثنا المتوارث روايات منسوبه لرسولنا الكريم تتحدث عن :
( يحاصر الروم العراق فيمنع عنه الكيل والدينار ثم يحاصر الروم الشام فيمنع عنه الكيل والدرهم ثم يحاصر الروم مصر فيمنع عنها الكيل والدينار )
خلى بالك من ترتيب الأحداث ..
ولما كانت سوريا خلال السنوات العشر اﻷولى من القرن الحادى والعشرين قد حققت معدلات نمو غير مسبوقة ووصلت فى انتاجها الزراعى وخصوصا القمح الى اﻹكتفاء الذاتى بل وبدأت فى إهداء شحنات من القمح ﻷشقائها فقد رأت الصهيونية العالمية أن الشعب السورى لو ترك وشأنه لقويت شوكته وزاد من تقدمه انتاجيا على المستوى الصناعى والزراعى بحيث من الممكن أن تقوى شوكته ويتأجل معها تحقيق حلمهم ..
وهو نفس ما سبق مع العراق ..
فبعد تحييد الجيش الأكبر فى المنطقة باتفاقية كامب ديفيد أصبح العراق بقوته العسكرية والإقتصادية مصدر خطر وتهديد للكيان الصهيونى بحيث أصبح لزاما التخلص منه ..
أولا بتوريطه فى حرب دامية مع الجارة ايران استنزف فيها اقتصاده ودماء أبنائه كما حدث مع الطرف الثانى للحرب وتم دعمه بالذخيرة والسلاح لتستمر الحرب لسنوات ثمان ..
وثانيا إغراؤه على اجتياح الجارة الكويت ..
وثالثا حصاره والإجهاز عليه وإخراج العراق من المعادلة ..
وبعد أن تضافرت جهودهم وأذنابهم من صهاينة العرب وتم خلال بضع سنوات تمزيق سوريا فعليا بين كلاب الارض وتدمير مقدراتها رأوا أنه قد حان وقت القطب الثالث والأكبر مصر والتى يرونها فى أدبياتهم أنها تمثل الجائزة الكبرى ..
فكانت فكرة مشروع سد النهضة بإثيوبيا ..
مشروع يمكن بعد اكتماله أن يكون مفتاح الحياة والموت لمصر بأيدى من بيده قرار السد ..
ومع ملاحظة حجم ونوعية الرابطة القوية التى تحكم العلاقة بين اسرائيل واثيوبيا وخصوصا فى مسألة سد النهضة بدءا من توفير الدراسات والتمويل وليس انتهاء بتوفير الحماية للسد يتأكد أن مفتاح السد هو تل أبيب ..
ويتم إنشاء سحارات تحت القناة تمهيدا لنقل المياة الى سيناء تمهيدا لما هو آت رغم أن الوادى والدلتا يعانيان من شح المياة،
وحيث فشلت اتفاقية كامب ديفيد وملاحقها من تحقيق نقل مياة النيل للكيان الصهيونى بسبب رفض الشعب المصرى ..
أما اذا اكتمل بنلء السد فلن يكون أمام المصريين حينئذ سوى المفاضلة بين الموت عطشا او تمرير المياة لإسرائيل ..
حتى لو كان ما يتم ترويجه والحدث عنه بشأن سد النهضة مبالغ فيه ومتجاوز للواقع ..
فهل حانت اللحظة أم أن أحلامهم يمكن أن تضيع على أرضية استفاقة العرب من غفلتهم
هذا ما ستبينه أحداث اﻷيام القادمة ..