من النظرات دى اتعلمنا ازاى نتحمل ونتحدى الصعاب رغم تقلبات اﻷيام ...

عندما كنت أعمل ببنك القاهرة فرع طلعت القاهرة رئيسا لقسم الكامبيو الخارجى بداية الثمانينات سألتنى زميلة بالقسم فقالت :

أنا عمرى ما شفت واحد من الفلاحين دايما يتباهى ويفخر إنه م الفلاحين غيرك وعايزة أفهم انت ليه فخور قوى كده بكونك ابن فلاح ؟

زميلتى دى كانت بنت واحد من الكبار بمعايير ذلك الزمان كان أبوها صاحب معرض سيارات .. وكانت متزوجة من نجل وزير سابق ومولودة ومتربية فى الدقى أحد أرقى الأحياءالمصرية حينها ...

وأنا مولود ومتربى فى الفلاحين ..

قلت لها شوفى يا ستى ..

أبويا طول عمره راجل على قد حاله وربنا رزقه من اﻷبناء خمسة ..

أصر على تعليمهم رغم صعوبة النفقات عليه ..

ورفض ف الستينات عرضا للعمل فى ألمانيا الغربية حيث كان خالى الوحيد مستقرا هناك وقال ل خالى كلمة مش قادر أنساها .. 

قال له لو رجعت من ألمانيا ب شوال فلوس ورجعت لقيت عيل بايظ واللا فسد ف التعليم ح أعمل ايه بالفلوس ؟

واستمر الراجل يشتغل ويشقى ويحرم نفسه عشان يربى عياله ويطلعهم بهوات زى ما بيتمنى ..

تخيلى لو أبوكى بيصرف عليكى ألف جنيه فى السنة وأبويا بيصرف عليا 100 جنيه مين اللى صرف أكتر ؟

قالت لى بابا طبعا ..

قلت لها ﻷ .. إنتى غلطانة ﻷن اﻷلف جنيه اللى صرفهم أبوكى لا يمثلوا من دخله ولا 1%  

إنما ال 100 جنيه بتوع ابويا دول بيمثلوا نسبة كبيرة من دخله المتواضع وكمان بيحرم نفسه من الضروريات عشان يعرف يوفرها لواحد من أولاده ..

يبقى مين فينا أبوه صرف أكتر على إبنه ؟

ومين يستحق إن إبنه يفخر بيه أكتر م التانى ؟

ردت بعفوية فقالت :   

                          كده أنا فهمت .. أبوك طبعا ..

رحمك الله يا أبى وأسكنك فسيح جناته ..

ورحم الله كل اﻵباء واﻷمهات وجزاهم عن أبنائهم وما قدموه خيرا ..

ملحوظة: 

الصورة دى مرسومة بريشة أخى الأصغر المهندس نبيل عاشور شفاه الله