- ℃ 11 تركيا
- 24 نوفمبر 2024
عبدالله العقاد يكتب: الشعب قائد مسيرة الثورة..
عبدالله العقاد يكتب: الشعب قائد مسيرة الثورة..
- 4 فبراير 2022, 4:38:06 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
الثورة قانون المرحلة.. كثيراً كنا قد ما سمعنا هذا الشعار الذي ارتبط بأحد قادة حركات المقاومة الفلسطينية، وربما لم نقف عنده طويلاً من التحليل التفكير لنتدبر المعاني التي يزدخر بها.
إذا وقع الاحتلال_ أي أصبح واقعاً_ وبأي شكل جاء؛ لأن الاحتلال في كثير من الأحيان يأتي في ثوب المدافع أو المساعد أو الصديق..، ولا يأتي غازياً معتدياً فجاً إلا قليلاً.
لو أخذنا مثلاً عالمنا العربي لوجدنا أن الاحتلال الفرنسي البريطاني احتلنا تحت قناعة أنه سيمنحنا الاستقلال عن السلطنة العثمانية..
كنت أجد لازماً أن تحل الفصائل ذاتها أو ترجع خطوتين في الضفة الفلسطينية؛ لأنها أصبحت في الواقع عبء على الثورة، وتترك الشعب يواجه عصابات التنسيق الأمني كما يواجه الاحتلال حتى تعود الثورة لدورة حياتية جديدة في مواجهة الاحتلال، "كما هي الآن تتشكل في غزة، شعب أولاً ثم أحزاب وقوى ثم وإطار تنسيقي تشاركي
بالعودة إلى القانون، إذا وقع الاحتلال وجبت الثورة (المقاومة) أو الحرب الشعبية، فهي ملازمة لبقاء الاحتلال، وتبقى في دوران مع المعلول وجوداً وعدماً..
واعلم أن الذي يحدثك عن المقاومة بسوء في الحالة الوطنية، فهو إما جاهل يجب تعليمه أو جاسوس وجب نفيه بأي شكل كان هذا النفي.
لأن، المقاومة ليست خياراً كما يكرر البعض، بل قانون لا بديل عنه، وهي حق أصيل للشعب المقهور بالاحتلال، والشعب وحده له هذا الحق، أن يقاوم بأي شكل يجد تأثيره على الاحتلال، وبأبلغ ما يكون التأثير.
وفي مرحلة ما تتشكل الجماعات والحركات والمجاميع الثورية..؛ لتعطي الثورة البعد التنظيمي، وضمان فاعلية أكبر وتأثير أشد.
وتستمر حالة التطور لتبلغ مرحلة أن الفصائل التي انتجتها الثورة تجد نفسها أمام الحاحة لتنسيق الفعل الثوري لدفع التعارض، ولضمان تأثير أكبر، وفعل ثوري أشد، وكي ينتظيم العمل المقاومة بما يقوي بعضه بعضاً.
ولكن، إذا أصبحت الأداة التنسيقية عبء على الأحزاب أو الأحزاب وهي عبء على الشعب تهدظ أو تصادر حقه الأصيل في المقاومة، فمن واجب الشعب أن يتحرر منها، ويسقط اعتبارها الوطني، ويستمر في الثورة.
فقد يسقط الفصيل أو التنسيقية كلها في ممارسة الخيانة تحت تبريرات يسوقها ولا ينقطع عنها من أن العدو قوي وأن الأنظمة العربية متآمرة على قضيتنا، وإن دول كبرى تدعم الاحتلال.. كل هذا ليس للوقوف على الواقع بل لتبرير الخيانة التي يعطيها ألقاباً وطنية، مثل المشروع الوطني، نعم تصبح ذات الخيانة عندهم مشروعاً وطنياً وليس فقط وجه نظر !
ويغرق هؤلاء الساقطون عن طريق الثورة في حالة شوفانية في استخدام تاريخهم الثوري الأول_ قبل السقوط_ ليدفعوا به عن نفسه عار الخيانة التي حلت بهم، ويواصلون هذا المسلسل من السقوط باتهام المؤمنون بالثورة بعدم الفهم، وأنهم أدوات لآخرين.. وغير ذلك من اتهامات لا تنقطع.
قد تبلغ صورة المشهد الخياني نهايته عندما يعمل هؤلاء الذين يزعمون الثورة فعل الاحتلال بالشعب، مقابل أن يمدهم بالبقاء ليواصلوا الخيانة..، وتنطفئ هنا لك الثورة، إلا أن يتصدى (الشعب) وليس الفصائل التي سيلحق بعضها به عندما تترجح كفته.
وذلك، لأن الفصائل_ أو الكثير منها_ عندئذ قد تقع في قبول التبرير الذي يدعيه الغاوون حتى لو لم تكن مقتنعة، أو تعذر فعل الخيانة حتى وهي لا تجد العذر، خشية أن تُتهم بشق عصا الجماعة أو بإثارة الفرقة..؛ فتنكفئ عن مواجهة فتنة الخيانة، التي يسمونها في سلطة العار بالتنسيق الأمني.
لهذا كنت أجد لازماً أن تحل الفصائل ذاتها أو ترجع خطوتين في الضفة الفلسطينية؛ لأنها أصبحت في الواقع عبء على الثورة، وتترك الشعب يواجه عصابات التنسيق الأمني كما يواجه الاحتلال حتى تعود الثورة لدورة حياتية جديدة في مواجهة الاحتلال، "كما هي الآن تتشكل في غزة، شعب أولاً ثم أحزاب وقوى ثم وإطار تنسيقي تشاركي."