- ℃ 11 تركيا
- 4 نوفمبر 2024
عبدالوهاب المسيري: المفكر الموسوعي ونبوءاته حول الصهيونية و"اليهودي الوظيفي"
في ذكرى ميلاده السادس والثمانين
عبدالوهاب المسيري: المفكر الموسوعي ونبوءاته حول الصهيونية و"اليهودي الوظيفي"
- 25 أكتوبر 2024, 9:32:31 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تزامن هذا الشهر مع الذكرى السادسة والثمانين لميلاد المفكر الكبير الدكتور عبدالوهاب المسيري، احد أبرز المفكرين الموسوعين في التاريخ العربي، وواحد من أهم المنظرين في قضايا الهوية والتصدي لخطر الصهيونية.
ففي أكتوبر من عام 1983، ولد المفكر المصري عبد الوهاب المسيري في مدينة دمنهور عاصمة محافظة البحير، شمالي مصر. تلقى تعليمه الأولي (الابتدائي والثانوي) في مقر نشأته.
وفي عام 1955 التحق بقسم اللغة الإنجليزية كلية الآداب جامعة الإسكندرية وتخرج عام 1959 وعين معيداً فيها عند تخرجه. سافر إلى الولايات المتحدة عام 1963 حيث حصل على الماجستير في الأدب الإنجليزي المقارن من جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك عام 1964، وعلى الدكتوراه من جامعة رتجرز بنيوجيرزي عام 1969.
في هذا التقرير نسلط الضوء على مسيرة المفكر الراحل الدكتور عبدالوهاب المسيري، الذي تتزامن ذكرى ميلاده السادسة والثمانين مع مرور عام على المجازر الصهيونية وحرب الإبادة الجماعية التي يشنها العدو الصهيوني على الشعب الفلسطيني وقطاع غزة.
من هو عبدالوهاب المسيري؟
الدكتور عبد الوهاب المسيري هو مفكر وعالم اجتماع مصري وُلد عام 1938 وتوفي عام 2008. اشتهر بدراساته العميقة حول الصهيونية واليهودية والفكر الغربي. حصل على درجة الدكتوراه في الأدب الإنجليزي من جامعة روتجرز في الولايات المتحدة، وكان له اهتمام واسع بالفكر الغربي والنقد الثقافي.
أبرز أعماله هي موسوعته الشهيرة "موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية"، التي تعد مرجعًا مهمًا في دراسة الحركة الصهيونية واليهود في التاريخ والفكر. المسيري كان ناقدًا للحداثة الغربية، وركز في كتاباته على التحليل النقدي للعديد من المفاهيم التي تؤثر على المجتمع والإنسانية.
بالإضافة إلى عمله الأكاديمي، كان له تأثير واسع في الحياة الثقافية والسياسية في مصر والعالم العربي، ودافع عن العديد من القضايا المتعلقة بالعدالة الاجتماعية والسياسية.
نشأته وتعليمه
الدكتور عبد الوهاب المسيري وُلد في مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة في مصر عام 1938. نشأ في بيئة مصرية تقليدية، وكانت عائلته مهتمة بالعلم والثقافة، مما ساهم في تشكيل وعيه الفكري منذ الصغر. التحق بمدارس دمنهور، وظهر اهتمامه المبكر بالأدب والفكر.
بعد إنهاء تعليمه الثانوي، التحق المسيري بكلية الآداب في جامعة الإسكندرية، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي عام 1959. لاحقاً، سافر إلى الولايات المتحدة لمواصلة دراساته العليا، وحصل على الماجستير من جامعة كولومبيا عام 1964، ثم على درجة الدكتوراه من جامعة روتجرز في الأدب الإنجليزي والمقارن عام 1969.
كان تعليمه الأكاديمي في الولايات المتحدة فترة مهمة في تشكيل رؤيته النقدية، حيث تأثر بالمفكرين الغربيين، ولكن في الوقت نفسه بدأ في تطوير رؤية نقدية للفكر الغربي والحداثة. هذا الجمع بين الدراسة الأكاديمية في الغرب والاهتمام بالقضايا الفكرية والثقافية العربية شكل الأساس لفكره الموسوعي والنقدي لاحقاً.
مؤلفات عبدالوهاب المسيري
للدكتور عبد الوهاب المسيري العديد من المؤلفات التي تغطي مواضيع متعددة تتعلق بالفكر الاجتماعي والسياسي والثقافي.
من بين أبرز مؤلفاته:
موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية: تعد هذه الموسوعة واحدة من أهم أعماله، حيث تناول فيها تاريخ اليهودية والصهيونية وتحليلها من زوايا متعددة.
الحداثة وما بعد الحداثة: يدرس فيه مفاهيم الحداثة وما بعدها، مع نقده للحداثة الغربية وتأثيراتها على المجتمعات.
تاريخ الحركة الصهيونية: يتناول فيه تطور الحركة الصهيونية وأثرها على القضية الفلسطينية والعالم العربي.
رحلة التنوير: يناقش فيه قضايا التنوير وعلاقته بالثقافة العربية.
فلسفة الحضارة: يستعرض فيه الفكر الغربي والحضارات المختلفة وتأثيراتها على الإنسان.
مفاهيم في الفكر الإسلامي: يتناول فيه بعض المفاهيم الأساسية في الفكر الإسلامي وتأثيرها على المجتمع.
الإسلام والعلمانية: يناقش فيه العلاقة بين الدين والعلمانية في العالم العربي.
الحضارة العربية في مواجهة الحداثة: يتناول فيه الصراع بين القيم العربية التقليدية ومتطلبات العصر الحديث.
بالإضافة إلى هذه الكتب، له العديد من المقالات والدراسات التي تناولت مواضيع سياسية وثقافية ودينية، مما يجعله واحدًا من أبرز المفكرين العرب في القرن العشرين.
جوائز حصل عليها المسيري
حصل الدكتور عبد الوهاب المسيري على عدة جوائز وتكريمات خلال حياته تقديرًا لإسهاماته الفكرية والثقافية.
ومن أبرز الجوائز التي حصل عليها:
جائزة الملك فيصل العالمية في الأدب (2003): نالها تقديراً لإبداعه الفكري ومؤلفاته في الأدب والدراسات الثقافية.
جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية (2004): مُنحت له من قبل الحكومة المصرية تكريمًا لإسهاماته في مجالات العلوم الاجتماعية والفكر.
جائزة ابن رشد للفكر الحر (2008): تم منحه هذه الجائزة بعد وفاته تقديرًا لمساهماته الفكرية وتعزيز القيم الثقافية والحرية الفكرية.
بالإضافة إلى هذه الجوائز، حظي المسيري بتقدير كبير من قبل المثقفين والباحثين في العالم العربي وخارجه، وترك إرثًا فكريًا أثرى الحركة الفكرية في العالم العربي.
أبرز نشاطات عبدالوهاب المسري
كان الدكتور عبد الوهاب المسيري ناشطًا في العديد من المجالات الفكرية والسياسية، وله نشاطات بارزة في عدة مجالات:
الأبحاث الأكاديمية: قاد العديد من الأبحاث والدراسات المتعلقة بالصهيونية واليهودية، وأسهم في نشر الوعي حول هذه المواضيع من خلال مؤلفاته ودراساته.
المحاضرات والندوات: شارك في العديد من المحاضرات والندوات العلمية والثقافية في مختلف الجامعات والمؤتمرات داخل وخارج مصر، حيث ناقش قضايا الفكر العربي المعاصر والحداثة.
التدريس: عمل كأستاذ جامعي، حيث قام بتدريس الأدب الإنجليزي والفكر الاجتماعي في عدد من الجامعات، مثل جامعة الإسكندرية وجامعة الملك سعود.
النشاطات السياسية: كان له دور فعال في النشاطات السياسية والثقافية في مصر، حيث كان معارضًا للنظام المصري في فترات معينة، واهتم بقضايا حقوق الإنسان والحريات.
التأثير على الشباب: ألقى محاضرات وشارك في برامج تعليمية تهدف إلى تنمية الوعي الفكري والثقافي لدى الشباب، وكان له تأثير كبير على جيل من المفكرين والباحثين.
المشاركة في الحياة العامة: كان جزءًا من العديد من النقاشات العامة حول قضايا العرب والمسلمين، سواء من خلال الكتابة أو المشاركة في الفعاليات الاجتماعية والسياسية.
إنشاء مركز دراسات: أسس "مركز الدراسات والأبحاث" الذي يهدف إلى تعزيز البحث الأكاديمي في القضايا الاجتماعية والسياسية والثقافية.
تُظهر هذه النشاطات التزامه العميق بالقضايا الفكرية والاجتماعية، ورغبته في تعزيز الوعي الثقافي والسياسي في العالم العربي.
النشاط السياسي للمسيري
نشاط الدكتور عبد الوهاب المسيري السياسي كان متنوعًا ومعقدًا، حيث تأثر بشكل كبير بالواقع السياسي والاجتماعي في مصر والعالم العربي.
وهذه بعض جوانب نشاطه السياسي:
المعارضة للنظام: كان المسيري ناقدًا للأنظمة السياسية في مصر، خاصة خلال فترة حكم الرئيس حسني مبارك. عبّر عن آرائه بشكل علني في العديد من المناسبات، ودعا إلى الإصلاحات السياسية والاجتماعية.
قضايا حقوق الإنسان: كان مهتمًا بقضايا حقوق الإنسان والحريات العامة، وعبر عن دعم للحقوق السياسية والاجتماعية في مصر. انتقد انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد وسعى لتعزيز الديمقراطية.
القضية الفلسطينية: اهتم المسيري بشكل خاص بالقضية الفلسطينية، حيث اعتبرها جزءًا أساسيًا من الصراع العربي الإسرائيلي. كتب العديد من المقالات والكتب التي تناولت الصهيونية وتأثيرها على فلسطين والعالم العربي.
المشاركة في الفعاليات السياسية: شارك في العديد من الفعاليات السياسية والندوات التي تناولت قضايا الساعة، وعُرف بمواقفه المدافعة عن حقوق الشعوب العربية في تقرير مصيرها.
النشاط في الحركات الإسلامية: كان له تفاعل مع بعض الحركات الإسلامية، حيث دعم بعض الأفكار والمبادئ التي تتعلق بالهوية الإسلامية، وكان معارضًا للفكر العلماني المتطرف.
التأثير على المثقفين والطلاب: من خلال محاضراته وكتاباته، أثر المسيري على جيل من المثقفين والطلاب، وشجعهم على التفكير النقدي والمشاركة الفعالة في الشأن العام.
المؤتمرات الدولية: شارك في مؤتمرات دولية تناولت القضايا العربية، حيث كان يمثل صوتًا مستقلًا يعبر عن التوجهات الثقافية والسياسية للعالم العربي.
إجمالاً، كان المسيري شخصية بارزة في الساحة السياسية والفكرية، حيث جمع بين النقد الثقافي والمواقف السياسية، مما جعله واحدًا من المفكرين المؤثرين في العالم العربي.
اهتمامه بالقضية الفلسطينية
كان للدكتور عبد الوهاب المسيري اهتمام عميق بالقضية الفلسطينية، حيث اعتبرها واحدة من أهم القضايا السياسية والاجتماعية في العالم العربي.
وهذه بعض الجوانب الرئيسية لاهتمامه بالقضية الفلسطينية:
الكتابات والدراسات: كتب العديد من المقالات والكتب التي تناولت تاريخ فلسطين والصهيونية. أبرز مؤلفاته في هذا السياق هي "موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية"، حيث قدم تحليلاً دقيقاً لتاريخ الحركة الصهيونية وتأثيرها على فلسطين.
النقد للصهيونية: كان المسيري ناقدًا شديدًا للصهيونية، حيث اعتبرها حركة استعمارية تهدف إلى اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه. قدم تحليلات تاريخية وفكرية توضح كيف أن الصهيونية ليست مجرد حركة وطنية يهودية، بل هي مشروع سياسي يستند إلى نظريات عرقية وثقافية.
دعم حقوق الفلسطينيين: دعا المسيري إلى دعم حقوق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، وشدد على أهمية العدالة الاجتماعية والإنسانية في معالجة القضية الفلسطينية. اعتبر أن القضية الفلسطينية هي قضية تحرر وطني.
المشاركة في الفعاليات المناصرة: شارك في العديد من الفعاليات والنشاطات المناصرة للقضية الفلسطينية، بما في ذلك المؤتمرات والندوات التي تناقش حقوق الفلسطينيين وتحدياتهم.
التأثير على الرأي العام: سعى من خلال كتاباته ومحاضراته إلى تعزيز الوعي العربي بالقضية الفلسطينية، ودعم التضامن العربي والدولي مع الشعب الفلسطيني. كان له تأثير كبير في تشكيل الرأي العام حول هذه القضية.
دفاعه عن الهوية الفلسطينية: أكد على أهمية الحفاظ على الهوية الفلسطينية والتراث الثقافي للشعب الفلسطيني، ورأى أن ذلك جزء من معركة التحرر من الاحتلال.
من خلال هذه الجوانب، يظهر اهتمام عبد الوهاب المسيري بالقضية الفلسطينية كجزء أساسي من مشروعه الفكري والنضالي، حيث عكس ذلك التزامه بالقضايا العادلة وحقوق الشعوب.
موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية
بدأ الدكتور عبد الوهاب المسيري في كتابة "موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية" عام 1999 واستغرق حوالي سبع سنوات لإكمالها. تم نشرها في عدة أجزاء، حيث تتناول الموسوعة تاريخ اليهودية والصهيونية من زوايا متعددة، بما في ذلك الجوانب الاجتماعية والسياسية والثقافية.
الموسوعة تعتبر واحدة من أهم أعماله، حيث قدم من خلالها تحليلًا شاملًا ومدروسًا لتاريخ اليهودية والصهيونية وتأثيرها على العالم العربي، مما ساهم في تعزيز الوعي والفهم حول هذه القضايا المعقدة.
"موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية" لم تستغرق ربع قرن لكتابتها. عبد الوهاب المسيري بدأ العمل على الموسوعة في عام 1999، واستغرق حوالي سبع سنوات لإكمالها، حيث تم نشرها في عدة أجزاء بين عامي 1999 و2006.
قد تكون هناك بعض الالتباسات حول مدة العمل، ولكن يمكن القول بثقة إن عملية كتابة الموسوعة كانت فترة مكثفة ومركزة، لكنها لم تصل إلى 25 عامًا.
موسوعة "اليهود واليهودية والصهيونية" أُدرجت فيها عدة محاور رئيسية، منها:
تاريخ اليهودية: تتناول الموسوعة جذور اليهودية وتطورها عبر العصور، بدءًا من التقاليد القديمة وحتى العصر الحديث، بما في ذلك ممارساتها الدينية والاجتماعية.
الصهيونية: تقدم الموسوعة تحليلاً شاملاً للحركة الصهيونية، بدءًا من نشأتها في أواخر القرن التاسع عشر حتى الأحداث السياسية والاجتماعية التي تلت قيام دولة إسرائيل. يناقش المسيري كيف تطورت الصهيونية كحركة سياسية وثقافية.
التركيز على الهوية: يبحث المسيري في مفهوم الهوية اليهودية وكيف تأثرت بالعوامل الثقافية والسياسية على مر الزمن، بالإضافة إلى تأثيرها على اليهود في الشتات.
الاستعمار والاحتلال: يستعرض المسيري العلاقات بين الصهيونية والاستعمار، وكيف تم استخدام القوة والاحتلال كوسائل لتحقيق الأهداف الصهيونية في فلسطين.
الصراع العربي الإسرائيلي: يناقش المسيري آثار الصهيونية على القضية الفلسطينية، والعواقب الإنسانية والاجتماعية التي نتجت عن الاحتلال الإسرائيلي.
النقد الفكري: يتناول الموسوعة نقدًا عميقًا للفكر الصهيوني، حيث يقدم تحليلات حول الدوافع والأيديولوجيات التي تحكم الحركة.
مفاهيم ومواضيع مرتبطة: تحتوي الموسوعة على دراسات تتعلق بالمعاداة للسامية، وتجلياتها التاريخية والثقافية، بالإضافة إلى مناقشة تأثيرات الفكر الصهيوني على المجتمعات العربية.
التصورات المستقبلية: يستعرض المسيري رؤاه حول المستقبل، بما في ذلك احتمال زوال الكيان الصهيوني وكيفية تحقيق العدالة للفلسطينيين.
الموسوعة تعتبر مرجعًا هامًا للباحثين والمهتمين بدراسة اليهودية والصهيونية والصراع العربي الإسرائيلي، حيث تجمع بين التحليل التاريخي والفكري والنقدي.
نبوءاته عن زوال اسرائيل
كان للدكتور عبد الوهاب المسيري آراء قوية حول قضية الصهيونية وزوال إسرائيل، وقد عُرف بتقديم تحليلات ونبوءات حول هذا الموضوع.
من أبرز ما قاله:
فكرة زوال إسرائيل: كان المسيري يؤمن بأن إسرائيل ككيان سياسي مؤقت، وأنه لا يمكن أن تستمر لفترة طويلة بسبب التناقضات الداخلية والخارجية التي تواجهها. اعتبر أن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين لن يدوم وأن هناك حالة من الوعي المتزايد بين الشعوب العربية والفلسطينيين ستؤدي إلى تغيير الواقع.
العدالة التاريخية: أشار إلى أن التاريخ يشهد على زوال الأنظمة الاستعمارية والكيانات التي تعتمد على القوة، وأن الحقائق التاريخية والقيم الإنسانية ستؤدي في النهاية إلى عودة الفلسطينيين إلى أرضهم واستعادة حقوقهم.
التحولات الجيوسياسية: توقع أن التحولات في السياسة العالمية والإقليمية ستؤثر بشكل كبير على الوضع في الشرق الأوسط، وأن التغيرات في موازين القوى ستساعد في تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني.
دعوة إلى الوعي: كان المسيري يدعو إلى تعزيز الوعي العربي والفلسطيني بالقضية، مشددًا على أهمية العمل من أجل التحرر من الاحتلال وبناء مجتمع عربي قوي وموحد.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الأفكار تمثل رؤية شخصية للمسيري، وهي مستندة إلى تحليلاته الفكرية والسياسية حول الصراع العربي الإسرائيلي.
"اليهودي الوظيفي" الذي تنبأ بظهوره
مصطلح "اليهودي الوظيفي" هو مفهوم قدمه الدكتور عبد الوهاب المسيري. فقبل أكثر من ربع قرن، تنبأ رائد الدراسات الصهيونية في العالم العربي، الراحل عبد الوهاب المسيري، بالوصول إلى المرحلة التي قد يصبح فيها الإنسان العربي والمسلم "صهيونيا وظيفيا" يؤدي الوظائف نفسها التي كان يؤديها القائد العسكري الإسرائيلي أو التاجر اليهودي الموالي لإسرائيل.
وفي فيديو شهير، تنبأ الدكتور عبد الوهاب المسيري بظهور "اليهودي الوظيفي" وهو العربي المسلم، الذي يخدم العدو الصهيوني، قائلا: "من الأن فصاعدًا سنجد يهودًا في ثياب مسلمين.. اليهودي الوظيفي، مسلم يصلي معنا العشاء في المسجد لكنه يقوم بنفس الدور الذي يقوم به الجنرال اليهودي".
لكن المسيري لم يمتد به العمر لكي يكون شاهدا على ما أصبحت تحبل به الخطابات العربية الراهنة المروجة للسردية الصهيونية، والتي تتماهى مع الخطاب الصهيوني حول ذاته وحول القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، وهو عين ما نبه له المسيري بمفهوم "الصهيوني الوظيفي".