- ℃ 11 تركيا
- 22 نوفمبر 2024
عزات جمال يكتب: المستوطنون يصعدون حربهم الدينية بالاعتداء على المساجد وتمزيق المصاحف
عزات جمال يكتب: المستوطنون يصعدون حربهم الدينية بالاعتداء على المساجد وتمزيق المصاحف
- 23 يونيو 2023, 7:54:51 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
ضمن حربهم الدينية المتصاعدة على المقدسات في فلسطين اقتحم عدد من المستوطنين المسلحين يوم أمس مسجد قرية عوريف الواقعة جنوب مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة، وقد رصدت كاميرات المسجد دخول عدد من المستوطنين لمسجد القرية وبصحبتهم الكلاب في عدوان إجرامي على طهارة المسجد، وقد تناول المعتدون عدد من مصاحف المسجد وقاموا بتمزيقها وإلقائها على مدخل المسجد قبل أن يلوذوا بالفرار من المكان.
يذكر بأن هذا الاعتداء على المسجد لم يكن الأول من نوعه ضمن الحرب الدينية المتصاعدة والممنهجة، التي تخوضها عصابات المستوطنين بدعم كامل من حكومة الاحتلال الفاشية التي توفر لهم المضلة القانونية والحماية الميدانية من جيش الاحتلال، والتي تستهدف الأماكن الدينية للمسلمين والمسيحيين على حد سواء، وفي مقدمة ذلك المسجد الأقصى ومدينة القدس ثم كل مساجد فلسطين وكنائسها ومقابرها، علماً بأن هذه الحرب مستمرة منذ عشرات السنوات ولكنها تشتد وبشكل عنيف في هذه الأيام، فقد شاهد العالم قبل أسابيع قليلة عدوان حكومة الاحتلال غير المسبوق على المسجد الأقصى المبارك، حيث عقدت الحكومة الفاشية اجتماعها الرسمي لأول مرة في الأنفاق الواقعة أسفل أساسات المسجد الأقصى في تحدٍ سافر للأمة جمعاء؛ وقد تخلل الاجتماع إقرار عدة مشاريع بمبالغ مالية ضخمة تهدف لتسريع عملية تهويد مدينة القدس وإستقدام المزيد من المستوطنين إليها، إضافة لما تبع ذلك من إقدام أحد كبار المتطرفين الصهاينة على اقتراح خطة تهدف لتقسيم المسجد الأقصى المبارك بين المسلمين واليهود في عدوان غير مسبوق يستهدف إسلامية المسجد.
وبالتزامن مع كل ذلك يقود المستوطنون هجوماً فاشياً منظماً ضد قرى وبلدات الضفة الغربية المحتلة، حيث يتم استهداف قرى حوارة وعوريف وجالود ودوما وبيتا وبيت دجن وهي قرى تتبع مدينة نابلس، و المغير وترمسعيا والنبي صالح وهي قرى قضاء مدينة رام الله، و مسافر يطا في الخليل وغيرها من القرى الفلسطينية.
علماً بأن العدوان الإجرامي للمستوطنين يتزامن مع هتافات تدعو لقتل العرب وتتضمن شتم بأبشع العبارات لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللدين الإسلامي القويم.
يدرك شعبنا الفلسطيني المقاوم والمرابط بأنه يتحمل المسؤولية الدينية والتاريخية بالدفاع عن المسجد الأقصى وأرض فلسطين، وهو يقدم الغالي والنفيس في سبيل الله ثم تحرير أرضه ومقدساته، إلا أن ذلك لا يعفي عموم الأمة العربية والإسلامية عامة، والعلماء والمفكرين وأهل الرأي والتأثير خاصة، من مسؤوليتهم وواجبهم بالدفاع عن جزء أصيل من أرض الإسلام، وعن مسرى رسولهم الكريم صلى الله عليه وسلم أمام هذا العدوان المتصاعد والحرب الدينية الواضحة، على المقدسات كافة وفي مقدمتها زهرة المدائن مدينة القدس المحتلة ومسجدها الأقصى المبارك.
لقد آن الأوان لأن تخرج الجماهير في كل المدن والعواصم رفضاً وغضباً لهذا السلوك الإجرامي بحق دينها ومقدساتها في فلسطين، وآن الأوان لوقوف الحكومات والمنظمات عند مسؤولياتها ولتبدأ برفض التطبيع ولتطالب باعتبار الكيان ومسؤوليه أعداء لأمتنا وديننا، ولتسعى بشكل جدي لدعم شعبنا الفلسطيني المنتفض والثائر بشتى الطرق والوسائل، لتعزيز صموده ودعم مقاومته العادلة للعدوان، فسيسأل كلٌ عن دوره ما الذي فعله لنصرة فلسطين؛ الإنسان والمقدسات والأرض يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون.